ديترويت – حوالي ٧٠٠ ألف نسمة، يقدر عدد سكان مدينة ديترويت حالياً، أكثر من ٨٠ بالمئة منهم من الأميركيين الأفارقة، ولكن المدينة التي بلغ عدد سكانها أوجّه في أواسط الخمسينات (١,٩ مليون نسمة)، مهيئة لاستعادة دورها كمركز إقتصادي مع ما تشهده من جهود حكومية محلية وفدرالية الى جانب تدفق الإستثمارات من القطاع الخاص بمنطقة وسط المدينة التي شهدت خلال العامين الماضيين تحولات ديمغرافية سريعة بانتقال آلاف موظفي الشركات.
وفي إطار الجهود لإعادة إحياء ديترويت وجذب السكان الجدد اليها، تتوجه أنظار حكومة لانسنغ الجمهورية، في مفارقة تاريخية، الى ما وراء البحار لجذب المهاجرين الى «مدينة السيارات» و«الفرص الجديدة»، حيث تقدم الحاكم ريك سنايدر مؤخراً بطلب من ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تخصيص خمسين ألف تأشيرة عمل لمهاجرين أجانب «موهوبين» يودون الإنتقال الى مدينة ديترويت.
ودعا سنايدر، يوم الخميس ٢٣ كانون الثاني (يناير) الماضي، الرئيس أوباما الى منح هذه التأشيرات في غضون السنوات الخمس القادمة على أن تكون مخصصة لحاملي الشهادات العليا واصحاب الكفاءات المتميزة، معرباً عن أمله في البدء بتنفيذ هذه الخطة في الخريف القادم.
وتمنح الحكومة الأميركية سنوياً ٤٠ ألف تأشيرة من هذا النوع وفق برنامج «إي بي ٥»، ما يعني أن سنايدر يريد منح ربع هذه التأشيرات لمهاجرين راغبين بالإنتقال للعيش والعمل في ديترويت.
وأعلن سنايدر أن الهدف من هذا الطرح هو تحريك عجلة خلق الوظائف في ديترويت «التي علينا العمل على تخفيف آثار الافلاس عليها» وأضاف في كلمته أمام حشد تجمع في شركة «ايديال» الصناعية في جنوب غرب ديترويت «نتحدث اليوم عن بناء المستقبل.. نريد أن يعرف العالم كيف أننا أصحاب مبادرات مبتكرة وبأن ديترويت منفتحة على العالم».
من جانبه اعرب رئيس بلدية ديترويت مايك داغن عن مساندته لمبادرة سنايدر، وضرب مثلا بالأطباء الذين ياتون من انحاء العالم الى ديترويت للتدرب ويضطرون فيما بعد الى المغادرة بسبب قوانين الهجرة المتزمتة برغم رغبتهم في البقاء والعيش في المدينة». وقال «الأهم أن هذه كانت رسالة من سنايدر بأن ميشيغن ولاية مرحبة بالمهاجرين»، مؤكداً أنه والمجلس البلدي يضمون أصواتهم لصوت سنايدر ليقولوا للعالم إن ديترويت ترحب بالمهاجرين.
وبدوره، قال الأب جيروم وورفيلد إن عظمة أميركا تكمن في تنوعها الإثني والثقافي، ورحب بمبادرة سنايدر باعتبارها «تقود الطريق لبقية البلاد»، مع الإشارة الى أن سنايدر من أشد الداعمين لتعزيز الهجرة باعتبارها محركا إقتصادياً فعالاً، على مثال منطقة ديربورن، وغيرها من مناطق ديترويت المأهولة بالمهاجرين.
ويشيد سنايدر دوماً بروح الريادة التجارية لدى المهاجرين ودورهم الإقتصادي، كما أن ثلث الكفاءات التكنولوجية في الولاية واميركا عموما هم من المهاجرين، بحسب الحاكم.
وقد شارك سنايدر في ندوة عقدت في واشنطن حول الدوافع الاقتصادية لاصلاح قانون الهجرة، حيث أعاد طرح فكرة منح حاملي شهادات الماجستير والدكتوراه واصحاب المواهب تأشيرات للعمل والاقامة بما يخدم «المصلحة الوطنية»، وهو يسعى لتوسيع «مفهوم المصلحة الوطنية» ليشمل المناطق الجغرافية مثل ديترويت، كما طالب بمنح الاطباء الإقامة الدائمة. وتنص خطته على منح 5000 تأشيرة مخصصة لديترويت في السنة الأولى، و10 آلاف لكل سنة في السنوات الثلاث اللاحقة، و15 ألفاً في السنة الخامسة.
وتأتي دعوة سنايدر ضمن جهود أوسع يبذلها الحاكم الجمهوري للنهوض باقتصاد الولاية، حيث يسعى الى جعل ميشيغن، ثاني ولاية أميركية -بعد فيرمونت- تحتضن مركزاً فدرالياً يقوم بمنح بطاقات الإقامة الدائمة للمستثمرين الأجانب الراغبين يالإنتقال للعيش في الولاية، وذلك وفق برنامج «إي بي 5» للتأشيرات، الذي يعطي المستثمرين الأجانب فرصة الحصول على «الغرين كارد» مقابل إستثمار تجاري برأسمال لا يقل عن 500 ألف دولار وتشغيل 10 أميركيين.
Leave a Reply