في خطابه الثالث حول «حال الولاية»، تعهد حاكم ميشيغن «الجمهوري» ريك سنايدر، بتعزيز الهجرة الى الولاية، وتقديم مزيد من الدعم المالي للمدارس والبلديات المتعثرة وقدامى المحاربين والبيئة.
سنايدر خلال إلقائه خطاب «حال الولاية» أمام كونغرس ميشيغن |
كما ركز سنايدر في خطابه مساء الخميس، ١٦ الجاري، تحت شعار «استمرار العودة»، على الإنجازات الإقتصادية التي تحققت منذ توليه مقاليد الامور في لانسنغ قبل ثلاث سنوات، متعهداً برؤية طموحة لمستقبل ميشيغن التي يسعى الى تحويلها الى أرض جاذبة للمهاجرين من المستثمرين وأصحاب المهارات.
وقد عرض سنايدر في خطابه، الذي استمر لساعة كاملة، جملة من الإنجازات التي تحققت في مجال خلق الوظائف والدخل الشخصي والنمو السكاني الى جانب مكاسب أخرى يمكن أن تتحقق مع مواصلة التحسن الإقتصادي.
وقال سنايدر للمشرعين والضيوف المدعوين في مبنى «الكابيتول» «لدينا نظام يعاني من عدة اختلالات»، وأضاف «أصبحنا الولاية العائدة الى الإزدهار ولكننا لم نكمل المهمة بعد.. علينا أن نبقي قدمنا ضاغطة على دواسة البنزين». ودافع سنايدر ضد الاتهامات الموجهة له بخفض الدعم عن المدارس بمليار دولار، قائلاً إن الدعم لكل طالب زاد بـ660 دولاراً منذ العام 2010. لكن المشرفين على المدارس ومسؤولين في وزارة التربية اطلقوا بيان منشور قبل أن ينهي سنايدر خطابه، قال فيه إن الحاكم لم يلتزم بتعهداته التي قطعها تجاه دعم المدارس، ما قد .
وكان سنايدر استهل كلمته بالاشارة دون تحديد الاسم الى تصريحات اطلقها عضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري دايف أغيما مناهضة لمثليي الجنس والمسلمين، والتي سرعان ما تحولت تعليقاته الى عبء على الحزب الجمهوري الذي يسعى الى التقرب من الأقليات.
ودعا سنايدر في خطابه الى قدر أكبر من الكياسة واحترام الاخرين من أصحاب الخلفيات ووجهات النظر الأخرى، والاعتراف بأن الاختلاف مظهر من مظاهر التنوع والثراء» وقال «إن على سكان ميشيغن تشكيل قدوة لجمع الناس لا تفريقهم».
وقد تم التقاط صور تذكارية للمشرعين قبيل القاء سنايدر لكلمته حيث لوحظ ارتداء العديد منهم لأوشحة وملابس وردية في اشارة الى دعمهم لقضايا صحة المرأة. وفي خطابه تعهد سنايدر بما يلي:
– تخصيص 65 مليون دولار إضافية لبرامج التعليم المبكر للأطفال الفقراء.
– إنشاء «مكتب ميشيغن للأميركيين الجدد»، وهي دائرة حكومية مهمتها جذب المهاجرين الموهوبين والمتعلمين من كافحة أنحاء العالم. وقال إن ميشيغن ستكون ثاني ولاية تمنحها الحكومة الفدرالية سلطة توطين المستثمرين الأجانب، ومنحهم بطاقات الإقامة الدائمة.
– توسيع برنامج «وجبات على العجلات» والبرامج الموجهة للمسنين داخل المنازل وإطلاق حملة لمزيد من التدابير الرامية الى خدمة المسنين هذا العام.
– المطالبة بالمزيد من البيانات المالية من الحكومات المحلية والمناطق التعليمية، بغية توفير إنذار مبكر للبلديات المتجهة نحو أزمات مالية.
– توفير التمويل لمكافحة الحشرات والأوبئة المهددة للأشجار المثمرة خاصة الخنفساء الآسيوية طويلة القرون، المتجهة شمالاً نحو ميشيغن والتي تهدد الأشجار في الولاية.
وكان سنايدر دعا الحكومة الفدرالية الى استلهام أسلوبه في ادارة موازنة الدولة مشيراً في ذلك الى الفائض في الموازنة الذي حققه لميشيغن 971 مليون دولار. لكن زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ غريشن وايتمار (ديمقراطي عن إيست لانسنغ) قال إن سنايدر حقق الفائض في الموازنة على حساب صندوق دعم المدارس وفرض الضرائب على المتقاعدين وتخفيض الواردات الضريبية من الأثرياء.
الديمقراطيون: سنايدر نصير الأثرياء
وقبل الخطاب، بذل الديمقراطيون كل ما بوسعهم للتشويش على كلمة سنايدر، التي يرجونها أن تكون «آخر خطاب عن الولاية» للحاكم الجمهوري الذي من المنتظر أن يواجه في انتخابات الخريف المقبل، النائب السابق في الكونغرس الأميركي عن ميشيغن، مارك شاور. وقال شاور ان خطاب سنايدر جاء مخيبا للامال «لا أمل.. لا حلول.. لا إجابات»، وقال إن هناك فائضاً في موازنة سنايدر للعام 2015 بلغ مليار دولار ينوي سنايدر استخدام جزء منه لتخفيف الأعباء الضريبية على العائلات العاملة، وكان الأجدى استخدامه لتخفيف ديون الولاية ووضع الباقي في صندوق «الأيام الماطرة» المخصص للحالات الطارئة.
وقبل الخطاب، قال شاور للصحفيين إن «هذا الحاكم شغله الشاغل رعاية مصالح الاثرياء والمتنفذين على حساب الفقراء والطبقات العاملة»، وقد وافقه في ذلك المشرعون الديمقراطيون الذي قالوا الاربعاء بأن سياسات سنايدر ألحقت الضرر بالناس العاديين في مقابل مكاسب حققها رجال الأعمال والمؤسسات التجارية. وقال زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب تيم غريمل إن سياسة سنايدر في الضرائب كبدت المتقاعدين 3000 دولار سنوياً ورفعت نسبة الجباية الضريبية على الناس العاديين 700 دولار سنوياً.
الديمقراطيون سارعوا الى انتقاد «الخطاب المبالغ فيه» عند الحديث عن «الإنجازات»، قائلين إن معدلات البطالة في الولاية وصلت الى 8,8 بالمئة وهي ضمن الأعلى على المستوى الوطني، وإن سنايدر لم يقدم جديداً لحل هذه المعضلة. ومن جانبه، قال السناتور في الولاية جيم أنانيتش (ديمقراطي عن فلنت)، إن سياسات سنايدر كانت دوما الى جانب اليمين الجمهوري المتطرف داخل الكونغرس، وقال إن التحدي الحقيقي أمام هذا الحاكم: هل هو صلبٌ بما يكفي ليكون قائدا؟ والجواب: لا» فنحن بحاجة الى قائد حقيقي وليس الى «نيرد»، وهو مصطلح في الثقافة الاميركية للطالب المثابر على المذاكرة.
كما استأجرت منظمة «بروغرس ميشيغن» وهي حركة ليبرالية، الممثل الكوميدي مارك بويد، للتهكم على سياسات سنايدر والسخرية منه، حيث وضع شعرا مستعارا اشيب مثل شعر سنايدر وارتدى قميصا أزرق دون ربطة عنق في محاكاة ساخرة ليقول أمام مقر «مبنى رومني» «أريد ميشيغن أن تكون حضناً للأثرياء بحيث يدفع الناس العاديون ضرائب أكثر حتى يزيد غنى الأغنياء، وأريد أن يكون التعليم مشروعاً تجارياً لتحقيق الربح.. وصحة النساء بيد الرجال البيض من المسنين».
Leave a Reply