علي حرب – «صدى الوطن»
قرر حاكم الولاية ريك سنايدر تعليق انشطة إعادة توطين اللاجئين السوريين فـي ميشيغن فـي ضوء الهجمات الإرهابية التي وقعت فـي باريس، يوم الجمعة الماضية.
وأصدر مكتب سنايدر يوم الأحد الماضي بياناً قال فـيه إن الولاية ستتوقف عن استقبال اللاجئين السوريين الى حين أن تنفذ وزارة الامن الداخلي إجراءات أمنية مشددة قبل السماح بدخولهم الى الولايات المتحدة.
وسنايدر واحد من ٣١ حاكماً أميركياً قرروا منع استقبال اللاجئين فـي ولاياتهم -بما فـيها إلينوي وإنديانا واوهايو ووسكونسن- وقاموا جميعهم بإصدار بيانات تعارض الحكومة الفدرالية فـي مسعاها لإعادة توطين اللاجئين السوريين، على الأقل فـي الوقت الراهن. وتأتي هذه المعارضة بعد هجمات باريس يوم الجمعة الماضي التي قتل فـيها 132 شخصاً وأصيب أكثر من مائة.
«ميشيغن هي ولاية مرحبة ونحن فخورون بتاريخ الهجرة الغني فـيها» قال سنايدر فـي البيان، وأضاف «لكن الأولوية المطلقة بالنسبة لنا هو حماية سلامة السكان».
ويعتبر إعلان سنايدر خطوة إلى الوراء، فـي مسيرته الداعمة للمهاجرين، حتى أنه نفسه كان من أشد مؤيدي توطين اللاجئين السوريين فـي ميشيغن.
ففـي شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، أكد سنايدر أنه يعمل مع الحكومة الفدرالية لتعزيز دور الولاية فـي جهود توطين اللاجئين الهاربين من لظى الأزمة المستمرة فـي سوريا وعموم الشرق الأوسط.
«أليس هذا جزءاً من كوننا من سكان ميشيغن صالحين؟» تساءل سنايدر وقتها مؤكداً فـي الوقت نفسه أنه «يتعين فحص اللاجئين بعناية لضمان أنهم لا يشكلون تهديدات أمنية»، ولكن يبدو أن وحشية اعتداءات باريس دفعت سنايدر وغيره الى إعادة النظر فـي عملية استقبال اللاجئين.
ولقي تقلب سنايدر ردود فعل فورية ومثيرة للانقسام فـي مختلف أنحاء الولاية، وخصوصاً فـي منطقة ديترويت، حيث تتركز الجاليات العربية.
«قرار جيد»، أقر النائب تيم كالي، (جمهوري من بلدة ساغينو)، عبر صفحته على «الفـيسبوك».
لكن النائب السابقة فـي كونغرس الولاية، رشيدة طليب، ردت على سنايدر بتغريدة عبر حسابها على «تويتر» «نحن نتوقع المزيد منك.. هذا التصريح يرسل رسالة خاطئة».
وقال نشطاء عرب أميركيون ومدافعون عن اللاجئين إنهم يتفهمون قلق الحاكم حول المخاوف الأمنية، ولكنهم أصروا على أن وزارة الأمن الداخلي قامت بعملها على اكمل وجه من ناحية إجراءات التفتيش الأمني قبل السماح لأي لاجئ بالقدوم إلى الولايات المتحدة، حيث تستمر عملية قبول اللاجئين حوالي عامين يتم خلالها التحقق من تاريخهم الأمني.
«يجب أن تكون الولايات المتحدة ملاذا آمنا وعلينا أن نرحب بهم (اللاجئين)» أوضح الدكتور يحيى باشا، وهو طبيب سوري أميركي من وست بلومفـيلد، لديه أقارب بين اللاجئين. وكان باشا ضمن وفد حضر إلى البيت الأبيض مؤخراً لمناقشة أزمة اللاجئين السوريين مع مسؤولين أميركيين.
وأردف الباشا أنه لا يمانع من التدقيق الأمني قبل السماح للاجئين بالدخول «ولكن لا اعتقد أنه يجب منع وصولهم».
من ناحيته، أفاد داود وليد، مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير-ميشيغن)، ان «مخاوف الحاكم حول عملية فرز اللاجئين هي غير صادقة لأنه يعلم أن دائرة الأمن الداخلي لديها نظام شامل يقوم بدوره على أكمل وجه».
وأضاف وليد أن سنايدر «رضخ بسرعة أمام عدد من المسؤولين الجمهوريين من دون اللقاء مع جاليتنا مما يدل على حجم ووزن الإسلاموفوبيا فـي مجتمعنا». وأضاف «الشعب السوري الفقير فر من وطنه بسبب «داعش» والآن يٌمنع من إعادة توطينه فـي بعض الأماكن بسبب تعميمات بعض الناس على انه ينتمي لداعش».
«حاكم الولاية سنايدر سمح لهؤلاء البلطجية القتلة أن يملوا على ميشيغن ما يمكن أن تفعله إزاء تقديم الإغاثة الإنسانية للمدنيين الأبرياء، وكثير منهم من الأسر والنساء والأطفال»، أكدت رشيدة طليب لـ«صدى الوطن» وأردفت «إنه لأمر مخز السماح لتلك الهجمات ان تملي علينا المواقف. ليس هكذا تكون القيادة»، وأشارت طليب ووليد الى أن خطوة سنايدر الأخيرة ستدفع الكثيرين الى إعادة النظر فـي توصيف سنايدر كمناصر للهجرة.
الدكتور مزمل أحمد، رئيس «مجلس الجالية الاسلامية فـي ميشيغن» وصف خطوة سنايدر «بقصر النظر لأنه يتصرف برد فعل عاطفـي» وأعرب عن أمله بلقاء الحاكم والنقاش والتحاور معه لكي يقتنع بعدم صحة قراره.
Leave a Reply