يشكل المظهر الخارجي للإنسان دليلاً على اهتمامه في الظهور بالمستوى اللائق أمام المجتمع سواء في مقر عمله أو في المناسبات العامة أو الخاصة، ويزداد هذا الاهتمام خصوصاً في حفلات الأعراس والأماسي الثقافية أو ارتياد المنتديات الاجتماعية أو تبادل الزيارات العائلية. ولا يمكن نكران حقيقة أنّ المرأة تتفوق على الرجل في هذا الميدان، فأناقتها تساعدها على الشعور بالرضا عن نفسها وهو شعور يرتبط في الكثير من الأحيان ببواعث البهجة وبوادر السرور كنوع من الاندماج مع المناسبة المعنية، إذ أن إحساس المرأة بذلك يجعلها تبدو أكثر جاذبية وألقاً، وهذا ينسحب على حياتها سواء في مرحلة الشباب أو مرحلة «سنّ اليأس».
يطلق على فترة انقطاع الدورة الشهرية عند المرأة «سن اليأس» –أو «سنّ النضوج» كما أسميه– وهو عادة ما يبدأ في سنّ الأربعين إلى الخمسين وقد يتأخر إلى الستين لدى بعض النساء.
وبشكل عام يضطرب الحيض وتصبح الدورة الشهرية غير منتظمة في السنوات التي تسبق «الإياس»، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للمرأة ونادراً ما يدلّ على أي مرض أو اضطراب بيولوجي، ولدى تبين أعراض الدخول في هذه المرحلة، فإن بعض النساء لا يلاحظن أي اضطراب أثناء تدشين المرحلة باستثناء انقطاع الحيض، وهناك ما يقرب من نسبة خمسين بالمئة يلاحظن حدوث تبدلات ذهنية أو جسمية ضئيلة لديهن، أما الباقيات فتظهر لديهن أعراض طارئة مزعجة أو حتى مسبّبة للشعور بالكرب.
وتترافق هذه المرحلة من عمر المرأة، بعدة أعراض جسدية ونفسية، كالشعور بالاكتئاب والقلق والهياج وصعوبة التركيز وضعف الثقة بالنفس وصعوبات في النوم، وقد تدوم هذه الأعراض لأشهر أو لسنوات.
ولأجل تلافي مثل هذه الأعراض أو لتخفيف آثارها فإن أفضل الطرق المتبعة هي إجراء التمارين الرياضية المنتظمة وتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، حيث أن هذين الإجراءَين يضمنان أفضل حماية ضد هشاشة العظام، كما تبين أن للرياضة في كثير من الأحيان، فائدة ملحوظة في مكافحة حالة الاكتئاب المرافقة لفترة انقطاع الطمث.
بعض الأطباء يلجأ لإعطاء هرمونات أنثوية مثل الأستروجين والبروجترون على شكل مراهم مهبلية أو غيرها، وهذه الوصفات تعتبر غير مفضلة لارتباطها بسرطان الثدي، أما الأستروجين إذا أخذ لوحده فهو يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الرحم، وهناك عقاقير أخرى غير الهرمونات تخفف تلك الأعراض قد توصف للنساء فوق سنّ الخمسين وهذه يحدّدها الطبيب فقط.
هنا يأتي دور الزوج، وهو دور مهم جدا في هذه المرحلة لارتباطه بالعامل النفسي، حيث يطمئن زوجته بأنها مازالت في نظره جميلة وتشع شباباً وإثارة، وأنه مازال يحبها بنفس الدرجة التي سبقت مرحلة اليأس، وأن وتيرة الحب عنده لم تتغير تجاهها، كما أن عليه احتواءها عندما تثور أو تداهمها حالة الشعور بالاكتئاب، ذلك لأنها لم تتعمد مثل هذه الانفعالات الفجائية وإنما تأتت بفعل عوامل خارجة عن إرادتها.
إنّ منطلق العشرة الزوجية والوفاء الزوجي يحتم على الزوج التغاضي والتزام الهدوء وتفهّم الحالة التي تمرّ بها زوجته، لاسيما وهي تحدث لفترة زمنية قصيرة وآيلة للزوال.
أتمنّى لجميع النساء أن يتمتعن بمرحلة «النضوج» فهي محسوبة على أعمارهن لذا لا ينبغي التفريط بها خارج أسوار البهجة والسعادة والشعور بالرضا، وأن يحافظن على الحيوية الدافقة فهي الكفيلة في المضي بطريق الحياة المفعمة بالأمل والمسرة، كما أتمنّى للرجال الأزواج أيضاً أن لا ينظروا إلى مرحلة اليأس لدى زوجاتهم على أنّها مرحلة الهرم بل مرحلة النضوج.
Leave a Reply