دمشق – واصلت المجموعات المسلحة المدعومة من الخارج، تصعيدها في أنحاء متفرقة من سوريا، خلال الأسبوع الماضي موقعة عشرات الضحايا، في محاولات مستمرة لإفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، في ظل إشارات عربية وغربية حكمت مرة اخرى بالفشل المسبق علىها، ودعت الى درس خطط بديلة، في مقابل ارتياح روسي يرى في التطورات نضوجاً سورياً للإصلاح بالتوازي مع إعلان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال النروجي روبرت مود، بعد جولة له في حماه وحمص، أن هناك “فرصة جيدة” لكسر حلقة العنف، مشيراً إلى أن القوات الحكومية التي حثها على القيام بـ”الخطوة الاولى”، تتعاون في بعض مواقع المواجهات أكثر من المسلحين، مشيراً إلى ان اعضاء بعثته لم يواجهوا أي عقبات في تنقلاتهم من جانب السلطات السورية.
التفجير الأمني الذي تسعى المجموعات المسلحة الى تحقيقه رجم في أكثر من مكان، ففي إدلب قتل تسعة أشخاص في تفجيريين إرهابيين، حسب الأمم المتحدة، وقعا في ساحة هنانو وشارع الكارلتون في المدينة الشمالية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة)، ومقره بريطانيا، إن “قنبلتين انفجرتا بالقرب من مقرين أحدهما للاستخبارات العسكرية والآخر مقر الاستخبارات التابعة لسلاح الجو السوري”. وأضاف “المرصد” أن معظم القتلى من قوات الأمن.
وأدان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة التفجيرات، وقال ان مراقبي الأمم المتحدة ساهموا في تحسين الأوضاع في المناطق التي انتشروا فيها. ودعا الأمين العام “جميع الأطراف” إلى إيقاف العنف والتعاون مع بعثة الأمم المتحدة.
وشهدت وتيرة أعمال العنف تصاعداً خلال الأسبوع الماضي إذ شهدت البلاد سلسلة من الهجمات أبرزها الهجوم الذي استهدف مبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات في العاصمة دمشق.
يذكر أن أول ثلاثين من مراقبي الأمم المتحدة غير المسلحين قد وصلوا الى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ رسميا في الثاني عشر من نيسان (أبريل). وسيبلغ العدد النهائي لأفراد بعثة المراقبين حين يكتمل 300 مراقب ينتشرون في أنحاء سوريا.
واشنطن تستعجل فشل خطة أنان
من جهتها، واصلت واشنطن إثارة الشكوك حول تنفيذ النظام السوري لخطة انان، معتبرة انه ربما تكون هناك ضرورة لاستخدام نهج دولي جديد إذا فشلت الخطة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “إذا استمر تعنت النظام فسيتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بالهزيمة ويعمل على التصدي للتهديد الخطير للسلام والاستقرار من جانب نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد”. وأضاف “الانتقال السياسي ضرورة ملحّة في سوريا. نأمل بالتأكيد أن تنجح خطة انان”، لكنه عاد ليقول “لا نزال، بناء على أدلة، متشككين بشدة في استعداد الأسد للوفاء بشروط هذه الخطة لأنه فشل بوضوح شديد في الوفاء بها حتى الآن”.
من جهة أخرى، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي ورئيس الموساد السابق مائير داغان، عن إن سقوط النظام السوري سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل. وقال أشكنازي في خطاب أمام مؤتمر صحيفة “جيروزاليم بوست”، المنعقد في نيويورك الأحد الماضي، إن “العالم منح الأسد تصريحا بالقتل وإذا سقط نظام الأسد فإن هذا سيكون جيدا بالنسبة لإسرائيل”. وأضاف أن “أي نظام سيقوم في سوريا سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل ولن يكون مرتبطا بـ”حزب الله” وإيران مثل النظام الحالي”.
وقال داغان، الذي تحدث في المؤتمر نفسه، إنه يجب الإطاحة بالأسد و”يجب إيجاد طريق لإقامة نظام بدعم من السعودية ودول الخليج، ومن شأن تطور كهذا أن يضعف القوة العسكرية والسياسية لـ”حزب الله” ومكانة إيران في المنطقة”.
انتخابات
وأعلنت موسكو أن الشعب السوري يجب أن يقرر مصيره بنفسه عن طريق الحوار الوطني والانتخابات البرلمانية التي ستجري الاثنين المقبل. وأعلن معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي لوكالة “سانا” أن “جميع المحافظات أنهت الاستعدادات والتحضيرات الواجب اتخاذها لإنجاح عملية انتخابات مجلس الشعب المقررة في السابع من أيار (مايو) الحالي”. يشار إلى انه سيتم الاثنين المقبل انتخاب 250 نائباً.
وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمندوب الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، في تصريح لإذاعة “صوت روسيا”، إن “سوريا نضجت لإجراء الإصلاحات والتغييرات الديمقراطية”. وأضاف “نرى أن الشكل الأمثل لهذه الإصلاحات والتغييرات هو الحوار الوطني الواسع والانتخابات، بحيث تتوفر لدى الشعب فرصة للتعبير عن رأيه حول مستقبل البلاد”. ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مسؤول في مكتب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف قوله إن “روسيا حددت موقفها تجاه الأزمة السورية عندما بدأت الاضطرابات هناك، ولم يتغير هذا الموقف، ويظل كما هو حتى الآن”.
رئيس بعثة المراقبين
وقال رئيس بعثة المراقبين مود، خلال لقائه محافظ حماه انس ناعم، إن “الهدف الرئيسي للبعثة مراقبة وقف العنف من قبل جميع الأطراف وإنجاح خطة انان لتسوية الأزمة في سوريا”. وأشار إلى أن “زيارته إلى المدينة تأتي في إطار التنسيق مع كل الأطراف، وتحديد أطر المراقبة وتوثيق ما تتم مشاهدته وعدم الاكتفاء بسماع الأخبار والمعلومات”.
وأعلن مود، في حمص بعد زيارته إلى حيي بابا عمرو والخالدية، أن المراقبين “لهم تأثير مهدئ” وأن القوات الحكومية تبدو مستعدة للتعاون مع الهدنة، لكنه اعتبر أن على الجيش السوري أن يقوم بالخطوة الأولى لوقف أعمال العنف. اما بالنسبة الى تحرك المراقبين، فلفت مود الى ان كل شيء يسير بشكل طبيعي. وقال “هل نواجه عقبات في حرية تحركنا؟ جوابي هو لا. لقد وضعنا خططنا، وتوجهنا الى حيث أردنا ولم نلق أي عقبة”. واعتبر ان نجاح مهمته يمر بوقف العنف. وقال “ادعو كل الاطراف الى وقف العنف، وكل من يعتقد ان العنف هو الحل يخدع نفسه. فالعنف يولد العنف”. واعتبر ان وجود المراقبين له تأثير إيجابي، موضحاً “منذ وصولي، تراجع قصف المدفعية ومدافع الهاون”.
Leave a Reply