دمشق – اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأسبوع الماضي تأجيل الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل التي كان من المفترض ان تجري يومي 18 و19 أيلول (سبتمبر) في تركيا بناء على طلب الجانب الاسرائيلي. واكدت تركيا وكذلك اسرائيل تأجيل هذه الجولة من المفاوضات. وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس «كان من المفترض للجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة ان تتم الخميس غير ان الجانب الاسرائيلي طلب تأجيلها وقد تأجلت». واعلن مسؤول اسرائيلي ان بلاده تامل في استئناف المفاوضات في اسرع وقت. وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه لـ«فرانس برس» ان اسرائيل «متمسكة بالسعي الى السلام مع سوريا ونأمل ان يتم في اسرع وقت عقد جولة جديدة من المباحثات في تركيا». واوضح ان رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت يعلق اهمية كبيرة على «الاستمرارية» داخل فريق المفاوضين. وكان المفاوض الاسرائيلي يورام توربوفيتش استقال في الاول من آب (اغسطس) من منصبه كمدير لمكتب اولمرت. لكنه اعرب عن رغبته في مواصلة المفاوضات مع سوريا. وقال المسؤول الاسرائيلي ان «المسألة تتعلق بوضع توربوفيتش وسنامل ان يتم حلها قريبا». وافاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان «الجانب الاسرائيلي اكد استعداده لاستئناف المفاوضات ما ان تنتهي الاجراءات الفنية والقانونية» التي تتيح لتوربوفيتش البقاء ضمن فريق المفاوضين. ولم يتم تحديد موعد جديد للجلسة المقبلة، وفق البيان. وتجري اسرائيل وسوريا، وهما في حالة حرب منذ قيام الدولة العبرية العام 1948، مفاوضات غير مباشرة منذ أيار (مايو) عبر تركيا. وقال المعلم «عندما تكون اسرائيل جاهزة لاستئناف هذه المحادثات نحن جاهزون لاننا راغبون ببناء قاعدة صلبة تؤهل لاطلاق المحادثات المباشرة بصرف النظر عما ستؤدي اليه انتخابات كاديما في اسرائيل». وقال المعلم «كانت سوريا تدعو دوما الى دور اوروبي على قدم المساواة مع الدور الاميركي في عملية السلام لان اوروبا جغرافيا وثقافيا هي الاقرب لمنطقتنا وتتأثر مباشرة بامن واستقرار المنطقة». واضاف «عندما تصبح (المحادثات) مباشرة في المستقبل سنجد سيناريو بحثناه مع ميغيل انخيل موراتونوس لكي نبرز ان عملية السلام لها مظلة دولية ورعاية لاحلال سلام عادل وشامل يشمل كل المسارات وفق مرجعية مدريد». واشاد موراتينوس الذي استقبله في وقت سابق الرئيس بشار الاسد بـ«الدور البناء لسوريا». وقال ان «دول (المنطقة) تقوم بتسوية مشكلاتها بنفسها وهذا هو اهم تغيير طرأ. ان الاتحاد الاوروبي مستعد لمساعدتها». واشاد موراتينوس ايضا بدور تركيا قائلا «اننا في غاية السرور لان تتمكن دولة ستصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي من الاطلاع بهذا الدور». وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت اسبانيا مستعدة لاستضافة المفاوضات المباشرة السورية-الاسرائيلية قال موراتينوس ان بلاده «مستعدة دائما للمساعدة». واضاف ان «الامور تسير حاليا خطوة خطوة. ستقرر مختلف الاطراف والاسرة الدولية عندما يحين الوقت ما اذا كانت ترغب في مؤتمر سلام شامل». واعلن الوزيران ان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو سيقوم بجولة في الشرق الاوسط تشمل سوريا خلال شهرين.وأبلغ موراتينوس الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقاء جمعهما في دمشق الأسبوع الماضي، دعم بلاده لمفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية، مشيداً بـ«جدية» سورية والتزامها بكل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. ونقلت وكالة الانباء السورية للانباء الرسمية (سانا) عن الأسد تأكيده لموراتينوس الذي يزور دمشق ضمن جولة له في المنطقة، «على أهمية مرجعية مؤتمر مدريد في مباحثات السلام والالتزام بها وبالقرارات الدولية ذات الصلة»، في اشارة الى مؤتمر مدريد للسلام بين سورية ولبنان والاردن وفلسطين من جهة واسرائيل من جهة اخرى الذي عقد في العاصمة الاسبانية عام 1991.

Leave a Reply