الرياض – في زيارة رسمية للسعودية هي الأولى منذ القطيعة بين الدولتين التي فرضتها الحرب على سوريا عام 2011، وتلبية لدعوة من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأربعاء الفائت إلى جدة لإجراء مباحثات تناولت العلاقات بين البلدين واستعرضت القضايا ذات الاهتمام المشترك، واختُتمت ببيان شدد على تكثيف الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية «يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق».
وأعرب الوزيران المقداد وبن فرحان عن «ترحيبهما ببدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين»، علماً بأن الرياض كانت قد أغلقت سفارتها في سوريا، في آذار (مارس) 2012، وطلبت من السفير السوري لديها مغادرة المملكة، وذلك على «خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد»، وعقب قرار مجلس جامعة الدول العربية، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، تعليق عضوية سوريا.
زيارة المقداد جاءت قبل يومين من اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة كل من الأردن ومصر والعراق في مدينة جدة للبحث في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهي خطوة تواجه معارضة قطرية حتى الآن.
وكالة «رويترز» كانت قد ذكرت أن السعودية تنوي دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية التي ستستضيفها الرياض خلال شهر أيار (مايو) المقبل.
في السياق عينه، قررت سوريا إعادة فتح سفارتها في تونس، وتعيين سفير فيها مُلاقيةً بذلك مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد بتعيين سفير لبلاده في دمشق، وقد أكد البلدان في بيان مشترك حرصهما على إعادة العلاقات الثنائية الى مسارها الطبيعي.
في شأن سوري آخر، لم يخرج الاجتماع الرباعي الذي ضم نواب ووزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا، بأي جديد يُذكر، في ظل تمسّك سوريا بما تعتبره ثوابت أساسية تؤسس لأي انفتاح محتمل على جارتها الشمالية تركيا، في مقدمة هذه الثوابت الإعلان عن جدولة انسحاب القوات التركية من الشمال السوري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية تحت مُسمّى «التعاون في مجال مكافحة الإرهاب».
أمنياً، وعلى خط التضامن مع الضفة والقدس في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، تعرضت مناطق في الجولان السوري المحتل لقصف صاروخي مصدره الأراضي السورية، ردت عليه قوات الاحتلال باستخدام المدفعية وطائرة مسيّرة. وقد أعلن فصيل «لواء القدس» في سوريا في بيان مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أنه يأتي رداً على الاعتداءات على المسجد الأقصى، متوعّداً برد حازم من الجبهة الجنوبية في سوريا تجاه أي عدوان آخر.
Leave a Reply