كولومبوس – شهدت المناظرة الرابعة للمرشحين الديمقراطيين للرئاسة الأميركية، الثلاثاء الماضي، هجوماً عنيفاً ضد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، مطالبين بعزله لمخالفته القانون، فيما صوب المرشحون سهامهم خلال المناظرة التي أقيمت بولاية أوهايو، على متصدرة السباق، السناتورة إليزابيث وورن، بينما تغاضى المرشحون عن شبهات الفساد التي طالت المرشح جو بايدن ونجله في الآونة الأخيرة.
المرشحون الـ12 الذين يسعون إلى تعزيز مواقعهم قبل انطلاق السباق التمهيدي في شباط (فبراير) المقبل بولاية أيوا، أجمعوا على ضرورة السير قدماً بإجراءات عزل ترامب، على خلفية اتهامه بالضغط على الرئيس الأوكراني لتقليل حظوظ منافسه الديمقراطي الأوفر حظا جو بايدن.
وبخصوص اتهامات ترامب لابن بايدن هانتر بالفساد، اكتفى بايدن بالقول إنه لم يفعل شيئاً خاطئاً وكذلك نجله «لم يفعل شيئاً خاطئاً» داعياً بدلاً من ذلك إلى «التركيز» على إزاحة ترامب من منصبه.
وقالت السناتورة وورن إنها كانت قد دعت إلى عزله بعد التحقيق الذي أجراه روبرت مولر بشأن تدخل روسي في الانتخابات الأميركية السابقة، مشيرة إلى أن عدم محاسبة ترامب بتهمة عرقلة للعدالة جعله يخالف القانون مرة أخرى باتصاله مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، واصفة سلوك الرئيس الحالي بأنه خطير على حاضر ومستقبل البلاد.
سوريا
بعد تغييبها عن المناظرة الثالثة التي أقيمت في هيوستن الشهر الماضي، تمكنت عضوة مجلس النواب تولسي غابارد من جذب الأنظار مجدداً، لاسيما عندما تطرق المتناظرون إلى قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، والهجوم التركي الذي أعقبه على الأكراد.
بايدن وصف القرار بأنه يمثل «خيانة» للأكراد و«أكثر شيء مخز قام به أي رئيس في التاريخ الحديث في ما يتعلق بالسياسة الخارجية»، ورأى أنه «سيقذف بسوريا إلى الفوضى» ويشجع مقاتلي تنظيم داعش على الاعتداء على الولايات المتحدة.
أما غابارد فرفضت أن تحمل ترامب وحده مسؤولية «دماء الأكراد»، متهمة أطراف سياسية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ووسائل إعلام بدعم هذه الحرب.
وقالت إن الخسائر التي تحدث في سوريا منذ عام 2011 سببها «حرب تغيير النظام» متهمة المسؤولين الأميركيين، باستخدام تنظيم «القاعدة» الإرهابي في محاربة حكومة دمشق.
وفي حين رفضت وورن دعوة غابارد للانضمام إليها للمطالبة بإنهاء حروب تغيير الأنظمة، نفى بايدن أن تكون إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قد شنت حرباً لتغيير النظام في سوريا.
من جانبه، قال بيت بوتيجيدج، رئيس بلدية مدينة ساوث بند بولاية إنديانا إن سفك الدماء في سوريا سببه «الانسحاب» الأميركي «وخيانة الرئيس لحلفاء الولايات المتحدة والقيم الأميركية».
الرعاية الصحية
شهدت المناظرة أيضاً نقاشات حول قضايا الرعاية الصحية وزيادة الضرائب، وشن عدد من المرشحين هجوماً على وورن التي تتبنى مواقف يسارية من القضايا الاجتماعية، خاصة بعد تقدمها في استطلاعات الرأي الأخيرة على حساب بايدن.
وقالت السناتورة أيمي كلوبتشار إن خطط وورن لتوفير رعاية صحية مجانية للجميع (ميديكيد للجميع) ستؤدي إلى زيادة الضرائب والإضرار بشركات الرعاية الصحية الخاصة. ورفضت وورن مراراً الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت خطتها «ميديكيد للجميع» (رعاية طبية مجانية للجميع) ستؤدي إلى زيادة الضرائب على الطبقة المتوسطة، واكتفت بالقول إنها ستقلل التكلفة، لكن السناتور اليساري الآخر بيرني ساندرز الذي يتبنى خططاً مماثلة دخل على الخط ليؤكد أنها ستزيد الضرائب على الطبقة المتوسطة.
وشن منافسو وورن أيضاً هجوماً عليها بشأن خطتها فرض ضريبة إضافية على الأثرياء تتراوح بين 2 و3 بالمئة، وردت بأنها تريد استثمار أموال الأثرياء لتوفير فرص أفضل للأجيال الشابة.
وتطرقت المناظرة أيضاً إلى ملف العنف المسلح، حيث أعلن بيت بوتيجيدج رفضه مقترح منافسه بيتو أورورك بشراء الحكومة للأسلحة الهجومية من المواطنين.
وفي حين أن المرشحين الثلاثة الأكثر حظا في السبعينيات من العمر، وجه لهم مديرو المناظرة التي بثتها شبكة «سي أن أن» أسئلة مباشرة حول مسألة العمر.
وردا على سؤال حول ما إذا كان ساندرز بصحة تسمح له بمواصلة السباق لعام بعد الأزمة القلبية، أكد المرشح الليبرالي (78 عاماً) على أنه سيخوض حملة «قوية» من أجل «طمأنة» الناخبين.
ومن جانبها، قالت وورن (70 عاماً) إنها «ستتخطى في العمل والتنظيم والصمود أي شخص آخر، بمن فيهم دونالد ترامب. أما بايدن (76 عاماً) الذي بدا بحالة صحية جيدة بعد إصابته بمشكلة في القلب في الآونة الأخيرة، فقال إن عمره وخبرته الواسعة يمثلان قيمة «معهما تأتي الحكمة».
لكن صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن أداء بايدن تراجع في المناظرة الأخيرة، «ولم يعد المرشح الذي يخشاه منافسوه»، مشيرة إلى أنه «لم يقدم أرقاماً دقيقة وتلعثم أحياناً».
Leave a Reply