وست بلومفيلد – خاص “صدى الوطن”
في خطوة لافتة، نظم السوريون الأميركيون في ولاية ميشيغن تظاهرة في مدينة وست بلومفيلد، طالبوا فيها بالحرية والديمقراطية، ومنددين بممارسات النظام السوري القمعية، ومناصرين لمطالب السوريين في الوطن الأم.
وميزة هذه التظاهرة تأتي بسبب أن الجالية السورية هي من أقل الجاليات العربية نشاطاً في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية، في هذه الولاية، مقارنة بالجاليات العربية الأخرى، كالجاليات اللبنانية واليمنية والفلسطينية والعراقية. ويعزى ذلك، حسب أحد المنظمين للتظاهرة “إلى وجود الكثير من التشكك والتوجس بين أفرادها”، وهي حالة لا تختلف عما يتصف به المجتمع السوري في سوريا “بسبب نجاح النظام طوال عقود عديدة، في زرع الشكوك والخوف وعدم الثقة بين الناس”.
وأضاف الناشط أن “السوريين في أميركا، أيضاً، كسروا حاجز الخوف”.
وفي التظاهرة، التي نظمت عند تقاطع شارعي أورتشرد لايك ومايبل، تجمع ما يقارب المئة شخص عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت الماضي، واستمرت التظاهرة حتى الساعة الرابعة.
وتعتبر هذه التظاهرة، الأولى من نوعها، التي تنظمها الجالية السورية في ولاية ميشيغن التي تقطنها أعداد كبيرة من السوريين الأميركيين والسوريين المقيمين في أميركا.
وطالب المتظاهرون النظام السوري بوقف عمليات القتل والتنكيل بالمتظاهرين السلميين وحملات الاعتقال التعسفية، وإطلاق سجناء الرأي والضمير، وفتح تحقيق مستقل ونزيه حول الجرائم التي يتم ارتكابها يومياً في القرى والمدن السورية، والسماح لوسائل الإعلام العربية والدولية بتغطية الأحداث الجارية في البلاد.
وندد المتظاهرون بادعاءات النظام الحاكم ومحاولاته في إذكاء “الفتنة الطائفية”، ورددوا هتافات “سلمية سلمية” و”واحد واحد.. الشعب السوري واحد”.
كما طالبت بعض الهتافات بإسقاط النظام، ومحاسبة الفاسدين وفي مقدمتهم العميد ماهر الأسد (شقيق الرئيس) ورجل الأعمال رامي مخلوف (ابن خال الرئيس)، وشكك المتظاهرون بالخطوات الإصلاحية التي أعلن عنها النظام في وقت سابق، واعتبروها مجرد محاولات لتمرير الوقت، وذر الرماد في العيون.
ودعا منظمو التظاهرة أبناء الجالية السورية إلى المشاركة بكثافة في التظاهرة التي ستقام أمام مبنى السفارة السورية في العاصمة الأميركية، واشنطن، في 16 نيسان (أبريل) الجاري، والتي تصادف عشية الذكرى الخامسة والستين لاستقلال سوريا.
وقالت ديما ص. لـ”صدى الوطن” أنها قصدت التظاهرة لدعم مطالب المنتفضين في سوريا. وأضافت “أنا هنا للمطالبة بالحرية وبإسقاط النظام الذي فقد شرعيته، ولم يعد الناس يصدقون ادعاءاته في الإصلاح”. وشددت “في النهاية.. النصر سيكون للشعب”.
واستنكر حاتم عطايا آلة القتل المستمرة في سوريا، وقال “ما يحصل في سوريا غير عادل. يجب أن يقتنع النظام بأن الناس لهم الحرية في قول ما يريدون”. ووصف النظام بأنه “مايزال يعيش خارج التاريخ ولا يفهم التغيرات العميقة في العالم”. ودعا عطايا الإدارة الأميركية “إلى التوقف عن دعم النظام المستمر في قتل الشعب السوري”.
وقال الطبيب الجراح عارف الكيلاني “نحن هنا، حالنا كحال السوريين جميعا، جئنا للمطالبة بالحرية والتحرر من هذا النظام المخابراتي المستبد، الذي حوّل سوريا إلى سجن كبير، عبر تطبيق قانون الطوارئ لمدة نصف قرن، والذي كان بمثابة سيف مصلت على رقابنا جميعاً”.
واعتبر الكيلاني أن “النظام غير قابل للإصلاح، وليست لديه أية إرادة سياسية حقيقية لذلك، والحل الوحيد هو استئصاله”.
وأبدى الشاب معاذ الجندي، الذي جاء من مدينة فلنت للمشاركة في المظاهرة، تفاؤلاً بالحركات الاحتجاجية في سوريا، وقال: “لقد كسر السوريون جدار الخوف والرعب، وخرجوا للمطالبة بحقوقهم المهدورة طوال أربعين عاما هي عمر هذا النظام”.
ونوه الجندي: “أن الناس لا يصدقون النظام، ولا يثقون به، في الوقت الذي يرون بعيونهم استمرار القتل” وتساءل “ما معنى إطلاق عملية الإصلاح بعد 11 عاما من قدوم بشار الأسد الى سدة الرئاسة.. الناس لا يصدقون هذا الكلام”. وأضاف “وما معنى أن تشكل لجنة لرفع قانون الطوارئ، وفي الوقت نفسه يتم العمل على وضع قانون مكافحة الإرهاب، إنهم يريدون توليد طرق جديدة لقمع الشعب السوري وتقييد الحريات العامة”.
من جانبه، أمل الطبيب أحمد دباغ “أن تؤمن الجالية السورية في الولايات المتحدة أن التغيير قادم في سوريا” منوهاً في الوقت نفسه بـ”أن بعض السوريين ما يزالون خائفين، ويخشون من المضايقات الأمنية في حال زيارتهم لسوريا”.
وقال دباغ، الناجي الوحيد من أسرته التي يبلغ عدد أفرادها عشرة أشخاص، إنه ترك سوريا منذ بداية الثمانينات، بعيد تنفيذ نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد لمجزرة حماة، التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف: “يجب على وسائل الإعلام أن تقوم بواجبها، حتى يعرف الناس ما الذي يحصل، وحتى ينقلوا وجهة الشارع السوري والمطالب الشعبية”. وذكر دباغ “بأن النظام السوري قام بالسلوك نفسه خلال مجازر حماة وباقي المدن السورية في بداية الثمانينات، حين منع وسائل الإعلام من تغطية الأحداث، وتم قتل عشرات الآلاف، وسجن عشرات الآلاف، وتهجير عشرات الآلاف، وسط تعتيم إعلامي مطبق”.
وشدد “ان النظام الحالي يقوم بالأمر نفسه تحضيراً لذبح وقمع السوريين بعيدا عن وسائل الإعلام”.
وردد المتظاهرون في نهاية التظاهرة النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية.
Leave a Reply