ديربورن – ازدادت سوق العقارات في ديربورن وديربورن هايتس سخونة خلال النصف الأول من العام الجاري وسط توقعات باستمرار المسار التصاعدي للأسعار في ظل ارتفاع الإقبال على شراء العقارات السكنية في المدينيتين وانخفاض مخزون المنازل المعروضة للبيع، وفقاً لأحدث البيانات المتوفرة.
وبحسب الخبراء، تشكل رغبة العرب الأميركيين في العيش بمنطقة الديربورنين، الدافع الأكبر وراء المسار التصاعدي لأسعار المنازل في المدينتين الجارتين اللتين تستقطبان أعداداً متزايدة من الأسر العربية النازحة عن ولايات أخرى تعاني من غلاء المعيشة مثل نيويورك ونيوجيرزي.
كما يشكّل إحجام أصحاب المنازل عن بيع عقاراتهم في الديربورنين، عاملاً لا يقل أهميةً في دفع الأسعار صعوداً، حيث أظهرت بيانات النشاط العقاري الصادرة عن شركة «ريلكومب» لشهر حزيران (يونيو) الماضي، تراجع مخزون المنازل المعروضة للبيع في ديربورن بأكثر من النصف مقارنة بالشهر نفسه من العام 2022، وذلك انخفاضاً من 169 منزلاً إلى 77 فقط.
وعلى أساس سنوي أيضاً، ارتفع متوسط أسعار المنازل المباعة في ديربورن خلال يونيو الماضي بنسبة 4 بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق ليصل إلى 254,900 دولار.
في المقابل، سجلت ديربورن هايتس أرقاماً مماثلة خلال الفترة نفسها بتراجع أعداد المنازل المعروضة للبيع من 139 في يونيو 2022 إلى 74 في يونيو 2023، في حين ارتفع متوسط أسعار المنازل المباعة بمقدار 6 بالمئة ليصل إلى 193,500 دولار.
وبالنظر إلى الأشهر الستة الأولى من العام 2023، يتبين أن متوسط سعر البيع ارتفع بنسبة 1.3 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022 ليبلغ 230 ألف دولار، بينما ارتفع متوسط سعر البيع في ديربورن هايتس بنسبة 7.9 بالمئة ليصل إلى 178 ألف دولار.
وإلى جانب جاذبية الديربورنين للمهاجرين الجدد والعرب الأميركيين القادمين من مناطق أو ولايات أخرى، يشير خبراء القطاع إلى وجود العديد من العوامل الوطنية الأخرى التي تساهم في سخونة سوق العقارات في المدينتين، وفي مقدمتها معدلات الفائدة القياسية على القروض العقارية، وحالة عدم اليقين تجاه الاقتصاد الأميركي بالإضافة إلى تباطؤ وتيرة بناء المنازل الجديدة.
وفي المجمل، يتردد أصحاب المنازل في بيع ممتلكاتهم نظراً لتمتعهم بمعدلات فائدة متدنية على قروضهم العقارية (أغلبها دون 5 بالمئة)، فيما سيتوجب عليهم دفع معدلات فائدة أعلى بكثير في حال قرروا شراء منزل آخر في الوقت الراهن.
وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري انخفض عدد المنازل التي عرضت للبيع في ديربورن بنسبة 31.5 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي (من 762 إلى 522)، فيما انخفضت في ديربورن هايتس بنسبة 24.4 بالمئة (من 618 إلى 467).
وتساهم جميع العوامل آنفة الذكر في تباطؤ حاد لعمليات بيع المنازل في الديربورنين. فبالمقارنة مع الأشهر الستة الأولى من العام 2022، شهد العام الحالي انخفاض مبيعات المنازل في ديربورن بنسبة 27.9 بالمئة (من 548 إلى 395)، فيما انخفضت مبيعات ديربورن هايتس بنسبة 13.3 بالمئة (من 430 إلى 373)، حسب بيانات شركة «ريلكومب» للنصف الأول من العام 2023.
لكن تراجع عمليات المبيعات لا يعني بأي شكل من الأشكال برود إقبال المشترين على امتلاك المنازل في الديربورنين، حيث ينتظر المشترون إدراج أي منزل للبيع ويتنافسون في تقديم العروض لشرائه.
وفي مؤشر واضح على ذلك، تضاءلت فترة انتظار بيع المنازل في المدينيتين –وهي الفترة التي تفصل بين إدراج العقار في السوق وبين توقيع العقد– من 18 يوماً خلال شهر أيار (مايو) المنصرم، إلى 12 يوماً فقط في يونيو، وفقاً لتقرير شركة «ريماكس» الشهري.
يشار إلى أن عدد سكان ديربورن ارتفع خلال العقد الأخير بأكثر من 10 بالمئة ليقارب 110 آلاف نسمة كما ارتفع عدد سكان ديربورن هايتس بوتيرة مماثلة ليصل إلى 63 ألف نسمة، بينما لايزال عدد سكان ولاية ميشيغن على حاله تقريباً عند حوالي عشرة ملايين نسمة.
Leave a Reply