لا جديد على الجبهة الليبية
طرابلس الغرب – منذ تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الثورة الليبية يشهد الصراع الدائر بين الثوار والعقيد معمر القذافي جمود على كافة المستويات، باستثناء المستوى الدبلوماسي حيث تمكن المجلس الانتقالي من فرض نفسه ممثلا شرعيا للشعب الليبي في عدة دول كبرى. ولم تشهد خطوط المواجهة بين كتائب القذافي والثوار أية تغيرات حقيقية، وبقيت في حال الكر والفر الذي سبق تدخل “الناتو”، حيث لا زال الثوار غير قادرين على فرض السيطرة على البريقة شرقا ولا استرداد الزاوية غرباً، وانحصر تقدمهم في قرى وبلدات صغيرة في منطقة الجبل الغربي.
من جهة نظام العقيد القذافي المختفي عن الأنظار، اعلن سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الاربعاء الماضي للصحافة الاميركية ان اسرته توصلت الى اتفاق مع المتمردين الاسلاميين للتخلص من “المعارضة العلمانية” التي تطالب برحيل والده.
وسيف الاسلام القذافي الذي لطالما قال كما والده ان المعارضة ضد النظام يقودها الاسلاميون، اكد في مقابلة ادلى بها من طرابلس لصحيفة “نيويورك تايمز” ان المتمردين العلمانيين “سيفرون جميعهم او سيقتلون”.
وسيف الاسلام الذي مثل طويلاً واجهة نظام والده في البلدان الغربية مرتديا بزات رسمية مع ربطات عنق ومتكلما الانكليزية بطلاقة، ظهر في هذه المقابلة مع “نيويورك تايمز” باللباس التقليدي الليبي حاملاً سبحة. واكد سيف الاسلام لـ”نيويورك تايمز” انه فاوض على اتفاقية مع علي الصلابي احد القادة الاسلاميين في شرق البلاد الخاضعة لسيطرة المتمردين.
لكن الصلابي نفى الخميس الماضي التوصل الى تفاهم مع عائلة القذافي مؤكداً انها “اكاذيب لخلق صدى في الصف الوطني”. وقال الصلابي في اتصال هاتفي ان “كلام سيف الاسلام لا اصل له واكاذيب لخلق صدع في الصف الوطني”.
واكد الصلابي للوكالة انه اجرى محادثات مع سيف الاسلام القذافي، لكنه اوضح “نحن حوارنا معهم ارتكز في السابق وسيرتكز على ثلاث قضايا هي رحيل القذافي وابنائه وخروجهم من ليبيا، وحفظ العاصمة من الدمار، وحقن دماء الليبيين”، مؤكدا انها “ثوابت لا لبس فيها”. واضاف “نحن مع التعددية مع العدالة، لا نقصي احد ونؤمن بحق الليبيين في دولة ديموقراطية واحزاب وتداول للسلطة”. واكد ان “علاقتنا مع العلمانيين قوية ونحن معهم في خندق واحد ولن يستطيع القذافي وابناؤه ان يزحزحنا”.
وقال سيف الاسلام في مقابلته ان الاسلاميين هم “القوى الحقيقية على الارض” وعلى البلدان الغربية التفاوض معهم. واضاف “اعلم انهم ارهابيون. انهم دمويون. ليسوا اشخاصا جيدين. لكن عليكم ان تقبلوا بهم”.
وفي هذه المقابلة، حاول سيف الاسلام القذافي استغلال الخلافات التي طرأت مؤخراً في صفوف المتمردين منذ مقتل القائد العسكري للمجلس الوطني الانتقالي اللواء عبد الفتاح يونس في ظروف غامضة. لكن الصلابي دان في تصريحاته قتل يونس ونفى تورط الاسلاميين في قتله. وقال “ندين العمل الهمجي والاجرامي تجاه الشهيد عبد الفتاح نحن مع التحقيق وتقديم المجرمين الى القضاء كائنا من كان”. واضاف “مستحيل ان يقوم الاسلاميون بهذا العمل الاجرامي الهمجي”، موضحا انه يدين “بقوة التطرف من الاسلاميين والعلمانيين على حد سواء
Leave a Reply