نيويورك - تعرض المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب لحملة انتقادات واسعة خلال الأسبوع الماضي بسبب سجاله مع والدي ضابط أميركي مسلم لقي مصرعه في العراق عام ٢٠٠٤.
خضر خان يدعو ترامب الى قراءة الدستور الأميركي خلال كلمته في اليوم الأخير من المؤتمر الديمقراطي، وتبدو الى جانبه زوجته غزالة خان. (رويترز) |
وخلال كلمة في اليوم الأخير من المؤتمر الديمقراطي، وجه خضر خان، والد الكابتن همايون خان الذي قتل في العراق عن عمر ٢٧ عاماً، انتقادات حادة الى دونالد ترامب.
وسأل خان المرشح الجمهوري «هل قرأت دستور الولايات المتحدة؟». وقال هذا المحامي المولود في باكستان، على سبيل الاستفزاز، «سأعيرك نسختي منه بكل طيبة خاطر».
وجاء رد دونالد ترامب بعد سؤاله خلال مقابلة على شبكة «أي بي سي» للتعليق على الانتقادات التي وجهها إليه خان، فقال إنه تعرض لهجوم شرس منه، وألمح أيضاً الى أن والدة الجندي، لم تتحدث خلال وقوفه على منبر الحزب الديمقراطي ملمحاً الى أنها ربما كانت ممنوعة من الادلاء برأيها وفق الصورة النمطية عن المرأة المسلمة.
وبعد أن تحولت مشاعر هذه العائلة المسلمة الى حديث الساعة عبر جميع وسائل الإعلام، ردت الزوجة خان في مقالة نشرتها الأحد الماضي صحيفة «واشنطن بوست» بأن زوجها سألها ما إذا كانت ترغب في الكلام، لكنها رفضت اقتراحه بسبب تأثّرها.
وكتبت «عندما يتحدث دونالد ترامب عن الإسلام، يبدو جاهلاً».
ورد ترامب بتغريدة «أنا لا أتحدث عن السيد خان الذي يعطي مقابلات في كل مكان، بل عن الإرهاب الإسلامي المتطرف وعن الولايات المتحدة. فكّروا!».
وواصل ترامب تبريره واضعاً الكرة في ملعب الإرهابيين، حيث قال «إن همايون بطل يستحق التكريم، ولكن المشكلة الحقيقية هم الإرهابيون المتطرفون الذين قتلوه، وجهود هؤلاء المتطرفين لدخول بلادنا سيسبب لنا المزيد من المشاكل».
وأضاف «همايون يعد واحد من أبطالنا، وعلينا أن نكرم جميع الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ على سلامة وطننا»، متابعاً «في الوقت الذي أشعر بحزن عميق حيال السيد خان الذي فقد ابنه، فإنه لا يمتلك الحق للوقوف أمام الملايين من الناس لمهاجمتي والقول بأنني لم أقرأ الدستور من قبل».
وإلى جانب انتقادات وسائل الإعلام والديمقراطيين، تلقى ترامب أيضاً سيلاً من الانتقادات من الحزب الجمهوري نفسه، بسبب تعليقاته التي وصفت بالمهينة للمسلمين ولعائلات المحاربين القدامي.
نائب جمهوري يعلن دعمه لكلينتون
وأصبح النائب بالكونغرس الأميركي ريتشارد هانا الأول الذي يعلن عن دعم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ويستعد هانا للتقاعد من مجلس النواب ولا يسعى لخوض الانتخابات مجدداً فيما يتيح له مساحة أكبر للمخاطرة بإثارة غضب ناخبيه الجمهوريين بسبب عدم تأييده لترامب.
وأشار ريتشارد هانا النائب في الكونغرس الأميركي عن نيويورك في مقال رأي، إلى انتقادات ترامب للأبوين واصفاً المرشح بأنه «معيب للغاية» و«مكابر» و«منكفئ على ذاته».
وأضاف هانا، في الرسالة التي نشرت على الموقع الإلكتروني «سيراكيوز دوت كوم» التابع لصحيفة «بوست ستاندرد» في نيويورك «بالنسبة لي، لا يكفي مجرد التنديد بتعليقاته: إنه غير لائق لخدمة حزبنا وغير قادر على قيادة هذا البلد». وكتب هانا يقول «رغم أنني أختلف مع السيدة كلينتون في أمور كثيرة.. إلا أنني سأصوت لها. سأتحلّى بالتفاؤل والإصرار في اعتقادي بأن كوني أميركياً صالحاً يحب بلده أهم بكثير من الأحزاب أو الفوز والخسارة. أثق في قدرتها على القيادة».
ورغم أن كبار قادة الجمهوريين لم يدعموا ترامب بشكل فعال حتى الآن، فإن هانا هو أول من يقول إنه سيصوت لكلينتون في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وعبر كثير من الجمهوريين عن دعمهم للأبوين في الأيام الماضية ووبخ البعض ترامب بشدة ومن أبرزهم السناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ وهو عسكري متقاعد وسجين حرب سابق في فيتنام.
وفي الوقت الذي دخل فيه تنظيم «داعش» على خطّ المواجهات الكلامية، عبر مجلته «دابق» التي وصفت الضابط المسلم بالمرتد، الأمر الذي دفع بصحيفة «دايلي بيست» للإشارة إلى إن «داعش انضم الى ترامب في سبيل اهانة تضحيات همايون خان».
بالمقابل، إعتبر كوري ليفاندوفسكي، المدير السابق للحملة الإنتخابية لدونالد ترامب «ان همايون خان سيكون على قيد الحياة اليوم لو كان دونالد ترامب رئيساً للبلاد».
Leave a Reply