منذ انطلاقتها عام ١٩٨٤، أخذت “صدى الوطن” على عاتقها أولوية الاهتمام بمصالح وقضايا الجاليات العربية في الولايات المتحدة، لا من منطلق التعصب والتحيز، بل من منطلق الحق والعدالة، إضافة إلى كونها تدرك أنها بدفاعها عن مصالح العرب والمسلمين، إنما هي تدافع عن حقوق الأميركيين عموماً، وعن نفسها أيضا.
ولذلك، نحن في “صدى الوطن”، لا نهتم كثيرا بالحسابات والتسويات، ولا يدخل الخوف والتوجس إلى حساباتنا، ولم نتردد ولو للحظة واحدة بنشر التقرير الذي وزعته وكالة “أسوشيتد برس” والذي يتحدث عن تجسس “وكالة الاستخبارات الأميركية” (سي آي أي) على المجتمعات الإسلامية والعربية في أميركا رغم توقعنا بأن ذلك سيثير استياء المسؤولين في الوكالة بل غضبهم.
ولكن كان المبدأ الذي ننطلق منه على الدوام: قل كلمتك وأمشِ..
وهاهي الـ”سي آي أي” تعتذر لـ”صدى الوطن” بعد أن سحبت إعلاناتها من موقع الصحيفة الإلكتروني عقاباً على نشر التقرير، وطلبت إعادة نشر إعلاناتها معترفة بخطيئتها.
موقف “صدى الوطن” وتراجع الـ”سي آي أي”، كان خبراً دسماً تناقله كبريات وسائل الإعلام الأميركية المتلفزة والمقروءة، مثل صحيفة الـ”واشنطن بوست” وشبكة “سي بي أس” التلفزيونية وغيرهما، نقلا عن وكالة “أسوشتيد برس” وصحيفة “ديترويت فري برس”. وقد عبر ناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني للإعلام الاميركي عن صدمته بقرار الـ”سي آي أي” ورأى فيه مسألة تتعلق بحرية التعبير لا الكسب المادي. وتساءل كيف يمكن للوكالة أن تستخدم أموال دافعي الضرائب للتضييق على نهج الصحيفة وحريتها ومضمونها الإعلامي.
وكانت الإعلانات قد نشرت على الموقع لمدة ثمانية أيام قبل أن يطلب سحبها بإلحاح وفظاظة من قبل الوكيل الإعلاني في مؤسسة “غرافيتي ميديا” التي تقوم بالإشراف على نشر إعلانات الوكالة، قائلا أنه يفعل ذلك بناء على أوامر مسؤولين في الـ”سي آي أي”.
وحاولنا في “صدى الوطن” الاتصال بالـ”سي آي أي” للوقوف على الأسباب الحقيقية لذلك التصرف غير المفهوم، ليتأكد لنا بالدليل القاطع أن الوكالة الاستخباراتية قررت سحب إعلاناتها بسبب نشر التقرير.
وفي الأسبوع الماضي انتقدت الصحيفة في افتتاحيتها (باللغتين العربية والإنكليزية) تصرف الوكالة وعدم وفائها للقيم الأميركية وحريات التعبير، وقال السبلاني: “إن الـ”سي آي أي” حاولت بذلك إخافة الصحيفة والجالية العربية ودفعهما إلى تغيير موافقهما، بإظهار غضبها، بعد أن حاولت التأثير على الصحيفة بالإغراء المالي عبر نشر الإعلانات أولا”.
من ناحيتها اصدرت “سي آي أي” بيانا جاء فيه: “إن للوكالة تاريخ طويل من التعامل الإعلاني مع صحيفة “صدى الوطن”، ونحن نعتذر عن سوء الفهم هذا، وسوف نقوم بإعادة نشر إعلاناتنا. إن حرية الصحافة هي واحدة من القيم الأميركية المتعددة التي تعمل الـ”سي آي أي” على الدفاع عنها دائما”.
وفي تعليقه حول هذه المسألة أكد السبلاني لوكالة “أسوشتيد برس” أن القضية ليست مسألة أموال واعلانات، فنحن نتكلم حول مبدأ مهم تم انتهاكه، وهو حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في بنده الاول، وإذا كنا كأميركيين نسعى الى نشر الحرية حول العالم، فمن غير المنطقي ان يتم استخدام أموال دافعي الضرائب الاميركيين من أجل تكميم الأفواه والضغط على وسائل الإعلام بهذه الطريقة.
“صدى الوطن”
Leave a Reply