لندن – نظمت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أي) حملة تطعيم كاذبة في المدينة التي كان اسامة بن لادن يختفي فيها للحصول على عينة من الحمض النووي لزعيم “القاعدة” في “خطة معقدة”، كما كشف تحقيق اجرته صحيفة “غارديان” البريطانية. وخدع المشرفون على الحملة التي تتخذ طابعاً إنسانياً، المواطنين ليتمكنوا من الحصول على العينات.
وقام عملاء الوكالة، بتجنيد طبيب باكستاني مسؤول لتنظيم حملة تطعيم في مدينة ابوت آباد مع اطلاق “المشروع” في أحد الأحياء الفقيرة من المدينة لتبدو الحملة حقيقية، بحسب مسؤولين باكستانيين واميركيين وسكان محليين. وقالت الصحيفة ان الاستخبارات الباكستانية اعتقلت الطبيب شاكل افريدي بتهمة التعاون مع عملاء المخابرات الاميركية.
وجرى التفكير في حملة التطعيم بعدما تمكنت الاستخبارات الاميركية من رصد ساعي “القاعدة” المدعو ابو احمد الكويتي وتعقبه الى ما اتضح انه مجمع سكن بن لادن في ابوت آباد الصيف الماضي. وظلت وكالة “سي آي أي” تراقب المجمع بواسطة الاقمار الاصطناعية ومن منزل آمن في المدينة لكنها كانت تريد التأكد من وجود بن لادن في المجمع قبل تنفيذ عملية خطيرة على أرض بلد آخر.
وكان المخططون يرون ان عينة من الحمض النووي لأطفال بن لادن في المجمع يمكن ان تُقارن مع عينة من اخته التي توفيت في بوسطن عام 2010 لتقديم دليل يؤكد وجود العائلة. لذا فاتح عملاء في الوكالة الطبيب افريدي مدير الدائرة الصحية في خيبر الواقعة في منطقة القبائل على الحدود الافغانية. وتوجه الطبيب الى مدينة ابوت آباد في آذار (مارس) قائلا انه حصل على تمويل لاجراء حملة تطعيم مجانية ضد “التهاب الكبد الوبائي بي”. وتجاوز الطبيب السلطات الصحية في آبوت آباد ليغدق المال بسخاء على موظفين صغار في المدينة شاركوا في العملية دون ان يعرفوا شيئا عن علاقة الحملة باستهداف بن لادن.
ولا يُعرف على وجه التحديد كيف كان الطبيب يخطط للحصول على الحمض النووي من التلقيحات رغم ان افراد الفرق الصحية يمكن تدريبهم لسحب بعض الدم بالحقنة بعد اعطاء اللقاح. ورفضت “سي آي أي” التعليق على مؤامرة حملة التطعيم، إلا أن المشككين بحقيقة اغتيال بن لادن اعتبروا عبر مواقع الانترنت أن هذه القصة التي كشفتها “الغارديان”مفبركة لإيهام الناس بأن العملية فعلا ادت الى مقتل زعيم “القاعدة”.
Leave a Reply