ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
فُجِعت الجالية العربية في منطقة ديربورن وديربورن هايتس الأسبوع الماضي، بوفاة الفقيد الشاب محمد وطواط (١٥ عاماً) غرقاً في بحيرة كاس بمقاطعة أوكلاند يوم السبت ٨ تموز (يوليو) الجاري.
وأقيم مساء الاثنين حفل تأبيني حاشد تخللته إضاءة شموع وإقامة الصلاة عن روح الفقيد في حرم مدرسة «ستار أكاديمي انترناشونال» بمدينة ديربورن هايتس، بحضور المئات من أقارب وطواط وأبناء الجالية وزملائه في المدرسة الذين بدا عليهم التأثر العميق لفقدان صديقهم البشوش، في مقتبل العمر.
وفي تفاصيل الحادثة المفجعة، كان محمد وطواط، وهو عراقي أميركي من سكان مدينة ديربورن، يسبح في بحيرة كاس ببلدة ووترفورد التي تبعد عن ديربورن ٣٥ ميلاً، حوالي الساعة السادسة مساء، عندما لاحظ أحد أصدقائه، أنه يواجه صعوبة في السباحة على بعد حوالي ألف قدم من الشاطئ، فهبّ لنجدته، ولكن سرعان ما اختفى وطواط عن الأنظار وهو في طريقه إليه، بحسب ما أفادت شرطة الشريف في مقاطعة أوكلاند.
على الفور سارع الصديق إلى الاتصال بالطوارئ، وفي غضون ١٥ دقيقة بدأت عمليات البحث عن وطواط، بمشاركة عشرة غواصين وخمسة مراكب تابعة لشرطة ووترفورد ودائرة الإطفاء الإقليمية والوحدة البحرية في شرطة الشريف، ليتم العثور على جثة الفقيد حوالي الساعة ١٢:٤٥ بعد منتصف الليل، على عمق تسعة أقدام وعلى بعد حوالى 300 قدم من الشاطئ.
وقد تمكن عناصر مكتب الشريف من تحديد الموقع باستخدام جهاز السونار.
وكشف ميل ماير من قسم عمليات الطوارئ في مقاطعة أوكلاند، أن المنطقة التي انتشل منها محمد، فيها كثافة عالية من الأعشاب المائية المرتفعة تحت سطح البحيرة.
وظل أفراد عائلة وطواط وأصدقاؤه يتابعون أعمال البحث لحظة بلحظة على ضفة البحيرة حتى جاءهم الخبر المفجع بعد منتصف الليل. وأضاف ماير أن ذوي الراحل لم يغادروا مكان الحادث طوال الوقت وساعدوا في منح القوة والمعنويات لفرق الإنقاذ خلال عملية البحث الصعبة، قائلاً «إنهم أناس طيبون جداً ولديهم الكثير من الأصدقاء».
وتابع ماير أن «الشريف مايكل بوشارد أراد التأكد من أنه يتم التعامل مع العائلة على أحسن وجه، فأبقيناهم على اطلاع» خلال عمليات البحث الجارية، مؤكداً «أنهم لطفاء جداً وقلوبنا معهم».
وفي الحفل التأبيني الذي أقيم على ملعب ثانوية «ستار أكاديمي انترناشونال»، ألقت جنان وطواط، شقيقة الراحل الكبرى كلمة مؤثرة، انهمرت معها دموع الحاضرين بغزارة، فيما ملأت الورود وبطاقات التعزية جانباً من أرض الملعب، وسط حزن وتأثر بالغين.
وللراحل ثمانية أشقاء، وقد كتبت شقيقته الأخرى سارة، على فيسبوك النص التالي مترجماً:
«لا أعرف حتى كيف حدث هذا كله، لا زلت في حالة رفض… حبيبي، روحي، قلبي.. كيف نستمر في العيش من دونك؟ حبيبي حمودي، لم أحظ حتى بالفرصة للاحتفال بتخرجك… أو أن أكون فخورة بدخولك الجامعة، حتى لن أراك تتزوج… حبيبي روحي حمودي. يا رجل سوف أفتقدك وأفتقد وجهك الشقي الجميل، كان من المفترض أن نركض سوياً، كان من المفترض أن تدربني. أتذكر؟ لماذا رحلت؟ كنت متحمسةً لآخذك في رحلة إلى أعلى الشمال (أب نورث) مع العائلة.. لا نستطيع أن نذهب بدونك. لا شيء سيبقى على حاله. حبيبي، أنا أحبك وسوف اشتاق إليك بقدر ليس بمستطاع الكلمات أن تصفه أبداً».
وقد أقيمت الصلاة على جنازة الفقيد يوم الأربعاء الماضي في مركز كربلاء الإسلامي بمدينة ديربورن، قبل أن يوارى الثرى في مدافن ميموريال غاردنز الإسلامية بمدينة وستلاند.
Leave a Reply