ديترويت – خاص “صدى الوطن”
“شارع المتنبي يبدأ من هنا” هو مشروع ثقافي أطلقه الشاعر والمكتبي الأميركي بيو بوسليني، من مدينة سان فرانسيسكو، في أعقاب حادثة تفجير سيارة مفخخة في “شارع المتنبي” في العاصمة العراقية بغداد، بتاريخ 5 آذار (مارس) من العام 2007، قتل خلالها 30 شخصاً، وجرح ما يزيد عن المئة شخص.
وبسبب رمزية الشارع التاريخية وأهميته الثقافية والمعرفية لدى فئات واسعة من المثقفين والفنانين القرّاء العرب، وهو الشارع المعروف بـ “شارع الكتب والمكتبات” لدى العراقيين، ولما يمثله ذلك الاعتداء من تهديد لقيم الثقافة والمعرفة، بادر بوسليني إلى إطلاق مشروع يحتفل بالشاعر العباسي أبي الطيب المتنبي، وبشارع المتنبي البغدادي، وينتصر لمسائل التفكير والإبداع والقراءة، مقابل القتل والإبادة والإقصاء.
واستجاب للمشروع وانخرط فيه كتّاب وفنانون معروفون وملتزمون من أوروبا وأميركا والعديد من دول العالم الأخرى، وتم الاحتفال به، منذ ذلك الوقت، في عدد من الولايات الأميركية.
ومساء الجمعة الماضي، وبرعاية مكتبة “جامعة وين ستايت” وكلية “إيرفين دي.آنارز” و”اتحاد الطلبة العرب الأميركيين” وبمشاركة الشعراء خالد مطاوع وكيفن راشد ودنيا ميخائيل، تم الاحتفال بـ”شارع المتنبي يبدأ من هنا”، في مكتبة الجامعة في مدينة ديترويت، بحضور أساتذة وأكاديميين وطلاب ومثقفين.
وفي بداية الاحتفال، عرفت المدير المساعدة أليس الألوسي، المشرفة على البرنامج، بأهداف المشروع وأبعاده والدوافع التي كانت وراء إطلاقه. وقالت “ارتأينا أن يكون ذلك بالتعاون مع “اتحاد الطلبة العرب الأميركيين” في الجامعة، بسبب أهمية ذلك المشروع وخصوصيته”.
وأضافت “إن البرنامج لن يوقف ما حدث في العراق، ولكننا نقف هنا ونرفع الصوت عالياً، مطالبين بالحرية والسلام للعراقيين، وأهدافنا بسيطة.. وهي أن نكون متحمسين للثقافة والتعلم، وأن نكون منفتحي العقول ومتنورين وجاهزين لتقبل الآراء المختلفة”.
وتحدثت البروفسور المساعدة في “قسم الحضارات والآداب واللغات الكلاسيكية والحديثة في جامعة وين ستايت” آني هيغينز عن مكانة الشاعر أبي الطيب المتنبي في الحياة الثقافية والأدبية عند العرب، وتأثيره على أجيال من الشعراء والكتاب على مر العصور.
وقدمت هيغينز نبذة عن حياة المتنبي ونشأته وخصائص شعره الفنية والإبداعية، وألقت بعض أبياته باللغتين العربية والإنكليزية. كما روت بعضاً من تجاربها مع أناس عاديين التقتهم خلال زياراتها لبعض البلدان العربية، ومع البعض من طلابها، لمست من خلالها مكانة هذا الشاعر وأهميته ورمزيته بين مختلف الشرائح، بما فيها تلك التي لا تعنى بالشعر بشكل مباشر.
وعدد رئيس “اتحاد الطلبة العرب” علي بيضون، بعضاً من مشاركات الاتحاد ومساهماته في النشاطات التي تمس قضايا الجالية العربية الأميركية، الثقافية والاجتماعية والحقوقية، وعلى رأسها، قيادته لمظاهرات داخل حرم الجامعة نددت بقرار إلغاء “جائزة (الإعلامية المخضرمة) هيلين توماس لروح التنوع” وطالبت إدارة الجامعة بالعدول عن ذلك القرار.
وألقى ثلاثة من الشعراء العرب الأميركيين قصائد من أعمالهم، وهم دنيا ميخائيل (بالعربية والإنكليزية)، وكيفن راشد (بالإنكليزية)، وخالد مطاوع (بالإنكليزية). وقدمت لهم في نهاية اللقاء دروع تكريمية باسم “اتحاد الطلبة العرب” في جامعة “وين ستايت”.
Leave a Reply