«تيار المستقبل» يرد على ارتباطه بـ«فتح الاسلام» بتحقيقات تذكّر بمرحلة ميليس
اعترافات الشبكة الارهابية فـي دمشق اوصلت الى انه لم يقتل
بعد انتهاء معارك نهر البارد، وسيطرة الجيش عليه، واعتقال من تبقى من تنظيم «فتح الاسلام» بعد اشتباكات دامت من 20 ايار 2007 الى منتصف ايلول من العام نفسه، لم يظهر رئيس هذا التنظيم شاكر العبسي بين المعتقلين، كما دار لغط حول الجثة التي وجدت في المستشفى الاسلامي في طرابلس، حيث ذكرت زوجته انها تعود له، وكذلك ذكر بعض رجال الدين الذين تعرفوا عليه، في حين ان القوى الامنية اللبنانية شككت بروايات الزوجة، واعلنت ان العبسي تمكن من الفرار، وبدأت التكهنات حول مكان هروبه، الى ان خرج احد اشقائه من الاردن يقول، ان الجثة التي تم التعرف عليها من قبل زوجة العبسي هي لشقيقه، فشكل هذا الموضوع لغزاً محيراً، اين هو العبسي؟ وهو اللغز نفسه الذي دار حول اختفاء زعيم تنيظيم «القاعدة» في العالم اسامة بن لادن، بعد فراره من مخبأه في افغانستان في «طورا بورا»، حيث اشيعت معلومات الى انه موجود في منطقة القبائل عند الحدود الباكستانية الافغانية مع الرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري، وكانت تبث من فترة الى اخرى تسجيلات صوتية لبن لادن، وكان البعض يشكك فيها، ولم يثبت بعد ما اذا كان ما زال حيا او توفي من جراء القصف، او بموت طبيعي.مضى اكثر من عام على انتهاء معارك نهر البارد، ما زال وجود العبسي يلقي علامات استفهام وتساؤلات، وقد خرج الامين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة احمد جبريل على الاعلام ليعلن ان رئيس «فتح الاسلام» موجود في مخيم عين الحلوة، مما اثار ارتباكاً في صفوف الفلسطينيين في هذا المخيم، من ان يتحول الى نهر بارد جديد، وقبل اسابيع، اوردت احدى الصحف الالمانية معلومات عن اعتقال العبسي في سوريا، التي لم تؤكد او تنفي الخبر، الى ان ظهرت اعترافات الشبكة الارهابية المتورطة في التفجير الذي حصل قرب مقام السيدة زينب على طريق مطار دمشق، وظهرت ابنة العبسي وفاء مع مجموعة اخرى من افراد الشبكة اعترفوا انهم من تنظيم «فتح الاسلام» وادلوا بمعلومات حول تواجد عناصر الشبكة في سوريا ولبنان واسماءهم، والجهات العربية التي تدعمهم من دول خليجية اضافة الى «تيار المستقبل».وقد ادى اكتشاف هذه الشبكة، الى مساعدة السلطات الامنية اللبنانية على كشف افراد منها في لبنان حيث ظهر التنسيق الامني السوري-اللبناني، من خلال مخابرات الجيش اللبناني التي زار مديرها العميد ادمون فاضل دمشق واطلع على المعلومات حول هذه الشبكة، التي ازدادت المراقبة عليها، بعد التفجيرين اللذين طالا باصين للجيش في طرابلس في شهري آب وايلول الماضيين، وقد صودف ان احد الانفجارات وقع في اليوم الذي كان يزور فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سوريا، واتفق مع رئيسها الدكتور بشار الاسد على مزيد من التنسيق بين البلدين لملاحقة الشبكات الارهابية، بعد ان كان الرئيس السوري حذر من ان يتحول لبنان وشماله تحديداً الى مقر للمنظمات الاسلامية الاصولية المرتبطة بـ«القاعدة» وهو ما نقله الى رؤساء وزعماء عرب واجانب.وقد كشفت اعترافات المتهم ياسر العناد، احد افراد الشبكة الارهابية في دمشق، ان العبسي لم يغادر لبنان بعد سقوط مخيم نهر البارد، وانه بقي فيه، وقد انتقل الى مخيم البداوي، حيث امّن له اللجوء امام مسجد القدس فيه الشيخ حمزه قاسم، وهذا الاعتراف تبلغته الاجهزة الامنية اللبنانية، التي قامت بدورها بابلاغ مسؤولي المنظمات الفلسطينية فيه، عن وجود عناصر وبقايا لـ«فتح الاسلام» قتم اعتقال خالد جبر الذي تبين من التحقيقات انه كان يجهز المتفجرات ويطبخها ويسلمها الى عبد الغني جوهر الذي ما زال فارا، ليقوم بوضعها في اماكن محددة، وكان الاستهداف الاول هو للجيش للانتقام منه على الهزيمة التي الحقها التنظيم فكانت جريمة اغتيال مدير العمليات في الجيش اللواء فرنسوا الحاج في كانون الاول من العام الماضي، وبعد اربعة اشهر على انتهاء معارك نهر البارد، حيث اكمل العبسي من مخابئه في البداوي، المعركة ضد الجيش ولكن عبر زرع العبوات، وهذا ما كشفته التحقيقات مع افراد «فتح الاسلام» حيث لا يستبعد ان يكون الرائد وسام عيد وهو ضابط في فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي وكشف اماكن عناصر هذه الشبكة لاسيما في مقر اقامتهم في احدى الشقق في منطقة المئتين في طرابلس.ومع اعتقال جبر ثم الشيخ حمزة قاسم، بدأت سبحة هذه الشبكة تنفرط، من البداوي الى طرابلس وصولا الى مخيم عين الحلوة، وقد ساعد التنسيق الامني اللبناني-الفلسطيني على محاصرة هذه المجموعات والقاء القبض عليها، حيث بلغ عدد اعضائها اكثر من عشرة، وان التركيز هو على القاء القبض على عبد الرحمن عوض الملقب بـ«ابو محمد شحرور» والذي انيطت به مسؤولية امير «فتح الاسلام» في لبنان وقد اتخذ من مخيم عين الحلوة مقراً له، حيث كان يصدر الاوامر الى شبكاته للقيام باعمال التفجير، وتجري اتصالات ولقاءات بين مخابرات الجيش والفصائل الفلسطينية في المخيم من اجل تسليم عوض حتى لا يأخذ مخيم عين الحلوة رهينة كما فعل العبسي في مخيم نهر البارد، وتقوم الفصائل الفلسطينية ومن كل الاتجاهات بجهد كبير واتصالات من اجل تجنيب المخيمالكأس المرة، حيث يسكنه 70 الف مواطن في بقعة جغرافية لا تتعدى الكيلومتر مربع، وفيه اعلى نسبه اكتظاظ سكاني في العالم، مما سيتسبب بمجزرة فيه، لو لم يسلم الامير الجديد لـ«فتح الاسلام» نفسه للاجهزة الامنية اللبنانية، حيث تشير المعلومات الى ان الضغوط تزداد على المنظمات الاسلامية المتطرفة كـ«عصبة الانصار» و«جند الشام» لتسهيل تسليم المطلوبين، وقد ابلغ مسوؤلو حركة «فتح» مسوؤلي هذه المنظمات بان لا مجالات للمناورة، والا فان عملية عسكرية وامنية قد تحصل لاجتثات الحالة الارهابية في المخيم وانقاذه من حمام دم ودمار وتشريد اهله وسكانه.ويبدو ان الاتجاه هو نحو عمل امني اكثر منه عسكري، الا اذا حصل امر ما، يضطر الجيش الى استخدام القوة، مثل مقتل ضباط وجنود، فلن تكون ردة الفعل الا قاسية، لان ما سقط من شهداء في الجيش بلغ عددهم اكثر من مئتين والجرحى بالمئات والمعاقين بالعشرات، وهذا الوضع لا يسمح لقيادته بالتلكؤ او التباطؤ في حسم المعركة ضد تنظيم ارهابي، لم يوقف جرائمه عن الجيش، ويخوض حرباً مفتوحة ضده، لا بّد من مواجهته، وقد حصل على غطاء سياسي داخلي لبناني وفلسطيني وعلى دعم سوري وقرار عربي وتأييد دولي ليواصل حربه على الارهاب التي سجل فيها انتصاراً كبيراً في مخيم نهر البارد وقف عنده العالم، بالرغم من الخسائر التي وقعت في صفوفه، بسبب النقص في الاسلحة والذخائر، وقد استحصل على بعضها مؤخراً، اذ كانت تنقصه مناظير ليلية، وبنادق قناصة واخرى تطلق قذائف، اضافة الى طائرات ودبابات وشبكة اتصالات.واعترف الرئيس العماد سليمان في تصريحات له، عندما كان قائداً للجيش وبعد انتخابه رئيساً للجمهورية، بان سوريا لم تتأخر في دعم الجيش بالسلاح والذخيرة لحسم معركة نهر البارد، وهو كان يشير الى ان «فتح الاسلام» ليست صناعة سورية، ولا هي من جهاز مخابراتها، كما اعلن اطراف 14 اذار منذ اللحظة الاولى لاندلاع معارك مخيم نهر البارد، حيث تبين ان هذا التنظيم مجند من قبل «القاعدة» وليس من سوريا، وانه تلقى مساعدات من دولة خليجية وفق اعترافات اعضاء في شبكاته واشاروا الى ان «تيار المستقبل» غض النظر عنه، بعد ان ابلغه مسؤولون فيه، ان دوره ومهمته هي في مواجهة «حزب الله» وقتال «الشيعة الرافضة» في الوقت الذي كان بعض افراد من هذا التنظيم ابلغوا انهم حضروا الى لبنان لمقاتلة القوات الدولية التي اطلق عليها ايمن الظواهري صفة القوات الصليبية ودعا الى مقاتلتها وطالب من العناصر التي انتقلت من العراق والتحقت بـ«فتح الاسلام» او «جند الشام» القيام بهذه المهمة وهذا ما حصل وتم استهداف عناصر ودوريات تابعة للقوات الدولية في الجنوب.وادت اعترافات الشبكة الارهابية في دمشق الى وجود علاقة بين «فتح الاسلام» و«تيار المستقبل»، الى رد فعل من الاخير وحملة سياسية واعلامية للتأكيد على ان هذا التنظيم، ارسلته اجهزة الاستخبارات السورية الى لبنان، وتبين من خلال التحقيقات التي سر بها «تيار المستقبل» عبر وسائل اعلامه، بان هناك استعاده للشاهد في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري محمد زهير الصديق الذي سمي بـ«الشاهد الملك»، وكانت افادته امام لجنة التحقيق الدولية برئاسة ديتليف ميليس هي التي اوصت بتوقيف الضباط الاربعة: جميل السيد وعلي الحاج وريمون عازار ومصطفى حمدان.وتوقف المراقبون امام نشر تحقيقات سرية مع اعضاء شبكة ارهابية، لم يتم تقديمهم الى المحاكمة، من قبل «جريدة المستقبل» والتي تولى تنسيقها فارس خشان، فذكّرت اللبنانيين، كما يقول معارضون بتلك التحقيقات التي كانت تنشر في نفس الصحيفة وتذكر اسماء اشخاص سيتم استدعاءهم للتحقيق، قبل ان يتبلغوا حيث تبين ان الشهود زور، بعد ان انكشف امر محمد زهير الصديق ثم حسام حسام وابراهيم جرجورة واخرين.والتسريبات حول التحقيقات مع الشبكة في لبنان، وارتباط اعضائها بأجهزة الاستخبارات السورية، جاءت رداً على ما اكده اعضاء في شبكة دمشق عن دور لدول خليجية ويحكى عن السعودية، اضافة الى «تيار المستقبل» بتمويل هذه الشبكة، التي فيها عناصر من جنسيات متعددة، كما شبكة تنظيم «فتح الاسلام» في لبنان الذي اعتقل ثلاثة من اعضائه يحملون الجنسية السعودية، وقد طلبت السلطات السعودية الاستماع اليهم في المملكة، ونقلوا اليها بطائرة خاصة بمواكبة امنية سعودية، حيث خضعوا للتحقيق لمدة شهر واعيدوا الى لبنان بعد ان قامت ضجة حول اسباب نقلهم وهل من عملية «غسل دماغ» لهم لعدم كشف تورط جهات سعودية في تجنيدهم للمجيء الى لبنان والقتال الى جانب «فتح الاسلام»؟ان ظهور شاكر عبسي بعد ان اكدت الاعترافات عدم مقتله او موته، هو الذي سيضع النقاط على الحروف في التنظيم الذي اسسه والدور الذي اداه، والجهات التي دفعته بالتحول من فتح الانتفاضة الى «فتح الاسلام» حيث تشير سيرته الذاتية انه تحول الى «الاصولية الاسلامية» وانه كان الى جانب ابو مصعب الزرقاوي في العراق وقاتل معه، وقدم اوراق اعتماد الى «تنظيم القاعدة».ان ما قدمته السلطات السورية من اعترافات للشبكة الارهابية، هو جزء قليل مما سيعلن لاحقاً، اذ ما تبين ان العبسي معتقل في سوريا.
Leave a Reply