هاويل – ربما شهدت درجات الحرارة في ميشيغن ارتفاعاً نسبياً خلال الأسبوع الماضي، وهو «ارتفاع» (دون الصفر) متوقع له أن يستمر طوال الأسبوع المقبل، لكن آثار موجات الثلوج والصقيع القطبية التي عصفت بميشيغن خلال كانون الثاني (يناير) الماضي ما زالت ماثلة أمامنا، بل إن الثلوج التي انهمرت في الخامس من شباط (فبراير) الجاري حطمت الرقم القياسي المسجل في هذا اليوم عام ١٩٠٨، حيث تساقط الأربعاء الماضي ٧,٦ إنشاً من الثلوج في منطقة ديترويت، فيما كان الرقم القياسي السابق خمس إنشات فقط.
(عدسة عماد محمد) |
يقول خبير الارصاد الجوية مارك توريغروسا إن الثلوج التي غمرت ميشيغن من اقصاها الى اقصاها في كانون الثاني لم تشهد مثلها أية ولاية هذا الشتاء، فيما غطى الجليد البحيرات العظمى بطريقة غير مسبوقة منذ 20 عاماً حيث أن 60 بالمئة من هذه البحيرات الخمس تجمدت تماماً، حسبما نقل موقع «راديو ميشيغن» الوطني (أن بي أر).
ومع انقضاء كانون الثاني وثلوجه لا بد من وضع الأمور في إطارها التاريخي.. فرغم تسجيل مستوى قياسي لمعدلات الثلوج المنهمرة على ميشيغن خلال الشهر المنصرم، تبقى عاصفة العام ١٩٣٨، التي ضربت شبه الجزيرة العليا من ميشيغن، أشد «كارثة ثلجية» تصيب الولاية. فقبل ٧٦ عاماً شهدت ميشيغن عاصفة قطبية هوجاء تسببت بإغلاق المدارس وتوقف حركة القطارات واندلاع عشرات الحرائق مما زاد من سوريالية منظر الثلوج المتراكمة.
خبير الارصاد، كارل بوهناك، وصف تلك العاصفة والتي استمرت يوماً ونصف بالأسوأ في تاريخ ميشيغن، حيث وصلت سرعة الرياح فيها الى 50 ميلاً بالساعة وتسببت بمقتل شخصين في شبه الجزيرة العليا وخراب في مدينة ماركويت قدرت خسائره المادية بـ400 ألف دولار حينها، أي ما يوازي 6,5 مليون دولاراً اليوم. مع العلم أن ارتفاع الثلوج في تلك العاصفة بلغ حوالي خمسين إنشاً في عدة مناطق من شبه الجزيرة العليا.
ولكن فصل الشتاء لم ينته بعد وهناك مخاوف من عواصف جديدة، على الأقل بحسب حيوان المرموط، أو سنجاب الخشب (وودي وودتشاك).
فقد تم الاحتفال الأحد الماضي في «مركز المؤتمرات والطبيعة» في مدينة هاويل بـ«طقوس اشارات التحول من فصل الشتاء الى فصل الربيع» وهي الطقوس التي تستند الى خروج الحيوان السنجابي من مخبئه الشتوي أو بقائه فيه، ما يعني استمرار الشتاء لستة أسابيع قادمة على الأقل، وهذا ما حصل بالفعل، حيث قرر حيوان المرموط التزام جحره ما يعني أن فصل الشتاء سيستمر لعدة أسابيع إضافية، وفق هذه الطقوس الشعبية التي يحتفي بها الاميركيون منذ القرن الـ19.
وحيوان المرموط هو جنس من الحيوانات يتبع فصيلة السنجابية من رتبة القوارض. وهو أكبر حيوان في فصيلة السنجابيات. يعيش في الجحور ويزيد وزنه في الخريف قبل أن يدخل في سبات طويل خلال فصل الشتاء. يبلغ طول المرموط من 30 إلى 60 سم، وله أرجل قصيرة وأذنان صغيرتان وذيل يصل طوله حتى 25 سم، ومعظمها لديه فراء رمادية على الظهر، وبرتقالية مصفرة على البطن. والمرموط يتغذَّى على التوت والطحالب والزهور. وأنثى المرموط تلد في شهر أيار (مايو) من أربعة إلى خمسة صغار.
Leave a Reply