خليل إسماعيل رمَّال
مجلة «تايم» الأميركية انتقت مستشارة ألمانيا ميريكل كشخصية العام ٢٠١٥، وهذا الخيار الضحل لا يعبر إلا عن الإنحطاط والانحياز الغربي النرجسي الدائم الذي لا يرى ظلاً وعالمَاً غيره يستحق التنويه إلا لمَاماً وعندما فقط يصبح غير الغربي ذيلياً وتابعاً وخانعاً لإرادة الرجل الأبيض المستعمِر.
ومن دون إعطاء أي اعتبار لخيار «تايم» الغبي نحن فـي العالم العربي الإسلامي والمسيحي نملك من الشخصيات المهمة التي تستحق عن جدارة لقب شخصية العام أكثر من أي زعيم غربي مزيَّف أخرق مثل هولاند أو كاميرون أو حتى دونالد داك ترامب العنصري الذي يريد منع المسلمين من دخول أميركا- طبعاً ما عدا أصدقاءه الخليجيين الأثرياء الفاحشين مثله الذين استفاد طويلاً من ثرواتهم الطائلة وغبائهم وتبذيرهم المجرم.
شخصية هذا العام بلا منازع تعود إلى الجندي العربي السوري الصامد على مختلف الجبهات وهو يقاتل قوى التكفـير الإرهابي الظلامي الوهَّابي المتصهين منذ أربع سنواتٍ ونيف. ويستحق أنْ يُوصَف صمود الجيش السوري بالأسطوري لأنَّه حقَّق المعجزات وتخطى الحواجز الرهيبة وتحمَّل عدوان العالم الغربي بأجمعه إضافةً إلى التابعين له والعملاء من الأنظمة الرجعيَّة المتخلِّفة التي تدَّعي انها تناصر العدالة والديمقراطية فـي سوريا الأبية التي كانت الخيرات فـيها طافحة وتتمتع بالأمن والأمان والاستقرار والمكتفـية ذاتياً من دون ديون والتي كان المواطن السوري فـيها يستفـيد من خدمات الدولة من الطبابة والدواء والاستشفاء إلى التعليم العالي المجَّاني، أما اليوم فـي عصر ما يُسمَّى بالثورة السورية أصبحت الفتيات السوريات مطلوبات كخادمات وزوجات صوريات من قبل المتخلفـين الحجريين الشاربين لبول البعير بعد أنْ كنَّ ملكات فـي بلادهن، بلاد العز والكرامة والياسمين.
عناصر وضباط الجيش السوري البواسل صمدوا ثلاث سنوات لوحدهم فـي مطار كويرس المحاصَر من كل جانب من قِبل أكبر عُتاة السفاحين التكفـيريين وغلاتهم، وانتصروا عندما وصل رفاقهم وحرَّروا المنطقة من رجس المجرمين الذين حاولوا اقتحام المطار عشرات ومئات المرات من دون نتيجة.
كل جيوش العالم الكبرى انهارت وأُنهكت بعد فترة زمنية قصيرة إلاَّ هذا الجيش السوري البطل الذي هزم بثباته الرائع أكبر عملية تحريض طائفـي ومذهبي وسياسي عرفها التاريخ. إنَّ صمود الجيش السوري غيَّر المعادلات ووجه التاريخ وأنهى حقبة القطب الأميركي الأوحد بإدخال روسيا إلى موقعها الطبيعي كعضو فـي نادي الدول العظمى بعد تهميشها من قبل حلف الناتو فـي أعقاب سقوط الإتحاد السوفـياتي.
كما أثبت هذا الجيش العربي السوري أنَه الوحيد الذي وقف نيابة عن العالم بأسره فـي وجه الإرهاب الذي بدأ يكوي صانعيه بناره، وأنه الوحيد الذي يحارب قوى الظلام، فعلاً لا قولاً مثل إدٍّعاء قوى التحالف الغربي الفولكلوري الذي يغضُّ بصره عن الحلف النفطي التركي الداعشي وهو ما كشفته موسكو للعالم أخيراً.
الجيش السوري حارب ويحارب على كل الجبهات ويجابه حثالة المرتزقة الذين جاؤوا من كل حدبٍ وصوب فـي العالم ولم ينكسر ولم ينحنِ بل بقي كالطود الشامخ. هذا الجندي العربي السوري يستحق، بعد النصر النهائي، أنْ يكرَّم فـي أعلى المحافل وأنْ تُدرَّس معاركه فـي أرقى المعاهد العسكرية لأنه لم يهادن ولم يُساوم ولم يضْعف رغم أنَّه محاط بالأعداء من كل جانب خصوصاً من جانب العدو الإسرائيلي المتحالف مع التكفـيريين، ومن الأردن الجاحد الذي لا يرتوي إلا من المياه السورية ورغم ذلك يشارك فـي غرفة عمليات القوى الغربية والإسرائيلية فـي أرضه، ومن لبنان البلد العاق بسياسييه من وحوش المال والذي تآمر على سوريا وسمح للمجرمين أنْ يستعملوه منطلقاً للحرب والعدوان على دمشق وطعنها بالظهر. وَإِنْ ننسى فلا ننسى مسخ الوطن الذي قام رئيسه السابق السيِّء الذكر، ميشال سليمان، بتقديم شكوى ضد سوريا لأول مرة فـي تاريخ البلدين والعلاقات الأخوية بين جارين تجمعهما صلة الدم والقرابة العائلية والتاريخ المشتْرَك!
الجندي السوري أعطى المقاومة ومحورها مع روسيا ودول البريكس دوراً بناء تقوم به من أجل صناعة الأحداث وتغيير العالم ومنَحَ المقاومة الفرصة لتثبت مصداقيتها وخياراتها التي اعترف العالم بأجمعه أنها صائبة بتدخُّلها فـي سوريا وتصديها للغزو التكفـيري.
تحيةً للجندي السوري وللشعب السوري ولرئيسه الصامد وللمقاومين الأبطال فـي الثغور والوديان فـي لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين والجزيرة العربية، وتحية للجيش الروسي العظيم الذي أعاد تصحيح الخلل الدولي والبوصلة العالمية.
Leave a Reply