دالاس - قتلت الشرطة فـي تكساس رجلين مسلحين بعد قيامهما بفتح النار فـي محيط معرض للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم, نظمته جماعة معادية للإسلام فـي دالاس يوم الأحد الماضي, وقد وقعت الحادثة قبيل الساعة 7 مساء فـي مواقف السيارات التابع لمركز كورتيس كالويل وهو صالة داخلية فـي حي غارلاند فـي الجزء الشمالي الشرقي من دالاس, وكان من بين المتحدثين فـي المعرض السياسي الهولندي المعروف بعدائه للإسلام غيرت وايلدرز.
وقالت الشرطة إنها لم تحدد بعد هوية القتيلين وما إذا كانوا منتمين لإحدى الجماعات المنددة بالمعرض والتي وصفته بأنه معاد للإسلام, وقال جو هارن من دائرة شرطة غارلاند بأنه كإجراء إحترازي تم تفتيش السيارة التي كان يستقلها المسلحان خشية وجود متفجرات بداخلها. أشرفت على تنظيم المعرض باميلا غيلر وهي رئيسة مبادرة الدفاع عن الحريات الأميركية, والتي ترعى حملات الدعاية المناهضة للإسلام
فـي أنظمة النقل فـي عموم الولايات المتحدة, وهذه المنظمة مصنفة من قبل «المركز القانوني الجنوبي للفقر» كمجموعة إرهابية.
وقال منظمون بأن المعرض هدفه تعزيز حرية التعبير حيث عرضت فـيه جائزة 10000 دولار لأفضل الأعمال الفنية أو المسيئة للنبي و2500 دولار لأفضل عمل فني يختاره الجمهور. ويعتبر المسلمون تصوير النبي محمد فـي رسوم كاريكاتورية عملا مسيئا حيث سبق لمثل هذه الرسوم فـي دول غربية أن أثارت غضب المسلمين وتهديدات من المتطرفـين, مثلما حدث فـي الهجوم الإرهابي الذي شنه مسلحون على مقر مجلة شارلي هيبدو الفرنسية قبل بضعة شهور وأدى الى سقوط عدد من الضحايا, بسبب نشر المجلة رسومات مسيئة للنبي محمد.
فـي حادثة يوم الأحد قاد مسلحان سيارتهما باتجاه بوابة المبنى قبيل اختتام المعرض وأخذا يطلقان النار ما أدى الى إصابة أحد الحراس الأمنيين فـي الساق, وحينئذ بدأ عناصر من شرطة غارلاند المتواجدين فـي المكان بالاشتباك مع المسلحين وأرديا قتيلين, وقد نقل الحارس الى المستشفى للعلاج, فـي الأثناء كان الحاضرون لا زالوا فـي القاعة حيث تم طمأنتهم وطلب منهم عدم الخروج لحين الانتهاء من تأمين المكان, وقال رئيس بلدية غارلاند دوغلاس أثاس لمحطة (سي إن إن) بأن المشبوه الأول قتل على الفور بينما المشبوه الثاني أصيب أولا ومن ثم أطلق عليه عناصر الشرطة النار وقتلوه كونه كان يحمل حقيبة على الظهر لا يعرف العناصر ما بداخلها.
من جانبها قالت غيلار لمحطة فوكس الإخبارية بأنها اختارت هذا المكان لإقامة المعرض فـيه كونه المكان نفسه الذي عقد فـيه نشطاء مسلمون أميركيون مؤتمرهم لمناهضة إسلامفوبيا وذلك عقب أسبوع من هجوم شارلي هيبدو, وكانت غيلار قادت مسيرة فـي 2010 الى المكان الذي كان مخططا لإقامة مسجد عليه بالقرب من برج التجارة العالمي فـي قلب نيويورك حيث وقعت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) الإرهابية, وقد صدر بيان من مبادرة الدفاع عن الحريات الأميركية تم نشره على فـيسبوك جاء فـيه هذه حرب على حرية التعبير, ماذا نحن فاعلون؟ هل نستسلم لهؤلاء الوحوش؟ كما نشر على موقع المنظمة فـيديو للكلمة التي ألقاها وايلدر الهولندي فـي المعرض جاء فـيها دعمه لهذه المسابقة قائلا «هذا التصوير المسيء للنبي وانتهاك واحد من أعظم المحرمات فـي الإسلام يعد فعلا تحرريا» وأضاف «رسالتنا اليوم بسيطة للغاية: لن نسمح أبدا بالهمجية, لن نسمح للإسلام أن يسلبنا حريتنا فـي التعبير».
Leave a Reply