ديترويت – أعلنت شرطة ديترويت عن عدم تسجيل أي حادثة قتل أو إطلاق نار خلال 41 ساعة، اعتباراً من الإثنين 25 تشرين الثاني (نوفمبر) ولغاية صباح 2٧ منه. وقالت الدائرة إن هذا ربما لا يعني الكثير لمدن أخرى ولكنه إنجاز لمدينة مثل ديترويت.
وبهدف وضع الأمور في سياقها الصحيح فان بيانات السنة الماضية أظهرت أن معدلات جرائم القتل في ديترويت عالية جداً بالمقارنة مع عدد سكان المدينة، ولو كان عدد سكان ديترويت مماثلاً لعدد سكان نيويورك لكانت «مدينة السيارات» شهدت خلال العام 2012 حوالي خمسة آلاف جريمة قتل.
وقال الرقيب مايكل وودي من شرطة ديترويت «إنها المرة الأولى منذ سنوات تمر 36 ساعة دون الابلاغ عن جريمة قتل أو إصابات».
وكانت جرائم القتل ارتفعت 10 بالمئة في العام 2012 ليصل المعدل في المدينة الى 53 جريمة قتل لكل 10 آلاف نسمة، وهذه أعلى نسبة في أكبر 20 مدينة أميركية.
وقال وودي إنه عقب وصول معدلات الجرائم العنفية والقتل الى ذروتها في 2011 و2012 بدأت الأمور في التحسن، حيث لوحظ انخفاض في معدلات القتل بنسبة 13 بالمئة خلال العام الحالي، حيث انخفض عدد الضحايا 46 شخصاً مقارنة بالأشهر الـ11 الأولى من عام 2012 ليصل عدد القتلى هذا العام الى 308 أشخاص. كما تشير الإحصائيات الرسمية الى انخفاض معدلات الاصابات غير القاتلة بنسبة 5,6 بالمئة وتراجع عمليات إطلاق النار بنسبة 66 بالمئة الى 1084 .
يشار الى أن شرطة ديترويت بدأت منذ عدة شهور بتطبيق بعض الأساليب المتبعة في نيويورك لمكافحة الجرائم، بضمنها سياسة التوقيف والتفتيش العشوائي (لمجرد الإشتباه). وتواجه هذه السياسة معارضة شديدة من الحقوقيين لاستهدافها أبناء الأقليات، ولكن في مدينة مثل ديترويت 80 بالمئة من سكانها من السود، لا يمكن اعتبار هذه الاستراتيجية نوعاً من التنميط كون معظم سكانها «أقلية».
وقال وودي إن الفضل في تراجع معدلات الجرائم يرجع الى الجهود المضنية التي يبذلها ضباط الشرطة إضافة الى التعاون من المواطنين. وقد شهدت الدائرة إطلاق العديد من الوحدات الخاصة لمكافحة الجريمة.
وقد أصدرت الدائرة بيانات، الأسبوع الماضي، تروج لنجاحات حققتها «وحدات» مشكّلة حديثاً بينها وحدة الاستخبارات ووحدة مراقبة وسائل النقل والتي شكلت في 28 تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، ومنذ ذلك الحين ألقي القبض على 31 مشبوهاً كما تمت مصادرة سبع بنادق و169 غراماً من الماريجوانا.
وبدورها، حققت وحدة الاداب المشكّلة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إنجازات سريعة تمثلت بإلقاء القبض على 38 مشبوهاً ومصادرة بندقيتين، إضافة الى تحرير 180 مخالفة للقوانين ومصادرة 247 غراماً من الماريجوانا.
كما أطلقت شرطة ديترويت الأسبوع الماضي وحدة تحقيق وتحكّم مركزية داخل الدائرة لمتابعة كافة الجرائم، حيث يقوم العاملون بتحديد الاشخاص الذين يتولون مهمة القبض على المشبوهين وآخرون يتولون مهمة التحقيق، وقال وودي إن انشاء مكتب التحقيق المركزي هدفه تحسين أداء الدائرة وفعاليتها.
وبرغم التطويرات التي أدخلت على اعمال شرطة ديترويت بقيادة جيمس كريغ إلا أن هناك سلبيات لا تزال بانتظار المعالجة خاصة مشكلة بطء الاستجابة لنداءات النجدة، حيث يستغرق وصول الشرطة الى مكان الحادث 43 دقيقة.
وفي أبرز الجرائم التي شهدتها ديترويت مؤخراً، قتل مجهولون اثنين وأصابوا ثالثاً في ما يبدو عملية إقتحام لمنزل في غرب ديترويت مساء الخميس الماضي، وقالت الشرطة ان الهجوم وقع عند الساعة 11:30 مساء في منزل على شارع باينهيرست القريب من ديربورن، حيث كان أفراد العائلة يلعبون الورق وفجأة سمعوا دوي إطلاق نار في المبنى، تبع ذلك إقتحام ثلاثة مسلحين للمنزل، حينها هرع الناس إلى الطابق السفلي للإختباء، فيما ذهب رجلان إلى شرفة المنزل الخلفية حيث تم إطلاق النار عليهما وأرديا قتيلين.
ووسط شكوك بأن العملية كانت تستهدف اغتيال أحد الأشخاص، قال شاهد عيان لوسائل إعلام محلية إنه سمع أحد المسلحين يسأل آخر عند الوصول إلى المبنى: «أين الهدف؟». وحدد مكتب الطب الشرعي في مقاطعة وين هوية الضحايا وهما كينيث داردين (40 عاماً) والذي قتل بعيار ناري في البطن وفليمون هول (32 عاماً) بعيار في الوجه.
Leave a Reply