ديترويت – «صدى الوطن»
سقط يوم الأحد الماضي جريحان من عناصر شرطة ديترويت أثناء أدائهما الواجب، لترتفع حصيلة جرحى الدائرة خلال الأشهر السبعة الماضية إلى ستة عناصر إضافة إلى نجاة ثلاثة آخرين من الاستهداف برصاص المجرمين، وذلك في مؤشر واضح على صعوبة المهمة الملقاة على الشرطة باستعادة الأمن في أحياء المدينة بعد عقود من تفشي الجريمة وسيطرة العصابات على الأحياء.
وفيما تستعد الدائرة لتعزيز عناصرها بـ٥٠٠ عنصر إضافي خلال السنة المالية القادمة، بحسب الميزانية التي أقرها المجلس البلدي مؤخراً، تسري شائعات في أوساط رجال الشرطة بأنهم مستهدفون في ارتفاع نبرة الخطاب المعادي لسلطة القانون بحيث يشعر هؤلاء بأنهم تحت الحصار، بحسب مارك دياز رئيس «جمعية شرطة ديترويت» الذي وصف ارتفاع وتيرة استهدافهم بأنها «أسوأ ما يمكن أن يتذكره طوال مسيرته المهنية الممتدة 23 عاماً» في سلك الشرطة، مرجعاً هذه الظاهرة إلى عدة عوامل. وأضاف دياز «مهما كان السبب، في نهاية اليوم، عندما يكون هناك شرطي يصارع الموت في المستشفى، فهذا يؤثر سلباً على معنويات شرطي آخر».
بالخطأ
الحادثة الأخيرة وقعت عند الساعة 11:45 قبل منتصف ليل الأحد الماضي، حيث قام شاب يدعى جوان بلامر (١٩ عاماً) بإطلاق النار على الشرطيين من خلف باب منزله الواقع ضمن الكتلة 20500 على شارع ليجور في شمال غربي المدينة.
وكان سكان المنزل قد اتصلوا بالشرطة قبل ثلاثة أيام للإبلاغ عن تعرّض منزلهم لحادثة سطو، واتصلوا مجدداً بالشرطة ليلة وقوع الحادث، وكان آخر اتصال أثناء تواجد الشرطيين على عتبة المنزل، وقد سارع بلامر إلى إطلاق النار عليهما من خلف الباب دون التأكد من هويتهما، مما أدى إلى إصابة أحدهما بجروح بالغة في الوجه في حين أصيب الآخر إصابة طفيفة في ذراعه.
وقد وجه الادعاء العام في مقاطعة وين تهماً جنائية لمطلق النار بسبب استخدامه غير المسؤول للسلاح داخل مبنى سكني والتسبب بإصابات آخرين، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة ٢٠ سنة، إضافة إلى تهم جنائية أخرى.
وقال ممثل الادعاء إن بلامر تصرف بتهور دون أن يتأكد من هوية الأشخاص خلف الباب رغم أنهما كانا يرتديان زي الشرطة وقد أفصحا عن هويتهما بوضوح من خلف الباب.
وقال قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ إن الشاب لم يعرف على الأرجح أنه كان يطلق النار على عناصر الشرطة. وقال «أعتقد أنه كان ضحية عملية سطو سابقة وكان يحاول حماية منزله وهو بذلك يختلف عن شخص يحاول استهداف وقتل عناصر الشرطة».
استهداف الشرطة
تشير الإحصائيات الوطنية، إلى أن 37 شرطياً لقوا مصرعهم أثناء أداء الواجب في جميع أنحاء البلاد خلال العام الجاري، أي بزيادة 12 بالمئة عن نفس الفترة من العام ٢٠١٦.
وقتل خلال العام الماضي بأكمله 144 شرطياً أثناء أداء مهامهم، أي بزيادة 56 بالمئة عن العام ٢٠١٥، من ضمنها كمائن استهدفت عناصر الشرطة في دالاس وباتون روج.
ومن بين رجال الشرطة الذين سقطوا قتلى خلال العام ٢٠١٦، 64 لقوا مصرعهم جراء تعرضهم لإطلاق نار، في حين قتل 21 آخرون في هجمات كمائن، وفق الصندوق الوطني لإحياء ذكرى الضحايا من الشرطة.
ومن بين قتلى الشرطة في العام الماضي، الرقيب في شرطة ديترويت كينيث ستيل، الذي توفي في 17 أيلول (سبتمبر) بعد إصابته بعيار ناري أثناء مطاردة أحد المطلوبين على شارع الميل السابع في الجانب الشرقي من المدينة.
وفي حين لا توجد إحصاءات رسمية عن الجرحى، فإن عناصر شرطة ديترويت أقل تعرضاً للقتل اليوم مقارنة بعقود سابقة، ففي عام 1971 قتل ستة عناصر بالرصاص في حوادث منفصلة، وهي أكبر حصيلة قتلى منذ إنشاء دائرة الشرطة عام 1865.
وفي عام 1917 قتل خمسة عناصر بحوادث إطلاق نار. في حين شهدت عدة أعوام أخرى مقتل أربعة عناصر بالرصاص، كان آخرها عام ٢٠١٠، الذي شهد أيضاً مقتل شرطيين آخرين من الدائرة دهساً.
وقال كريغ «قد يجادل البعض بأن إحصائيات تشير إلى أنه كان هناك عدد أكبر من العناصر الذين قتلوا في الماضي، لكنني أستطيع أن أقول لكم إن رجالنا يشعرون بأنهم يتعرضون للهجوم الآن» لاسيما مع ارتفاع الخطاب المناهض للشرطة، «الذي يدفع البعض إلى الاعتقاد بأن الشرطة هي العدو». مشيراً إلى التهديدات التي يتم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال فترة الأشهر السبعة الماضية، ومنذ مقتل الرقيب ستيل، قتل شرطي واحد في ديترويت هو كولين روز في 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، وأصيب أربعة آخرون في حادثين منفصلين: الأول في ١٥ آذار (مارس)، عندما فتح رجل النار على الشرطيين جيمس كيسلبرغ وبين أتكينسون فأصيب الأول في الرقبة والثاني في الكاحل، إضافة إلى الشرطيين اللذين أصيبا في حادثة 16 نيسان (أبريل) الجاري.
Leave a Reply