ديترويت
منذ إطلاقها في العام 2019، نجحت عملية «يونايتد» التي تجريها شرطة ديترويت بالتعاون مع السلطات الفدرالية، في تحديد هوية عشرات الرجال والنساء الذين دفنوا من دون أسماء في المدينة على مدار السنوات الغابرة، وذلك من خلال استخراج الجثث وفحص الحمض النووي ثم ربطه بأفراد عائلاتهم.
وحتى الآن فحصت عملية «يونايتد»، 48 جثة مجهولة الهوية في مقابر مدينة ديترويت، والتي دفنت تحت اسم «جون دو» للرجال و«جاين دو» للنساء.
وتركز العملية بشكل خاص على من يشتبه بأنهم ضحايا جرائم قتل، ومن بينهم كريم لو، الذي فقدته عائلته عام 2005، ولم يعرف مصيره إلا قبل أشهر قليلة، بعد مطابقة حمضه النووي مع أخيه في العام 2020.
وقد تبين للعائلة، أن كريم لو، عُثر عليه جثةً متحلّلة قرب تقاطع شارعي أبولين وبليموث في غرب المدينة، وقد دُفن باسم «جون دو»، وهو ما دفع أفراد أسرته إلى مطالبة السلطات مؤخراً بفتح تحقيق رسمي لمعرفة هوية قاتله.
وبحسب تفاصيل الجريمة التي وقعت قبل نحو 16 عاماً، قُتل كريم لُو وحُرق داخل منزله ثم نُقلت جثته المتفحمة إلى خلف مرآبٍ لمنزل مهجور حيث ظلت تتحلل لمدة ثلاثة أشهر تقريباً قبل العثور عليها من قبل الشرطة، وفق ما نقل شقيق الضحية، كاروني لو، للقناة المحلية الثانية التابعة لشبكة «فوكس» الأخبارية.
وترمز عملية UNITED التي تتم بالتعاون مع السلطات الفدرالية، إلى الأحرف الإنكليزية الأولى من عبارة «الأسماء المجهولة التي تم تحديدها من خلال استخراج الجثث والحمض النووي»، وهي تعمل على جمع الحمض النووي من رفات ضحايا القتل المجهولين في ديترويت.
ويتم إرسال جميع عينات الحمض النووي المجموعة من خلال عملية «يونايتد» إلى النظام الوطني للأشخاص المفقودين والمجهولين NAMUS، وأيضاً تحميلها في قاعدة بيانات الحمض النووي CODIS، بالإضافة إلى قاعدة الحمض النووي NDIS التابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، بحثاً عن أي تطابق محتمل.
وأوضحت الرقيب في شرطة ديترويت، شانون جونز، أنه في حال تقدم أي شخص للإبلاغ عن فقدان أحد أفراد أسرته، ليس عليه سوى أن يقدم عينة من حمضه النووي إلى أحد أقسام الشرطة، لمطابقتها مع قواعد البيانات المختلفة.
وأشارت جونز إلى أن هذه الأداة، لم تكن متاحة على نطاق واسع قبل بضع سنوات، مؤكدة أن فحوص الحمض النووي بدأت بالانتشار عملياً بعد العام 2013 و2014، على حد قولها.
بدورها، تشرح الوكيل الخاص لمكتب «أف بي آي»، ليزلي لارسن، أن الخبرات الفدرالية تساهم في عملية استخراج الجثث وفحص عينات الحمض النووي، لافتة إلى أن هذه المهمة لا تخلو من التعقيدات والصعوبات لاسيما وأن «الجثث قد تكون مدفونة منذ سنوات طويلة جداً، ومع مرور الوقت تتحرك علامات القبور، وتتحرك الأرض، ويُدفن أشخاص آخرون في محيطها».
Leave a Reply