ديترويت – كشف رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، وقائد شرطة المدينة جيمس كريغ، الأسبوع الماضي، عن برنامج جديد لتحسين قدرة الشرطة على الاستجابة للحوادث المتعلقة بذوي الأمراض العقلية، عبر الاستعانة بمتخصصين في الصحة السلوكية، سواء من خلال الحضور شخصياً مع عناصر الأمن أو مساعدة المستجيبين لاتصالات الطوارئ أو لمجرد التواصل مع المشردين.
المبادرة التي تحمل اسم «شراكة الاستجابة المشتركة للصحة العقلية»، تهدف إلى معالجة ما وصفه كريغ بـ«أحد أكبر التحديات التي تواجه شرطة ديترويت»، بالتعاون مع «شبكة ديترويت وين المتكاملة للصحة» التي ستوفر أخصائيين نفسيين لمرافقة الشرطة في شوارع المدينة والإجابة على اتصالات المضطربين عقلياً.
كريغ الذي كان من أبرز المطالبين بإنشاء مثل هذه الشراكة، أكد أنه منذ توليه قيادة شرطة ديترويت كان يطمح لتحقيق هذا الأمر، مشيراً إلى أنه أثناء عمله بقيادة شرطة سنسيناتي (أوهايو) وشرطة بورتلاند (ماين)، لمس الحاجة إلى وجود أخصائيي الأمراض السلوكية بجانب عناصر الشرطة أثناء تعاملهم مع المضطربين عقلياً. وقال «إنه موقف معقد للغاية»، لأنه يعرض عناصر الدائرة لمخاطر أذى غير ضروري كل يوم.
وأوضح كريغ أنه بحلول 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تلقت شرطة ديترويت حوالي 7,300 اتصال منذ بداية العام الحالي، بشأن أشخاص يشتبه في إصابتهم بأمراض عقلية.
وأضاف: «هذا يقرب من 20 مكالمة في اليوم الواحد»، معرباً عن ثقته بأن «هذه العلاقة التعاونية ستتيح لنا ليس فقط الحصول على مزيد من الوقت للتعامل مع القضايا الأخرى، ولكن أيضاً لإنقاذ الأرواح بشكل استباقي».
وسيتم تمويل المبادرة من ميزانية شرطة ديترويت، إلى جانب 800 ألف دولار من «شبكة ديترويت وين المتكاملة للصحة»، فضلاً عن توفير أموال إضافية من موازنة دائرة الإسكان في البلدية.
بدوره، قال داغن إن المبادرة ستركز على ثلاثة مجالات: الاستجابة الميدانية للحالات التي قد تشمل المضطربين عقلياً، والتعامل مع الآلاف من مكالمات 911 التي يجريها أشخاص مصابون بأمراض عقلية، إضافة إلى المساعدة في توصيل الخدمات للمشردين.
ولفت رئيس البلدية إلى أن دائرة الشرطة سبق أن طبقت برنامجاً تجريبياً للمبادرة خلال العام الماضي على نطاق «القسم 3» الذي يغطي وسط المدينة (الداونتاون)، مؤكداً أن البرنامج سيتم توسيعه ميدانياً على مراحل تبدأ بـ«القسم 9» في شمال غربي المدينة، فيما سيبدأ خبراء الصحة السلوكية بمساعدة المستجيبين لاتصالات الطوارى ابتداء من كانون الثاني (يناير) القادم.
وقال داغن إنه يقود سيارته بانتظام في شوارع المدينة لتفقد احتياجات السكان والقضايا التي تحتاج إلى معالجة، مشيراً إلى أنه خلال إحدى جولاته شاهد امرأة أظهر سلوكها أنها بحاجة إلى خدمات الصحة العقلية.
وأضاف: «كانت عارية تماماً وسط شارع رئيسي وتستحم بإسفنجة، وكان قائد الشرطة مسافراً فاتصلت بنائبه تود بيتيسون، وسرعان ما وصلت سيارة للشرطة فصعدت بها المرأة وقالت: شكراً، أريد الذهاب إلى المستشفى».
وإلى جانب حالات الاضطراب التي تبدو سلمية، هناك مخاطر حقيقية تنشأ من خلال تعامل الشرطة مع المضطربين عقلياً، بحسب كريغ، الذي قال للصحفيين إن لديه تجربة مؤلمة بفقدان صديقه المقرب راندي سيمونز أثناء الخدمة في شرطة مدينة لوس أنجليس عام 2008، حين تعرض الأخير لإطلاق نار قاتل من رجل مريض عقلياً.
وقد شهد كريغ خلال قيادته لشرطة ديترويت العديد من الحوادث المماثلة التي اضطر فيها عناصر الشرطة إلى استخدام القوة المميتة ضد أفراد يعانون من أمراض عقلية، كان آخرها مقتل المواطن مايكل موزا في جنوب غربي المدينة الذي لقي مصرعه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إثر تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بعد ساعات قليلة من مغادرته لمستشفى الأمراض العقلية (ديترويت ريسيفينغ كرايسس سنتر) حيث توسل لطبيبه لإعطائه العلاج قبل الحادثة.
كذلك قتلت الشرطة رجلاً مريضاً عقلياً يبلغ من العمر 42 عاماً بعد احتجازه لصاحبته في منزل بشرق ديترويت لعدة ساعات لتنتهي المواجهة بمقتله برصاصة قناص من الشرطة في تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم.
وفي تموز (يوليو) الماضي، قام دارين ووكر (28 عاماً) بمطاردة عنصرين من الشرطة حاملاً بيده سيفاً وخنجراً. وبعد أسابيع قليلة تم اعتقاله إثر مواجهة أخرى مع الشرطة وأُرسل إلى مستشفى للأمراض العقلية لتلقي العلاج، لكن تم الإفراج عنه في اليوم التالي، بحسب الشرطة.
وتعاني ديترويت، من وجود أعداد كبيرة من السكان المصابين بأمراض عقلية ممن يجدون أنفسهم غالباً خلف القضبان بسبب ارتكاب جنح أو جنايات.
وبحسب أريك دوه، من «شبكة ديترويت وين المتكاملة للصحة» فإن أكثر من 84 بالمئة من السجناء المدانين بجنح في سجن مقاطعة وين لديهم مشاكل في الصحة السلوكية.
Leave a Reply