رغم النقص الحاد في صفوفها بسبب كورونا
ديترويت – في الوقت الذي تعاني فيه شرطة ديترويت من كثرة الإصابات بفيروس «كوفيد–19» بين عناصرها، بمن فيهم قائد الدائرة نفسه، تواصل قوات الشرطة المواجهة على جبهتين معقدتين. الأولى، تتمثل بتطبيق الأوامر الحكومية بـ«التباعد الاجتماعي» لمنع تفشي الفيروس في ديترويت التي تحولت إلى بؤرة ساخنة للوباء، أما الثانية، فهي استعادة زمام الأمن في المدينة التي شهدت خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان (أبريل) الجاري، طفرة ملحوظة في حوادث القتل وإطلاق النار.
قائد شرطة ديترويت، جيمس كريغ، الذي يخضع للحجر الصحي بسبب إصابته بفيروس كورونا قبل نحو أسبوعين، قال الأربعاء الماضي في رسالة مصورة، إن الزيادة الأخيرة في حوادث العنف دفعت جهاز الشرطة المستنفد في المدينة إلى «إعادة التركيز على مكافحة العنف»، جنباً إلى جنب مع مواصلة العمل على ملاحقة منتهكي قواعد «التباعد الاجتماعي» التي فرضتها حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر للتصدي للوباء.
وشهدت الأيام السبعة الأولى من شهر أبريل الحالي، 8 جرائم قتل و27 حادثة إطلاق نار غير مميتة في أحياء متفرقة من ديترويت، علماً أنه في العام الماضي، بلغ متوسط عدد الجرائم المسلحة في المدينة، حوالي 5 حوادث قتل و15 حادثة إطلاق نار، في الأسبوع الواحد.
ومنذ بداية العام الجاري، شهدت ديترويت 67 جريمة قتل، بزيادة 68 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ارتفعت حوادث إطلاق النار غير المميتة بنسبة 37 بالمئة، بعد تسجيل 173 حادثة منذ مطلع العام 2020.
وأعرب كريغ عن انزعاجه من ارتفاع وتيرة العنف خلال عطل نهاية الأسبوع، مؤكداً أن قوات الشرطة ستركز على ذلك، إلى جانب مواصلة جهودها في ملاحقة مقيمي التجمعات المخالفة للأوامر الحكومية.
وتعتبر مدينة ديترويت مركزاً للوباء في الولاية، حيث ارتفع عدد المصابين فيها، بحلول الخميس 9 نيسان (أبريل)، إلى نحو ستة آلاف حالة، من أصل 21 ألفاً في جميع أنحاء ميشيغن.
وأشار كريغ إلى أن شرطة ديترويت استجابت بين 4 و7 أبريل، لنحو ألفي بلاغ حول تجمعات مخالفة لقواعد التباعد الاجتماعي، حيث قامت بفضّ مباريات في كرة السلة وحفلات شواء في المنازل والمنتزهات العامة. وقد أصدرت الشرطة خلال ثلاثة أيام، أكثر من 500 إنذار و129 مخالفة في 92 موقعاً تجمّع فيها خمسة أشخاص أو أكثر.
وفيما لجأت بلدية ديترويت إلى إزالة أطواق كرة السلة من منتزهات المدينة لمنع الناس من اللعب، قام هواة اللعبة بتركيب أطواق محمولة لكي يتمكنوا من ممارسة لعبتهم المفضلة رغماً عن القرار الحكومي.
لكن كريغ أشار إلى أنه لمس مؤخراً استجابة أفضل من سكان ديترويت. وقال «لقد رأينا المزيد من الأشخاص يتعاونون في الأيام القليلة الماضية».
وكان رئيس البلدية مايك داغن قد أعلن مطلع الأسبوع الماضي أن مخالفي قرار الحاكمة بالبقاء في المنازل وحظر التجمعات، سيواجهون تهمة ارتكاب جنحة تصل عقوبتها إلى السجن ستة أشهر وغرامة بقيمة ألف دولار.
وتأتي هذه التحديات، في وقت تعاني فيه شرطة ديترويت من نقص حاد في صفوفها، حيث يخضع ما يقرب من 20 بالمئة من عناصر الدائرة البالغ عددهم 2,200 عنصر، للعزل الصحي جراء إصابتهم بأعراض فيروس «كوفيد–19».
وتوفي حتى الآن ضابط وموظف مدني في دائرة شرطة ديترويت، بينما يجري عزل 369 عنصراً، بينهم 170 إصابة مؤكدة. وقد عاد إلى الخدمة أكثر من 400 عنصر بعد خصوعهم للعزل المؤقت.
وقال كريغ من حجره الصحي إنه تمكن من تخفيف النقص في عديد الشرطة إلى حد ما، عن طريق نقل 80 عنصراً من الوحدات الخاصة إلى الدوريات الميدانية، ولكن مع عودة العناصر المتعافين سيتم إعادة الجميع إلى وحداتهم.
ولفت كريغ إلى أن زيادة وتيرة العنف مع تحسن الطقس، تستدعي إعادة تفعيل الاستراتيجية الأمنية التي تبنتها الدائرة قبل تفشي وباء كورونا، للحد من جرائم القتل وإطلاق النار الناتجة عن معاملات المخدرات.
من جانبه، أشاد رئيس بلدية ديترويت بالجهود التي تبذلها شرطة المدينة في مكافحة العنف ووباء كورونا على حد سواء، وقال إنه يناقش مع مسؤولي الشرطة دورياً إمكانية إغلاق المنتزهات العامة وفرض حظر التجوال ليلاً لمنع تفشي الفيروس التاجي.
Leave a Reply