ديترويت
في غضون يومين، أقدمت شرطة ديترويت على قتل رجلين أسودين بادرا إلى الاعتداء على عناصرها في اشتباكين منفصلين، بحسب قائد شرطة المدينة جيمس كريغ.
ووقعت الحادثتان بالتزامن مع الجلسات الختامية لمحاكمة الشرطي السابق ديريك شوفين الذي أدين يوم الثلاثاء الماضي بتهمة القتل العمد للإفريقي الأميركي جورج فلويد بمدينة مينيابوليس في 25 أيار (مايو) 2020.
ولفت كريغ إلى أن حادثتي الأسبوع الماضي في ديترويت هما الأحدث في سلسلة اعتداءات متزايدة ضد عناصر شرطة المدينة خلال الأشهر الماضية، موضحاً أنه منذ مطلع آذار (مارس) الماضي، اضطر عناصر الدائرة إلى إطلاق النار على ستة أشخاص رداً على تعرضهم للاعتداء أو التهديد من قبلهم.
ومثل معظم المدن الأميركية الكبرى، تشهد ديترويت منذ أشهر زيادة ملحوظة في وتيرة الجرائم المسلحة، وذلك رغم الجهود الإضافية التي تبذل على المستوى المحلي لضبط الأمن في المدينة بعد عقود من الانفلات الذي منح ديترويت لقب «عاصمة الجريمة في الولايات المتحدة» منذ سبعينيات القرن الماضي.
ويقول كريغ إن وباء كورونا والخطاب السياسي والإعلامي المعادي للشرطة، لاسيما بعد حادثة مقتل فلويد ساهما في زيادة معدل جرائم العنف وحوادث استهداف الشرطة في ديترويت .
وفي سياق جهود دائرته في مكافحة الجرائم المسلحة، أعلن كريغ أن شرطة المدينة تصادر أسبوعياً ما بين 60 إلى 100 سلاح ناري لافتاً إلى أنه خلال الأسبوع الماضي، تم اعتقال 103 أشخاص لحيازتهم أسلحة نارية غير شرعية وقد تمت مصادرة أسلحتهم.
الحادثة الأولى
الحادثة الأولى وقعت فجر يوم الاثنين المنصرم في غرب ديترويت، وانتهت بمقتل شاب أسود (27 عاماً) إثر مبادرته إلى مهاجمة عناصر الشرطة بواسطة مسدس من طراز «سميث آند ويسون».
وفي التفاصيل التي رواها كريغ، أقدم الشاب على إطلاق رصاصة واحدة باتجاه الشرطة واصطدم بسيارتين تابعتين لها عند تقاطع شارعي ماكنيكلز ووارد حوالي الساعة 2:40 من صباح الاثنين المنصرم، وذلك بعد أن اقتحم بسيارته («جي أم سي» موديل 2019) موقع تحقيق في حادثة إطلاق نار وقعت عند الساعة 11 ليلاً وأسفرت عن إصابة خمسة أشخاص.
وبعد فراره من المكان، بدأت الشرطة بمطاردته في أحياء المدينة مروراً بالداونتاون بسرعة وصلت إلى أكثر من مئة ميل في الساعة.
وقال كريغ إن «الموقف كان خطيراً للغاية لكن كان من الواجب إلقاء القبض على المشتبه به»، مؤكداً أن الرجل «كان من الواضح أنه يركز على شيء واحد فقط وهو قتل ضابط الشرطة».
وقد توقف السائق عند تقاطع شارعي غراشيت والميل الثامن، حيث ترجل من سيارته وقام بإطلاق النار مجدداً على عناصر الشرطة الذين ردوا بالمثل، فحاول إثر ذلك الفرار على قدميه مطلقاً عدة عيارات نارية أخرى قبل أن يُصاب ويقع أرضاً، وفق ما أظهرت كاميرات الشرطة.
وبحسب كريغ حاول الضباط تقديم الإسعافات الأولية للرجل قبل نقله إلى المستشفى حيث أعلنت وفاته فور وصوله.
وأفاد كريغ بأن رائحة كحول قوية كانت منبعثة من سيارة الرجل، وقد تم العثور بداخلها على زجاجة مفتوحة.
وأشاد قائد شرطة ديترويت بأداء عناصره في الحادثة واصفاً إياه بـ«البطولي»، «فبدلاً من الهروب من وابل النيران، ركضوا نحوه ووضعوا أنفسهم في مواجهة الخطر لحماية الجمهور».
وتوجه كريغ بالتعازي إلى أسرة المشتبه به قائلاً إن «استخدام القوة المميتة ليس أمراً يسهل التفكير به حتى لو كان استخدام القوة مبرراً».
الحادثة الثانية
أما حادثة القتل الثانية على يد شرطة ديترويت فوقعت عند الساعة الخامسة من مساء اليوم التالي (الثلاثاء) حيث تم استدعاء الشرطة إلى منزل على شارع هانا (الكتلة 20400) بالقرب من الميل الثامن في شرق المدينة.
قال كريغ: «أخبرني الضباط أنهم عندما وصلوا، وجدوا رجلاً قد طعن نفسه، وكانت أمعاؤه تتدلى من جسده»، وأن والدته قد أخبرتهم بأن ابنها يعاني من إدمان المخدرات ومشاكل عقلية.
وأضاف كريغ أن شرطياً بدأ خدمته قبل عام واحد تقريباً حاول أخذ السكين من الرجل فقام الأخير بطعنه في ساقه عدة مرات، ما دفع عناصر الشرطة الآخرين إلى التدخل بإطلاق النار على الرجل.
وتابع قائلاً: «لسنا متأكدين مما إذا كان قد توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها بطلقات الشرطة أو من الطعنات التي كانت سيئة للغاية»، لافتاً إلى أن الشرطي الذي تعرض للطعن ربما أصيب في يده بنيران صديقة لكنه في حالة صحية جيدة.
وأضاف «كان مشهداً مروعاً لكنه كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير»، مؤكداً أن الرجل كان يعاني من أزمة نفسية دفعته إلى إيذاء نفسه.
ووصف كريغ الحادثة المأساوية بأنها تشمل مختلف التحديات التي تواجهها الشرطة في المرحلة الراهنة، وعلى رأسها مسألة التعامل مع ذوي الاضطرابات العقلية وازددياد وتيرة العنف ضد عناصر الشرطة في ظل الخطاب السياسي المناوئ لها.
Leave a Reply