ديربورن
أعاد مقتل الطفلة بتول حيدر الفداوي في حادث مروري بشرق ديربورن –في وقت سابق من الشهر الجاري– النقاش حول ظاهرة القيادة المتهورة في جميع أرجاء المدينة، والتي عادة ما تتسبب بحوادث مرورية وإصابات وأحياناً وفيات.
وكانت القيادة المتهورة في ديربورن قد احتلت حيّزاً واسعاً من حملات المرشحين في الانتخابات البلدية الأخيرة، لاسيما بعد أن شهدت المدينة خلال العام الجاري عدة حوادث مرورية مميتة. وقد تعهد معظم المتنافسين خلال السباق الانتخابي بمكافحة هذه الآفة الخطيرة، لكن –باستثناء رئيس البلدية المنتخب عبدالله– لم يكشف أي منهم عن خطط متكاملة لتعزيز السلامة المرورية في المدينة التي يقدّر عدد سكانها بنحو 110 آلاف نسمة.
في السياق، بادرت «صدى الوطن» إلى التواصل مع المسؤولين في شرطة ديربورن للتعرف على السياسات المعتمدة لمكافحة هذه الآفة المستشرية، أو للحد منها، استجابة لتطلعات السكان الذين يضيقون ذرعاً بالقيادة الرعناء والسائقين المنفلتين.
وفي حين أن بلدية ديترويت المجاورة قد عمدت خلال السنتين الأخيرتين إلى تركيب آلاف المطبات على الشوارع الفرعية لمكافحة القيادة المتهورة داخل الأحياء السكنية، لازال من غير المعروف ما إذا كانت بلدية ديربورن ستلجأ إلى سياسة مماثلة لتعزيز السلامة العامة، لاسيما وأن الأحياء السكنية في المدينة عادة تعج بالأطفال والبالغين على حد سواء.
وبانتظار ما ستحمله الإدارة الجديدة بقيادة حمود لمدينة ديربورن مطلع العام الجديد، تواصل الشرطة المحلية جهودها وفق الإمكانيات المتاحة لملاحقة وضبط مخالفي قانون السير.
وبحسب بيانات الشرطة التي اطلعت عليها «صدى الوطن»، ازداد عدد المخالفات المرورية بمدينة ديربورن بنسبة 39 بالمئة خلال العام الجاري، حيث أصدرت الشرطة 18,416 مخالفة في الفترة الممتدة من بداية كانون الثاني (يناير) الماضي وحتى منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، مقارنة بـ13,279 مخالفة خلال الفترة نفسها من عام 2020.
ولا تشمل المخالفات المرورية، المشار إليها آنفاً، تلك المتعلقة بركن السيارات.
أما بالنظر إلى المخالفات التي حررتها الشرطة للسائقين خلال سير آلياتهم، فقد قفزت هذه السنة بنسبة 130 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك ارتفاعاً من 2,689 مخالفة في عام 2020 إلى 6,180 في عام 2021.
وفي حين شكّلت المخالفات الصادرة ضد الآليات المتحركة 20 بالمئة من إجمالي المخالفات المرورية عام 2020، ارتفعت النسبة إلى 34 بالمئة خلال العام الجاري.
وفي مؤشر واضح على تركيز شرطة ديربورن على استراتيجية تكثيف المخالفات خلال الأشهر الأخيرة، تظهر بيانات قسم المرور أنه تم تحرير 2,838 مخالفة ضد المركبات المتحركة، خلال الفترة الممتدة من بداية حزيران (يونيو) الماضي إلى منتصف نوفمبر الحالي، أي ما يعادل 60 بالمئة من إجمالي المخالفات التي أصدرتها الدائرة خلال هذه الفترة، والبالغة 4,717 مخالفة.
ومنذ بداية هذا العام وحتى منتصف نوفمبر، شكلت مخالفات السير الصادرة عن «وحدة إنفاذ القوانين المرورية» 46 بالمئة من إجمالي المخالفات بدائرة شرطة ديربورن.
لكن رغم الزيادة الملحوظة في معدل المخالفات المرورية، زادت حوادث التصادم في ديربورن خلال العام الجاري بنسبة 7 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم، وذلك من 2,261 حادثاً إلى2,431.
لكن هذا العدد يبقى أقل بنسبة 11 بالمئة من العام 2019 الذي شهد 2,741 حادث تصادم.
خطة حمود
خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، وعد العديد من المرشحين في سباقي رئاسة البلدية والمجلس البلدي بالعمل على حل آفة القيادة المتهورة التي تؤرق المجتمع الأهلي منذ سنوات طويلة.
وانفرد المرشح الفائز برئاسة البلدية، عبدالله حمود، بتقديم خطة من عدة مراحل لمعالجة هذا الملف الشائك، وقد نشر تفاصيل خطته على الموقع الإلكتروني الخاص بحملته الانتخابية، حيث قال إن شوارع ديربورن باتت «غير آمنة لأطفالنا وعائلاتنا، بسبب السائقين المتهورين والقيادة السريعة».
وقال حمود، إنه وفريقه استكشفوا الحلول التي تم اعتمادها في أنحاء البلاد واستنتجوا أن تحسين مزايا الطرق يمكن أن يحدّ من السرعة ومن حوادث التصادم، كما أنه يمنع الناس من الانجراف نحو السلوكيات غير الآمنة خلال القيادة.
حمود، وهو أول عربي وأول مسلم ينتخب لرئاسة بلدية ديربورن، أشار إلى ضرورة العمل على ما أسماه بـ«تهدئة الحركة المرورية»، وذلك عبر توسيع أرصفة المشاة، وتضييق الشوارع، ونصب عازل مرتفع بين جانبي الطريق بين الطريق، إضافة إلى نشر المطبات، لا سيما في الشوارع السكنية.
المقترحات تضمنت أيضاً تحويل موارد وأولويات الشرطة إلى التركيز على تجاوزات الآليات المتحركة، مثل تخطي حدود السرعة القصوى، وقطع إشارات التوقف، والإشارات الضوئية، وتوقيف السائقين المخمورين، إضافة إلى تنسيق الحملات التثقيفية لنشر الوعي حول مخاطر القيادة المتهورة، والحث على تعميق ثقافة مرورية تتوخى سلامة المشاة والسائقين الآخرين.
للاطلاع على خطة حمود يمكن زيارة الرابط الإلكتروني التالي: bit.ly/30UnzUF
Leave a Reply