شرطة ديربورن تلقي القبض على طالب طب وهو يحمل سلاحاً حربياً في منتزه «هاملوك»

حادثة لا تزال غامضة الدوافع والأهداف

ديربورن – خاص «صدى الوطن»

شهدت مدينة ديربورن حادثاً «أمنيا» لا يزال غامض الدوافع والأهداف مساء يوم السبت في 8 أيلول (سبتبمر)، تمثل باعتقال شرطة المدينة لمواطن عربي أميركي فيما كان يهّم بمغادرة منتزه «هاملوك» في القسم الشرقي من المدينة وبحوزته رشاش حربي من طراز كلاشنكوف وهو مموّه الوجه ويرتدي ثياباً داكنة. وفي تفاصيل الحادث أن شرطة المدينة استجابت لإتصالات برقم الطوارئ أجراها مواطنون يقطنون في المنطقة المحاذية للمنتزه والتي تتميز بكثافة عالية من العرب الأميركيين، وأفادوا فيها أن شخصاً يحمل سلاحاً حربياً يجوب المنتزه. وعند وصول سيارات الشرطة كان ذلك الشخص قد استقل مركبة سوداء محاولاً مغادرة المكان إلا أن عناصر الشرطة كانوا قد سدّوا مخارج المنتزه ونجحوا في إعتقاله دون أي عنف.وأفاد بيان صدر عن دائرة الإعلام في مدينة ديربورن أن الشخص المعتقل يدعى حسين زرقط (26 عاماً) وهو طالب في كلية الطب في جامعة وين ستيت. وقال البيان إن تحقيقاً يجري حاليا بمشاركة من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) لمعرفة الدوافع والأهداف من وراء ظهور المعتقل بالطريقة التي ظهر فيها في مكان عام. وجرت مداهمة منزل زرقط بعد الحصول على إذن قضائي بتفتيشه وتمت مصادرة جهاز الكمبيوتر المحمول العائد له ويجري التدقيق في المواد التي يحويها.

حسين زرقط (26 عاماً) طالب في كلية الطب في جامعة وين ستيت

وقد جرى توقيف زرقط يوم الثلاثاء في 11 أيلول أمام قاضي المحكمة التاسعة عشرة مارك سومرز الذي وضع كفالة نقدية بقيمة مليون دولار للإفراج عنه ووجهت إليه تهم جنائية تتضمن تهمة حمل سلاح خطير بلا مسوّغ قانوني، وهي تحمل عقوبة سجن 5 سنوات.وصرح قائد شرطة ديربورن مايكل سيلسكي «إننا في الوقت الحالي لسنا قادرين على تحديد الدوافع التي حدث بالمعتقل إلى حمل السلاح ولا زلنا في مرحلة تجميع المعلومات». وقال رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي أنه عثر في حوزة زرقط على عدة صور التقطت له خلال زيارة حديثة إلى لبنان يظهر فيها أمام إعلانات مؤيدة لـ«حزب الله» غير أن أورايلي أضاف أن «الصور لوحدها لا تعد دليلاً كافيا لربط المعتقل بـ«حزب الله» غير أن موقعه على الشبكة يفيد بأنه من المؤيدين لهذه المجموعة».ومن المقرر أن يمثل زرقط في جلسة إستماع أولية أمام المحكمة التاسعة عشرة في ديربورن يوم الجمعة في 21 أيلول (سبتمبر) الجاري للنظر فيها إذا كانت هنالك أدلة كافية لتحويله إلى المحاكمة.وقال أورايلي «إنه بالنظر إلى العمل والتصرفات التي صدرت عن المعتقل فإن كفالة المليون دولار للإفراج عنه لا تبدو غير معقولة».وبحسب تقرير الشرطة فإن زرقط كان يرتدي ثياباً داكنة ويغطي وجهه بطلاء تمويهي عندما شاهده سكان المنطقة مساء السبت 8 أيلول (سبتمبر) وهو يمشي في المنتزه حاملاً سلاحاً حربياً، وقاموا بإبلاغ الشرطة بالأمر.وأعرب قائد شرطة ديربورن مايكل سيلسكي في إتصال أجرته معه «صدى الوطن» عن تقديره لوعي وتعاون السكان الذين لولا سرعة تفكيرهم ثم الإستجابة السريعة من قبل عناصر الشرطة كان للموقف أن يتطور بسرعة إلى الأسوأ.ورداً على سؤال لـ«صدى الوطن» عن الحالة النفسية للمعتقل قال سيلسكي أن لا شيء لدينا حتى الآن حول هذه النقطة وإذا كان هنالك من حاجة إلى تقييم نفسي فإن هذا من شأن إما القاضي الذي ينظر في القضية أو بناء على طلب محاميه.وشدّد سيلسكي في إطار ردّه على سؤال «صدى الوطن» على أهمية التواصل بين السكان والشرطة في مثل هذه الحوادث، وأن يبادروا إلى الإتصال بنا ليس فقط في أمور تتعلق بجرائم السرقة أوالجرائم الأخرى، بل عند إشتباههم بأي متحرك أو شخص مثلما فعلوا في هذه الحادثة.وأوضح سيلسكي لـ«صدى الوطن» أن الشرطة ليس لديها الآن أكثر مما أعلنته بانتظار التدقيق في المعلومات التي جمعناها عن زرقط.ويستفاد من معلومات أظهرها الموقع الإلكتروني الذي يشرف عليه زرقط (zorkot.org) أنه من مؤيدي المقاومة في لبنان وهو يرفض وصمها بالإرهاب ويمجد إنتصارها في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، ويرفض «تحويل لبنان إلى دولة بوليسية تابعة للغرب» إلى جانب صفحات تظهر إهتمامه بعالم النبات والأحياء وبمواضيع علمية وطبية متنوعة وممارسته لأنواع عدة من الرياصة من بينها الملاكمة وكمال الأجسام.وعلمت «صدى الوطن» من مصادر قريبة من التحقيق أن زرقط من مواليد الولايات المتحدة الأميركية. وفي معلومات أخرى غير مؤكدة حصلت عليها «صدى الوطن» أن زرقط أظهر في أكثر من مناسبة تصرفات غريبة، منها أنه دخل في إحدى المرات إلى قاعة مؤسسة إسلامية في مدينة ديربورن ليلا حيث كان يسجى فيها جثمان أحد المتوفين بانتظار نقله إلى لبنان واقترب من الجثمان وقام بلمس يد الجثة مما أثار حفيظة واستغراب شخص كان إلى جانب الجثمان يتلو القرآن الكريم فسأله: ماذا تفعل؟ فأجاب: «إنني أفحص النبض»! فقال له ماذا تقصد؟ هذه جثة ميت! فأجابه: «أعرف ولكن أنا طبيب وهنالك أمور نحن فقط نعرفها»!