ديربورن – بعد تلقيها أكثر من 1,600 مكالمة متعلقة بالصحة العقلية والسلوكية خلال عام 2022، بدأت شرطة ديربورن –مؤخراً– بتوظيف أخصائيين بالصحة العقلية والنفسية لتحسين قدرتها على الاستجابة إلى هذا نوع من الحوادث المتزايدة باضطراد على المستويين المحلي والوطني.
وأكد قائد شرطة ديربورن عيسى شاهين أن الإحصائيات التي شهدتها المدينة خلال العام الماضي لم تكن خارجة عن السياق الوطني، حيث شهد عام 2022 زيادة كبيرة في الحوادث المتعلقة بالصحة العقلية والسلوكية على مستوى الولايات المتحدة، وفق تعبيره.
وقال شاهين لقناة «فوكس» المحلية إن اتصالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية وتفقد السلامة الشخصية، ازدادت خلال العام 2022 بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالعام 2021، موضحاً أن غالبية تلك الحالات «لم تكن عنيفة»، وأن «مجرد نسبة صغيرة منها وصلت إلى عناوين الأخبار».
وأعلنت شرطة ديربورن في بيان صحفي أن مكالمات الصحة العقلية ازدادت بشكل مضطرد خلال وباء كورونا، مرتفعة بنسبة 62 بالمئة بين عامي 2020 و2022. أما مكالمات تفقد السلامة الشخصية للأفراد فقد ارتفعت بدورها من 910 اتصالات في 2020، إلى 1,135 في 2022.
ودفعت هذه الزيادة، إدارة شرطة ديربورن إلى تبني برنامج جديد بهدف تحسين قدرتها على التعامل مع هذا النوع من الحالات، وذلك عبر توظيف أخصائيين اجتماعيين في صفوفها. وكانت أولى هؤلاء، ستايسي وترز، التي تم توظيفها بموجب منحة حصلت عليها شرطة ديربورن من منظمة «أكسس» غير الربحية.
وقالت وترز لـ«فوكس 2»: «هذا هو الاتجاه الذي يجب أن تسلكه دوائر الشرطة في كل مكان لأن الضباط ليسوا بالضرورة مدربين للتعامل مع الحالات الاجتماعية والصحة العقلية، بينما نشهد نسبة متنامية من هذا نوع من المكالمات».
ويشار إلى أن وترز أخصائية اجتماعية مرخّصة بدرجة ماستر، وضابطة احتياط في شرطة شريف مقاطعة أوكلاند، وهذا ما يؤهلها إلى «رؤية الموقف من كلا الجانبين: جانب الأخصائي، وجانب إنفاذ القانون»، وفق تعبيرها.
ومن شأن توظيف وترز أن يوفر «العديد من المزايا الإيجابية»، بحسب بيان صادر عن شرطة ديربورن، وذلك عبر نزع فتيل التصعيد في المواقف الطارئة، وإحالة الأفراد إلى خدمات الصحة العقلية، فضلاً عن منع الأشخاص المضطربين عقلياً من ارتكاب الجرائم.
وبموجب عملها الجديد في شرطة ديربورن، سوف تقوم وترز –وغيرها من الأخصائيين الذين قد يتم توظيفهم لاحقاً– بالاستجابة لحالات الطوارئ ميدانياً، برفقة ضباط مدربين على التعامل مع قضايا الصحة العقلية. وسيتولى هؤلاء الضباط حماية أمن الأخصائيين خلال عملهم الميداني، وفقاً لقائد الشرطة.
وأردف شاهين: «إذا لم تكن البيئة آمنة، فسيتعين على الأخصائي الاجتماعي البقاء في الخلفية حتى يتمكن ضباط الشرطة من تخفيف التصعيد. وعندما يبدأ الأخصائيون بالتفاعل المباشر، سيتولى عناصر الشرطة حمايتهم من أي تهديد محتمل».
وبالإضافة إلى الاستجابة الميدانية، يترتب على وترز وغيرها من الأخصائيين، متابعة حالات الأفراد الذين يعانون من أزمات الصحة العقلية «للتأكد من حصولهم على الخدمات التي يحتاجونها».
والجدير بالذكر أن وترز انضمت إلى شرطة ديربورن في أواخر شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، ولاتزال حتى الآن الأخصائي الاجتماعي الوحيد ضمن الدائرة التي تتطلع إلى توظيف المزيد من الأخصائيين خلال الفترة القادمة. ومن غير المعروف ما إذا كانت شرطة ديربورن قد تلجأ إلى توظيف أخصائيين اجتماعيين يتحدثون اللغة العربية، نظراً لوجود آلاف المهاجرين والللاجئين العرب الذين لا يجيدون التعامل باللغة الإنكليزية.
Leave a Reply