في شهر أيار (مايو) الماضي، سألت صحيفة «صدى الوطن» قائد شرطة ديربورن هايتس لي غافين عن سبب غياب التمثيل العربي الأميركي في صفوف شرطة المدينة، فأجاب ببساطة بأن العرب الأميركيين بالكاد يتقدمون بطلبات التوظيف، مؤكداً أن المنطقة برمتها تعاني من نقص فادح في عدد المتقدمين للعمل في دوائر الشرطة المحلية «فالشباب غير متحمسين للعمل في الشرطة».
وعزا غافين السبب في فتور حماسة الجيل الجديد للانضمام للوكالات الأمنية المحليَّة إلى أنَّ الشّباب الراغبين بالعمل في السلك الأمني هم اليوم أكثر اهتماماً بالتقدم للحصول على وظائف لدى الوكالات الفدرالية كدائرة حماية الحدود أو وزارة الأمن الداخلي (هوملاند سيكيوريتي).
كما أشار حينها، عضو مجلس البلدية دايف (وسيم) عبدالله إلى أن أبناء الجالية العربية من سكان ديربورن يطمحون للعمل في مهن أخرى مثل الطب والصيدلة والهندسة، ولكن ذلك لم يثن البلدية عن بذل الجهود في تعزيز صفوفها مؤخراً بثلاثة عناصر جدد أحدهم عربي أميركي والآخر أفريقي أميركي.
وفي مراسم رسمية أقيمت في مقر بلدية ديربورن هايتس، مطلع الشهر الجاري، أدى كل من أحمد مظلوم ودياندري تاكر وجوردان براون، قسم اليمين للانضمام إلى شرطة المدينة بحضور رئيس البلدية دانيال باليتكو.
وعلى هامش المراسم التي شهدت أيضاً ترقية ثلاثة ضباط في الدائرة، أشار غافين لـ«صدى الوطن» إلى أن هناك «تقدماً طفيفاً» في الدائرة باتجاه تنويع وتعزيز صفوف الشرطة، إلا أنَّ ذلك «غير كاف».
واستدرك قائد الشرطة بالقول إن دائرته ما زالت تعاني من شحّ في المتقدمين للعمل فيها، مؤكداً أن هذه الأزمة آخذة بالتفاقم على مستوى الولاية برمتها.
ولفت غافين إلى أن الشرطي العربي الأميركي الجديد، لديه خبرة سابقة في العمل بشرطة شريف مقاطعة وين، وسيبدأ العمل في نوبة ليلية، وهو من سكان ديربورن هايتس.
وتضم شرطة ديربورن هايتس حوالي ١٢٠ عنصراً بينهم عربيان أميركيان فقط، على الرغم من أن الجالية العربية تشكل شريحة أساسية من سكان المدينة.
وكان رئيس البلدية باليتكو قد أفصح في شهر أيار (مايو) الماضي عن رغبته في أن تكون شرطة ديربورن هايتس «أكثر تنوعاً وتمثيلاً للنسيج السكاني للمدينة»، مؤكداً أن «تم بذل محاولات عديدة في هذا الإطار لكننا بحاجة إلى بذل المزيد».
ويرى باليتكو أن برنامج «كاديت» قد يكون حلاً لهذه المعضلة، مشيراً إلى أن البلدية سبق لها أن طبقت برنامجاً مماثلاً قبل 30 عاماً ونجحت من خلاله في تجنيد العديد من العناصر الجدد.
من ناحيته، أعرب عضو مجلس البلدية دايف عبدالله عن تفاؤله حيال توظيف مظلوم وزملائه، مؤكداً أنها «خطوة في الاتجاه الصحيح»، وداعياً «أي شخص مهتم بالتقدم لوظيفة شرطي» إلى عدم التردد في ذلك «فديربورن هايتس مدينة رائعة للعمل والعيش فيها، والشرطة والبلدية ككل تركز على إنشاء قوة شرطة واطفاء أكثر تنوعاً».
مباشرة من المدرسة
وفي إطار جهود بلدية ديربورن هايتس لتعزيز وتنويع صفوف الشرطة في المستقبل والتأكد من أنها تعكس تنوع سكان المدينة، يتم الإعداد حالياً لإطلاق برنامج «كاديت» في مدارس المدينة لتمهيد الطريق أمام طلاب المرحلة الثانوية للانخراط في سلك الشرطة.
وأوضح غافين أنه لا يزال يعمل مع رئيس البلدية دان باليتكو على إطلاق البرنامج الذي يهدف إلى تشجيع الشباب على خدمة مجتمعهم من خلال دائرتي الشرطة والإطفاء.
وتسعى البلدية لإطلاق برنامج مشابه لذلك الذي باشرت مدينة ديربورن المجاورة بتطبيقه مؤخراً، من خلال السماح للطلاب في المرحلة الثانوية بالتطوع بدوام جزئي في دائرة الشرطة لتعريفهم على هذه المهنة عن كثب لاختبار ما إذا كانت مناسبة لهم، قبل تخرجهم من المرحلة الثانوية واختيار الاختصاصات الجامعية التي يرغبون بدراستها.
وشرح غافين أن البرنامج سوف يساعد الطلاب في مسارهم التعليمي. وإذا رغبوا بالانضمام إلى الشرطة، «فسنتولى إعدادهم في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أن عليهم أن ينجزوا ما لا يقل عن 60 ساعة دراسة جامعية (كرديت) –أي ما يعادل سنتين– قبل أن ينضموا إلى الشرطة بدوام كامل.
وأوضح أنه بحلول نهاية البرنامج، «إذا شعر الطالب بنداء واجب الشرطة وأن هذه المهنة مناسبة لمستقبله، فما عليه إلا أن يتمم بقية شروط الانتساب ليجري توظيفه في الدائرة.
ويمكن الاطلاع على الشروط عبر موقع البلدية الالكتروني: ci.dearborn–heights.mi.us
ويبلغ المرتّب الأولي للموظفين المبتدئين ٣٦,١٦٠ دولاراً سنوياً، ويصل إلى ٦٠,٢٦٧ دولاراً سنوياً بعد خمس سنوات من الخدمة.
وكشف غافين أن «هناك مفاوضات جارية على أمل زيادة الرواتب إلا أنَّ مجلس البلدية لم يمنح موافقته على الزيادة بعد».
مزيد من التواصل
في الختام، أكد غافين لـ«صدى الوطن» أنه يتوق للاستماع إلى نصائح المجتمع المحلي حول سبل تشجيع الشباب على العمل في سلك الشرطة.
وأضاف «نريد لشبابنا من العرب الأميركيين والأفارقة الأميركيين أن يرغبوا بالعمل في وكالات انفاذ القانون، لذلك سؤالي (إلى للمجتمع) هو: ما الذي يمكننا القيام به على نحو أفضل لجذبهم؟».
ويرحب غافين ورئيس البلدية بالملاحظات أو التعليقات من قبل السكان، عبر الاتصال بدائرة الشرطة أو مكتب رئيس البلدية مباشرةً أو عبر البريد الإلكتروني الخاص بغافين. (معلومات الاتصال متوفرة عبر الموقع الإلكتروني للبلدية)
وشدد غافين على أنه سيكون «سعيداً جداً بالتحدث إلى شباب المدينة» وما عليهم إلا الاتصال بمكتبه وإيداع أسمائهم وأرقامهم الهاتفية، ليتسنى الاتصال بهم.
Leave a Reply