فيرنديل
أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في ميشيغن، الأسبوع المنصرم، عن التوصل إلى «تسوية مرضية» مع شرطة مدينة فيرنديل، في إطار دعوى قضائية رفعتها المنظمة الحقوقية بشأن إجبار امرأة مسلمة على خلع الحجاب أثناء احتجازها في قسم الشرطة مطلع الصيف الماضي.
وكانت منظمة «كير–ميشيغن» قد تقدمت بالدعوى القضائية بالنيابة عن امرأة إفريقية أميركية اسمها هيلينا بووي، بزعم انتهاك حريتها الدينية عندما أجبرت على خلع الحجاب لالتقاط صور لها أثناء احتجازها في مقر الشرطة يوم 21 حزيران (يونيو) 2021.
ووفقاً لبيان «كير»، شملت التسوية تقديم تعويضات مالية للضحية، فضلاً عن تبني سياسة جديدة من قبل شرطة فيرنديل تسمح للنساء المسلمات المحتجزات بالاحتفاظ بالحجاب أثناء تصويرهن، فضلاً عن حظر عمليات التفتيش المختلطة بين الجنسين.
وقالت محامية «كير» في ميشيغن، أيمي دوكوري: «يسعدنا أن نعلن هذه التسوية ونعتقد أن السياسات التي وضعتها فيرنديل ستساعد في حماية الحقوق الدينية للنساء المسلمات في حال احتجازهن من قبل الشرطة المحلية».
وكانت بووي قد أُوقفت أثناء قيادة سيارتها على شارع الميل الثامن الذي يفصل بين مدينتي فيرنديل وديترويت مساء 21 يونيو 2021، بعد الاشتباه بانتهاء صلاحية لوحة السيارة، قبل أن يتبين لضابط الدورية أن اللوحة سارية المفعول بحسب الوثائق التي أبرزتها المرأة الإفريقية الأميركية.
غير أن بووي أشارت أثناء توقيفها إلى أنها تحمل صاعقاً كهربائياً داخل حقيبتها بغرض الحماية الشخصية، وهو ما دفع ضابط الدورية إلى اعتقالها بداعي عدم حيازتها على التصريح المطلوب لحمل هذا النوع من السلاح في ميشيغن.
وبعد اقتيادها إلى مقر الشرطة، أُخضعت بووي للتفتيش من قبل أحد رجال الدائرة حيث أجبرت على خلع عباءتها وغطاء رأسها لالتقاط صور لها قبل السماح لها بالمغادرة.
وقالت دوكوري إن موكلتها شعرت بالإهانة الشديدة بعدما أجبرها أحد عناصر الشرطة الذكور على خلع لباسها الديني «رغم توسلاتها إليه حفاظاً على معتقداتها الدينية الصادقة».
ولفتت دوكوري إلى أن بووي أبلغت عناصر الدائرة أيضاً بأن دينها الإسلامي يحظر عليها ملامسة الرجال، لكن ذلك لم يمنع من إخضاعها للتفتيش على يد أحد العناصر الذكور. وأوضحت محامية «كير» أن حقوق بووي الدستورية قد انتهكت لأنها أُخبرت بأنها لا تستطيع مغادرة قسم الشرطة حتى تخلع حجابها، رغم أن القانون الفدرالي وقانون ولاية ميشيغن يجيزان ارتداء الملابس الدينية عند التقاط الصور الرسمية الخاصة ببطاقات الهوية.
ووفقاً لدوكوري، فإن شرطية برتبة رقيب كانت موجودة لدى وصول بووي إلى قسم الاحتجاز، حيث أبلغت زملاءها بأنه يحق للموقوفة ارتداء الحجاب أثناء تصويرها.
لكن بعد تصويرها بالحجاب، عادت الشرطية نفسها لتبلغ بووي بأنها إذا أرادت المغادرة «اليوم» فعليها أخذ الصور من دون حجاب، فاضطرت الأخيرة إلى الإذعان لطلبها.
يذكر أن منظمة «كير» سبق وأن مثّلت امرأتين مسلمتين في قضيتين مماثلتين، ضد شرطة ديترويت وشرطة ولاية ميشيغن، وقد جاء الحكم لصالح المرأتين في القضيتين.
وتجدر الإشارة إلى أن مدناً أخرى في منطقة ديترويت الكبرى، مثل ديربورن وديربورن هايتس، كانت قد تبنّت قبل سنوات سياسات خاصة للتعامل مع النساء المحجبات أثناء الاحتجاز.
وتقع مدينة فيرنديل التي تضم زهاء 19 ألف نسمة، في جنوب شرقي مقاطعة أوكلاند، مباشرة إلى الشمال من ديترويت، وتشتهر باحتضانها لمجتمع المثليين والمتحولين جنسياً في المنطقة.
Leave a Reply