مطالبة باستقالة مفوض الدائرة
نيويورك – عم الغضب أوساط الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة بعد أن تبين أن شرطة نيويورك تستخدم فيلما تنميطيا مسيء للمسلمين كنموذج لتدريب عناصر الشرطة على مكافحة الارهاب بعد أن نفت ذلك في مرات سابقة. والفيلم الذي تستخدمه شرطة نيويورك عنوانه “الجهاد الثالث” الذي يسلط الضوء على المسلمين الأميركيين، ويقول إن عددا قليلا منهم يمكن الوثوق بهم. وتظهر فيه موسيقى كئيبة مرافقة لمجموعة صور خاصة بمن وُصفوا بالإسلاميين الارهابيين الذين يطلقون الرصاص على مواطنين مسيحيين في الرأس، وكذلك صور لانفجار سيارات مفخخة وأطفال منفذ فيهم حكم الإعدام وجثثهم مغطاة بمجموعة من الأوراق وصورة مركبة تظهر علم “القاعدة” يرفرف فوق البيت الأبيض.
والفيلم الذي تم تمويله من جانب إحدى الجماعات غير الربحية، تم عرضه على أكثر من ألف ضابط كجزء من دورة تدريبية مقامة في إدارة شرطة نيويورك. وورد في الفيلم كلاماً على لسان راوي الفيلم، وهو طبيب مسلم وضابط سابق في الجيش الأميركي يدعى زهدي جاسر، إن “هذه هي الأجندة الحقيقية للإسلام في أميركا”، ويضيف أن “الاستراتيجية تنطوي على التسلل والهيمنة على أميركا… وتلك هي الحرب التي لا تعلمون عنها شيئاً”. ثم لفتت في هذا السياق صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى أن وثائق شرطية تم التحصل عليها بموجب قانون حرية المعلومات، قد كشفت عن حقيقة مختلفة، وهي أن هذا الفيلم، الذي يشتمل على مقابلة مع مفوض شرطة نيويورك رايموند كيلي، قد تم عرضه، وفقاً لتقارير شرطية داخلية، “في حلقة مستمرة”، لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعام من التدريب. وكانت تقارير سابقة قد أشارت في كانون الثاني (يناير) عام 2011 إلى أن الإدارة استعانت بالفيلم في دورتها التدريبية، بيد أن رئيس الشرطة نفى حينها ذلك، وقال بعدها إن الفيلم عُرِض عن طريق الخطأ مرتين لعدد قليل من الضباط.
وخلال هذه الفترة، أشارت الصحيفة إلى أن ما لا يقل عن 1489 ضابطاً شرطياً، بمختلف الرتب، قد شاهدوا الفيلم. وتابعت الصحيفة بقولها إن الأخبار التي تحدثت عن عرض ذلك الفيلم بشكل موسع جاءت في الوقت الذي تشهد فيه علاقة إدارة شرطة نيويورك بالمجتمع الإسلامي الكبير هناك حالة من التوتر. ولم تتقدم الإدارة بأي اعتذار على تجسسها على جماعات إسلامية وقالت إنها كانت تتحرى مؤامرات إرهابية.
لكن مسؤولين بمجلس المدينة وداعمين للحقوق المدنية وقادة إسلاميين أكدوا في المقابل، أن الإدارة داست بذلك على الحقوق المدنية وطمست الخطوط الفاصلة بين طبيعة التجسس الأجنبي والداخلي وزرعت كذلك مشاعر الخوف في نفوس المسلمين.
واعترف كيلي بمشاركته في اعداد الفيلم بعد نفي سابق، الأمر الذي دفع المنظمات الاسلامية في نيويورك الى المطالبة باستقالته هو ونائبه.
وطالب “مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية” (كير)، في مؤتمر صحافي، صباح الخميس الماضي، باستقالة كيلي بعد شرح حيثيات وموجبات الاحتقان الإسلامي من الفيلم وما فيه من اساءات.
والفيلم انتج قبل أربع سنوات تقريبا، لكن صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت الأسبوع الماضي فقط بأن الشرطة استخدمته في تدريباتها اللوجستية، ومدته 72 دقيقة، وتم استخدام المسلمين فيه كنموذج لتدريب عناصر الشرطة بدءا من ضباط برتبة ملازم إلى محققين وحتى شرطة الدورية العادية على مكافحة الارهاب والارهابيين.
ويتفاءل رئيس “كير” التنفيذي نهاد عوض بأن يخضع قائد شرطة نيويورك لمنطق الأمور ويستقيل هو ونائبه “خصوصا أنه ارتكب مخالفة قانونية كبيرة بنفيه سابقا عدم تقديم أي نوع من الدعم اللوجستي لانتاج الفيلم، إلا أن اعترافه بالمشاركة في اعداده يدل على عدم مصداقيته ويمس بقدرته على متابعة مهامه” كما قال.
ويقول الفيلم بأن هناك ثلاثة أنواع من الجهاد: الأول في عهد الرسول (ص) والثاني زمن الحروب الصليبية. أما الثالث فهو سري هذه الأيام في أوروبا والولايات المتحدة بشكل خاص. لذلك يقول المعلق في الفيلم: “يقولون إن التيار الإسلامي معتدل، لكنك اذا اقتربت منه أكثر فستجد أن أسلوبه الرئيسي هو الخداع”.
Leave a Reply