ديربورن هايتس
تقدم شرطيان سابقان في ديربورن هايتس بشكوى ضد المدينة ودائرة الشرطة المحلية بزعم تعرضهما المتكرر خلال عامي 2021 و2022 للمضايقة والاعتداء والتحرش الجنسي من قبل الرقيب المشرف عليهما، فيما سارع قائد الدائرة الجديد، أحمد حيدر، إلى دعوة شرطة ولاية ميشيغن لفتح تحقيق رسمي بشأن المزاعم الواردة في الشكوى.
وأفاد جوناثان ماركو من مكتب «ماركو» القانوني بمدينة ديترويت، بأن موكّليه الشرطيين السابقين، ماكسويل بيردن وهاشم زرين، يعتزمان رفع دعوى قضائية أمام محكمة مقاطعة وين ضد ديربورن هايتس وشرطتها، وكذلك ضد الرقيب المتهم بالاعتداء والتحرش الجنسي، إلى جانب اتهامه بالتمييز وخلق «بيئة عمل عدائية وانتقامية» أجبرت الشرطيين على مغادرة دائرة شرطة ديربورن هايتس في عام 2023.
وفيما لم يتم الكشف عن هوية الرقيب المتهم بارتكاب التصرفات الشائنة والتمييزية، أوضح مكتب «ماركو» بأن الشرطيين السابقين بيردن وزرين، يطالبان بأتعاب المحاماة ومبالغ مالية تعويضاً عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهما من جراء «الانتهاك الجسيم» لحقوقهما المدنية خلال عملهما بدائرة شرطة ديربورن هايتس.
ووفقاً لنص الشكوى، فقد انضم بيردن –وهو من سكان مدينة وايندوت– إلى دائرة شرطة ديربورن هايتس عام 2021، عندما كان يبلغ من العمر 21 عاماً، وتم تعيينه حينذاك للعمل في نوبة ليلية، حيث بدأ الرقيب المشرف عليه بمضايقته بعد فترة قصيرة من التحاقه بالعمل، من خلال إرسال رسائل نصية وصور فاضحة عبر تطبيق «سناب شات» أثناء وبعد ساعات العمل.
وتشير الدعوى إلى أن الرقيب أجبر بيردن على ممارسة الجنس الفموي في مطلع كانون الثاني (يناير) عام 2022، لافتة إلى أن هذه الحادثة كانت الأولى بين عدة حوادث تكررت لاحقاً، وتضمنت قيام الرقيب بإرسال صور لأعضائه التناسلية إلى بيردن عبر تطبيق «سناب شات».
وتوضح الدعوى بأن بيردن يعاني حالياً من اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والوسواس القهري، وفقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة. بينما يعاني زرين من ضائقة نفسية وشعور بالإذلال والإهانة، نتيجة لما تعرض له.
أما زرين، وهو من سكان مدينة ديربورن، فقد التحق بدائرة شرطة ديربورن هايتس في عام 2014، وقد تلقى –بحسب الدعوى– رسائل نصية صريحة من صاحبة الرقيب أوائل العام 2018، تُخبره فيها برغبتها في الانضمام إليه وإلى المشرف عليه في علاقة جنسية ثلاثية، مضيفة بأنه يتوجب عليه ممارسة الجنس الفموي مع الرقيب.
وتؤكد الدعوى بأن الرقيب هدد زرين بعد رفضه لعروض صديقته، قائلاً: «إذا اكتشف أي شخص هذا الأمر، فسأحول حياتك إلى جحيم… إذا عرف أي شخص ذلك، فسوف أعلم وأتأكد من أنك لن تعمل هنا بعد الآن».
وتؤكد الدعوى بأن الرقيب استمر في إرسال صور عارية إلى زرين عبر تطبيق «سناب شات»، كما مارس ضغوطاً عليه في العمل. وفي مطلع عام 2023، نُقل زرين من نوبة العمل النهارية إلى النوبة الليلية، لأسباب قالت الإدارة حينها إنها تتعلق بمشكلات التوظيف. وتضيف الدعوى بأن الإدارة كانت على علم آنذاك، باتهامات التحرش الجنسي ضد الرقيب، لكنها لم تسعَ لاستجلاء حقيقتها بزعم عدم تعاون الضحايا.
ويقول زرين بأن الرقيب ردّ على شكواه للمسؤولين في الدائرة، بتلفيق بلاغات ضده، وفرض عليه ضغوطاً إضافية في العمل، مما أدى في نهاية المطاف إلى تعليق رخصته كضابط شرطة.
وقال المحامي ماركو في بيان صحفي: «كل صاحب عمل مسؤول عن توفير بيئة عمل آمنة وخالية من التهديدات، ولا يجوز السماح للموظفين، خصوصاً من يشغلون مناصب إشرافية، بإلحاق الأذى بزملائهم»، مضيفاً: «لقد فشلت شرطة ديربورن هايتس في أداء واجبها، ولم تتخذ إجراءات لحماية موكليّ من التحرش الجنسي والاعتداء والتمييز، بل تركتهم يتعرضون للإذلال والإحراج بشكل يومي».
من جانبها، أوضحت دائرة شرطة ديربورن هايتس في بيان رسمي صدر الثلاثاء الماضي بأنها تلقت معلومات في 9 نيسان (أبريل) الماضي تفيد بوجود حوادث اعتداء جنسي تعود إلى الفترة ما بين عامي 2021 و2022، شارك في كشفها أحد الضباط السابقين، لافتة إلى أن الشخص المتهم في هذه الادعاءات كان يشغل رتبة رقيب في الدائرة قبل تركه العمل فيها عام 2023.
وأكدت الدائرة بأنها طلبت من شرطة الولاية، التحقيق في تلك الحوادث، مشددة على التزامها الكامل بالتعاون مع التحقيقات، وحرصها على عدم التسامح مع أي سلوك يضرّ بضباط وموظفي الدائرة أو المواطنين الآخرين، مضيفة في بيان تلقت «صدى الوطن» نسخة منه بأن الحوادث المشار إليها في الدعوى وقعت قبل تعيين قائد الشرطة الحالي أحمد حيدر في منصبه عام 2025.
Leave a Reply