ديربورن هايتس – تقدم شرطي عربي سابق في ديربورن هايتس بدعوى قضائية ضد بلدية المدينة، زاعماً تعرضه للتمييز الديني والطرد التعسفي من الخدمة قبل أكثر من أربع سنوات، فيما رفضت البلدية التعليق على القضية مؤكدة التزامها بتطبيق قواعد مستدامة لتحسين الخدمات وإنصاف جميع الموظفين والسكان في ديربورن هايتس.
وكان الشرطي اللبناني الأصل، مهدي بزي، ادعى أن التحيز الديني كان السبب وراء فصله من الخدمة في الأول من شهر أيار (مايو) عام 2019، وذلك بعد أقل من سنة على انضمامه إلى شرطة ديربورن هايتس التي كان يقودها –في ذلك الحين– قائد الشرطة السابق مارك مايرز، الذي كان ضمن فريق رئيس البلدية الراحل دان بالتيكو.
وشهدت شرطة ديربورن هايتس التي تضمّ زهاء 110 ضباط وموظفين مدنيين، تغييرات واسعة في القيادة منذ تولي العربي الأميركي بيل بزي رئاسة البلدية عام 2021، حيث قام بتعيين مفوّض مؤقت للإشراف على عمل الدائرة، قبل إعفاء مايرز من منصبه وتعيين قائد الشرطة الحالي جيرود هارت بديلاً عنه.
مضمون الدعوى
أشارت الدعوى القضائية إلى أن بزي تعرّض –المرة تلو الأخرى– لسخرية وتهكم زملائه على لحيته التي أطلقها لأسباب دينية، وأن مسؤولي الدائرة لم يفعلوا شيئاً لإنصافه من المضايقات العدوانية، بل تعاملوا مع شكواه بطريقة «صورية»، وفق ما ورد في الدعوى التي حددت بعض المضايقات التي تعرض لها بزي أثناء خدمته، وجاءت على النحو التالي:
– وُصف بزي من قبل زملائه بـ«سندويش الشوربة»، وهو تعبير أميركي يعني بأن الشخص مخربط وغير لائق للوظيفة.
– طُلب منه أن يحلق لحيته، أو ألا يحضر للدوام.
– كان الضابط المشرف على بزي يعطيه تقييم أداء منحفضاً بسبب مظهره.
– في إحدى المناسبات، عندما سأله رقيب عن سبب عدم حلق لحيته، علّق ضابط آخر بأن «الله أذن له بذلك».
– سخر ضابط ثالث من بزي بسبب إطلاق لحيته لأسباب دينية.
– سُئل بزي في إحدى المرات عما إذا كان قد نسي الحلاقة.
– كان بزي يسير إلى غرفة المكالمات الهاتفية بعد انتهاء نوبته، فصرّح أحد الضباط قائلاً: «ها قد جاء صالون الحلاقة بدولار واحد».
– سُئل بزي عما إذا كان سيحصل على شفرات حلاقة كهدية في عيد الميلاد.
– أدلى ضابط بتصريحات مهينة بحق بزي وغيره من العرب والمسلمين الأميركيين.
– بعد توقيف مروري لسائقة عربية أميركية، قال ضابط لبزي إن «شعبه» لا يتقنون القيادة وإنهم كذابون، لاسيما الفتيات.
– قال الضابط نفسه إن العرب أناس محتالون، لكونهم يستغلون لوحات السيارات المخصصة لتجار السيارات (ديلر بليت).
– في عدة مناسبات، ترك عدة ضباط شفرات وكوبونات لمنتجات الحلاقة في خزانة بزي.
وقالت الدعوى إن الشرطي اللبناني الأصل أعلم أحد الضباط الكبار بالتمييز الذي يُمارس ضده بسبب لحيته، وإن الأخير طلب منه توثيق المضايقات التي يتعرض لها لكن دون أن يخبر أحداً عنها، وإلا فإنه سيواجه تبعات ذلك.
وأشارت الدعوى إلى أن بزي فقد دفتر الملاحظات الذي كان يوثّق فيه السلوكيات التمييزية ضده في شباط (فبراير) 2019، لافتة إلى أن أحد الضباط عثر عليه، وساءله عن محتوياته وأسباب تدوينه لتلك الوقائع.
الدعوى أوضحت –أيضاً– بأن ضابطاً برتبة رقيب وآخر برتبة نقيب استجوبا بزي حول محتويات دفتر الملاحظات، مشيرة إلى أنه تقدم في 3 نيسان (أبريل) عام 2019 بشكوى تعرضه لممارسات عدائية في مكان العمل، وأنه أتبعها برسالة إلكترونية بعد أربعة أيام لتأكيد الشكوى.
وجاء في الرسالة الإلكترونية التي أبرقها بزي لمسؤولي دائرة الشرطة: «لقد تحدثت إليكم بخصوص بيئة العمل العدائية التي أعاني منها، لذلك يرجى أخذ العلم بأنني أطلب إجراء تحقيق رسمي بشأن جميع الموظفين، كما أطالب –أيضاً– بإجراء تحقيق رسمي فيما يتعلق بحوادث غرفة تبديل الملابس في دائرة شرطة ديربورن هايتس».
وأضاف بزي في الرسالة الإلكترونية: «أعتقد أنني تعرضت لبيئة عمل معادية على أساس عرقيّ لكوني عربي أميركي، وأعتقد كذلك أنني تعرضت لسلوك تمييزي وانتقامي على أساس عرقيّ، وبسبب الشكاوى التي تقدمت بها بشأن ذلك».
ولفتت الدعوى إلى أن مسؤولي الدائرة أجروا تحقيقاً بشأن الشكاوى التي تقدم بها بزي، واصفة تلك التحقيقات بـ«الصورية»، حيث أنه رغم توثيق المضايقات التي لحقت بالشرطي إلا أنه تم اعتبارها ليست مدفوعة عنصرياً أو دينياً.
موقف البلدية
في ما تزال الدعوى تستكمل مجراها القانوني في أروقة المحاكم، أوضح رئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي بأن المضايقات المزعومة، حدثت إبان الحكومة السابقة للمدينة، وقال: «بمجرد أن أصبحت رئيساً لبلدية ديربورن هايتس في عام 2021، تمثلت أكبر أولوياتي في تصميم وتنفيذ خطة تغيير تضمن سياسة الباب المفتوح العادلة والمنصفة للموظفين على مستوى المدينة كلها، بما في ذلك عدم التسامح بتاتاً تجاه التمييز والبلطجة والسلوكيات غير المرغوب فيها».
وأعرب رئيس البلدية، اللبناني الأصل، عن شعوره بالاعتزاز لكون المدينة التي تضم زهاء 63 ألف نسمة، قد قطعت –في ظل الإدارة الحالية– شوطاً كبيراً في «خلق بيئة من الإدماج والسلوك السليم لموظفينا من جميع الأعراق والثقافات والمعتقدات الدينية»، حسب تعبيره.
وأوضح رئيس البلدية بأن دائرة الشرطة تتجه نحو «منحى جديد»، وأنها تعمل بكفاءة أكبر، وتتلقى تعليقات «إيجابية» من المجتمع، وقال: «نشعر –أنا وقائد الشرطة جيرود هارت– بالامتنان لضباطنا الذين يخدمون مجتمعنا بنزاهة وشرف كبيرين».
من جانبه، لفت هارت إلى أن إحدى أولوياته تمثلت في تطوير سياسات جديدة، دعاها بـ«الركائز الست»، من أجل تحسين الخدمة الشرطية في مدينة ديربورن هايتس، مؤكداً بأن تلك الركائز تمخضت عن اجتماعات مثمرة مع العديد من الوكالات الحكومية والمجتمعية، مثل «دائرة العدل بميشيغن»، و«خدمات المراقبة المجتمعية»، و«مبادرة الإصلاح التعاونية»، و«مركز المساعدة التقنية».
وبحسب بيان للمدينة التي تواجه الدعوى في الذكرى السنوية الأولى لتعيين هارت، فإن الركائز الست تتمحور حول: تطوير القيادة، الشرطة العادلة والنزيهة، الاختيار والتوظيف والاحتفاظ بالشرطيين، المشاركة المجتمعية، مراجعة السياسات، ودائرة شرطية عالمية المواصفات ينصب تركيزها على المجتمع.
Leave a Reply