ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
أعلنت وزارة العدل الاميركية ان شركة «أي كي للصلب» سوف تدفع غرامة جزائية قدرها ١،٣٥ مليون دولار لتسوية انتهاكات تلوث الهواء السابقة.
وبموجب اتفاق تسوية مع السلطات الفدرالية وحكومة ولاية ميشيغن، ستقوم شركة الصلب بدفع الغرامة عن الانتهاكات السابقة لـ«قانون الهواء النظيف» من قبل مصنعها فـي ديربورن، وتنفـيذ جملة من الإجراءات المتنوعة للحد من الانتهاكات فـي المستقبل، وتركيب أنظمة تنقية الهواء فـي مدرستي سالينا الابتدائية والمتوسطة الواقعتين فـي الجزء الجنوبي من ديربورن.
«لا أنا لست سعيداً باتفاق التسوية هذا»، قال محمد أحمد، وهو من سكان الجزء الجنوبي من ديربورن «ساوث اند»، وفسر ذلك بالقول. «أنا لا أريد منهم دفع ثمن انتهاكات تلوث الهواء الماضية. أريد منهم تركيب معدات حديثة من شأنها أن تمنع تكرار حصول انتهاكات تلوث الهواء».
فـي شهر اذار (مارس) السابق، كانت «صدى الوطن» اول وسيلة إعلامية تبلغ عن خطط «أي كي ستيل»( AK) لإنفاق أكثر من ٣٠٠ ألف دولار على نظام تنقية الهواء فـي كل من المدرستين وتثبيت وحدة تكييف الهواء فـي قاعة مدرسة سالينا المتوسطة.
وقال أحمد، وهو عضو فـي «رابطة جنوبي ديربورن لتحسين البيئة»(SDEIA)، ان اتفاق التسوية الأخير لا يغير من حقيقة أن أجزاء من مدرسة سالينا المتوسطة لا تزال تفتقر إلى تكييف الهواء. واشتكى أولياء الأمور فـي الصيف الماضي من ترك النوافذ مفتوحة أثناء ساعات الدراسة والسبب يعود فـي جزء كبير منه الى الروائح المنبعثة من المواد الصناعية المجاورة، بما فـي ذلك منشأة «أي كي للصلب».
لكن عادل معزب، المقيم فـي ديربورن، وصف اتفاق التسوية بانه خطوة فـي الاتجاه الصحيح، وقال انه يأمل أن يمنع حصول انتهاكات تلوث الهواء فـي المستقبل.
وكان معزب واحداً من السكان الذين اشتكوا إلى دائرة «جودة البيئة» (MDEQ) حول تلوث الهواء الناجم عن مصنع شركة الصلب فـي ديربورن. ويسكن معزب فـي الطرف الشرقي من مدينة ديربورن، ولكنه قال إن رائحة «لا تطاق» بسبب الإنتهاك المزعوم لتلوث الهواء كانت ترافقه على طول الطريق من منزله. وخلصت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة وين ستيت فـي عام ٢٠١٤ الى ان الصحة الرئوية للعرب الأميركيين الذين يعيشون فـي الجزء الجنوبي من ديربورن تأثرت سلباً بالعوامل البيئية.
وسوف تحل التسوية ٤٢ إشعاراً مخالفاً صادراً عن دائرة «جودة البيئة» (MDEQ) واثنين من إشعارات المخالفة الصادرة عن الانتهاكات التي تؤكد« وكالة حماية البيئة» انها ناتجة عن طائفة واسعة من مصادر الانبعاثات الجوية التي صدرت ضد شركة «سيفرستال»، المالك السابق لمرفق ديربورن.
وقد عاش أحمد فـي المنطقة لعقود ومازال قلقاً من استمرار حدوث انتهاكات تلوث الهواء على الرغم من التسوية الأخيرة.
وقد دفعت شركة «سيفرستال» حوالي مليون دولار من الغرامات لادارة البيئة والموارد الطبيعية وأنفقت ملايين الدولارات على معدات التحكم الجديدة لتسوية الانتهاكات السابقة فـي عام ٢٠٠٦. وعلى الرغم من هذا، مازال التلوث الهوائي مستمراً بالتدفق من المرفق الصناعي.
«لقد كان الناس يعيشون فـي ديربورن ومنطقة جنوب غربي ديترويت بشكل عام لمدة طويلة وهم يشعرون بالقلق إزاء تلوث الهواء الناجم عن مصنع الصلب» قالت سوزان هيدمان، المديرة فـي المنطقة الخامسة لمكتب «وكالة حماية البيئة» ومقرها فـي شيكاغو، والتي تشرف على منطقة البحيرات العظمى الست، وأردفت «المرسوم التسووي سوف يؤدي إلى تحسين نوعية الهواء فـي هذه المجتمعات ويساعد فـي منع حدوث انتهاكات فـي المستقبل بحق قانون الهواء النظيف».
وتم الإعلان عن شروط اتفاق التسوية بعد أن أصدرت دائرة «جودة الهواء» فـي ولاية ميشيغن (MDEQ) ترخيصاً مثيراً للجدل تسمح فيه بالانبعاثات الغازية السامة فوق الاعتيادية لشركة «سيفرستال» فـي شهر ايار (مايو) عام ٢٠١٤ والتي نقلتها الى «أي كي للصلب».
ورفعت دعوى قضائية ضد «سيفرستال» فـي وقت لاحق على خلفـية التصريح الممنوح من الولاية وذلك من قبل الجماعات المدافعة عن البيئة الذين ادعوا ان التصريح قد سمح بزيادة معدلات الغازات السامة مثل الرصاص وأول أوكسيد الكربون و«بي أم ١٠» (PM10) أي المسمى بالغبار الناعم، إلى حد كبير.
وقال كريستوفر بازدوك المحامي البيئي الذي يمثل سكان ساوث اند فـي الدعوى انه كان من المهم تمرير التصريح لسيفرستال لتتمكن من البيع وعلى «أي كي» للصلب العمل بالحد الأقصى من الإنتاج.
وفـي بيان بشأن التسوية قالت وزارة العدل ان شركة «أي كي» للصلب قامت بتحمل المسؤولية عن الانتهاكات الماضية ولقد تم تحسين امتثالها للأنظمة البيئية.
«عبر موافقتها على هذه التسوية التي يمكن إنفاذها قضائيا، تكون شركة الصلب قد التزمت بمنع انتهاكات سابقة من أن تتكرر، وإطلاع الجمهور على الامتثال البيئي فـي المستقبل وتوفـير الهواء النظيف لأطفال المدارس» قال مساعد المدعي العام جون سي كرودن لقسم شعبة البيئة والموارد الطبيعية فـي وزارة العدل الاميركية.
ووفقاً لوزارة العدل، فإن قرار التسوية يتطلب من شركة الصلب تطوير نظام الإدارة البيئية للمنشأة مع تدقيق طرف ثالث كل ستة أشهر، وإجراء فحص سنوي ورصد مستمر فـي أداء معدات مكافحة التلوث فـي فرن الأوكسجين الأساسي للمنشأة وتنفـيذ سياسة السيطرة على الغبار لمنع تسرب انبعاثات الجسيمات الكبيرة إلى الأحياء المجاورة. وعبر التنفـيذ الكامل لمتطلبات القرار، فإن انبعاثات الجسيمات، بما فـي ذلك ملوثات الهواء المعدنية الخطرة، مما ستخفض انتاج «أي كي للصلب» بنحو ١٠٠ ألف طن سنويا.
باري ريسي، المتحدث باسم شركة «أي كي للصلب»، قال لـ«صدى الوطن» ان الشركة سبق وأن أحرزت تقدماً كبيراً لدى دائرة الأشغال فـي بلدية ديربورن من حيث الالتزام البيئي منذ شهر أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال ان الفصل الرابع من عام ٢٠١٤ كان الأفضل فـي تاريخ الشركة من حيث الأداء البيئي للمصنع. كما أشار إلى أن الشركة تعمل على ضمان أن أعمال مصنع ديربورن تمتثل تماماً لجميع القوانين البيئية، واللوائح والتصاريح المعمول بها.
يوم الخميس الماضي، استضافت «رابطة تحسين البيئة فـي جنوبي ديربورن» اجتماعاً فـي مدرسة سالينا الابتدائية لمناقشة مرسوم الموافقة المقترحة والتصريح الذي صدر لشركة الصلب فـي ايار (مايو) الماضي. وهناك فترة مخصصة لإبداء الناس آراءهم وتمتد ٣٠ يوماً بعد نشر التسوية الموافق عليها فـي السجلات الفـيدرالية العامة.
Leave a Reply