طرابلس – في سيناريو مكرر استعادت قوات الزعيم الليبي معمّر القذافي المبادرة على أرض الميدان بعدما فشلت قوات الثوار من بلوغ مدينة سرت، إذ واجه الثوار الليبيون، خلال الأسبوع الماضي نكسة جديدة، بعدما أرغمتهم الكتائب الأمنية التابعة للنظام على التراجع شرقا، باتجاه مدينة أجدابيا، فاقدين بذلك المدن والبلدات النفطية التي سيطروا عليها منذ بدء الضربات الجوية الغربية.
وقد أثارت قوة كتائب القذافي في الميدان شكوكاً بجدية التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي، في محاربة القذافي، في وقت برز خلاف دولي حاد، بما في ذلك حكومات التحالف الغربي، حول مسألة تسليح الثوار، وأهداف الحملة العسكرية، فيما ذكرت مصادر أميركية أن الرئيس باراك أوباما وقع أمراً سرياً لتقديم الدعم للمعارضين الليبيين.
واضطرت قوات المعارضة للتقهقر بسرعة باتجاه الشرق متخلية عن مدن وبلدات نفطية، بالسرعة ذاتها التي استولت عليها، بعدما شنت قوات القذافي هجمات مكثفة بالصواريخ والمدفعية على المعارضين المسلحين بأسلحة خفيفة. وبعدما تمكن المعارضون من تحقيق مكاسب ميدانية خلال يومين، سيطروا خلالهما على أراض تمتد على الساحل بطول أكثر من 200 كيلومتر، واستولوا على مرافئ نفطية إستراتيجية، تحت غطاء الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف الغربي، عادوا وتقهقروا، متخلين عن النوفلية وبن جواد ورأس لانوف والبريقة، لتنتقل خطوط المواجهة مجدداً (مع صدور هذا العدد) إلى مدينة أجدابيا، التي يعتبرها الثوار خط الدفاع الأخير عن معقلهم في مدينة بنغازي.
وفي الغرب، واصلت القوات الموالية لنظام القذافي قصف ومحاصرة مدينة مصراتة (200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس) التي لم يتمكنوا من السيطرة عليها رغم المحاولات الكثيرة خلال الشهرين الماضيين.
انشقاقات
من ناحية أخرى، شهد نظام القذافي انشقاقات بارزة خلال الأسبوع الماضي. فقد أعلن الدكتور علي التريكي المكلف بمنصب مندوب ليبيا بالأمم المتحدة عدم الاستمرار في أي عمل رسمي مع نظام العقيد معمر القذافي. وقال التريكي الموجود حاليا في القاهرة إنه” يأسف لإراقة دماء الشهداء نتيجة للعناد وسوء التقدير وعدم الإدراك”. وشغل التريكي منصب وزير الوحدة الأفريقية وعددا كبيرا من المناصب الرفيعة في النظام الليبي.
وجاء انشقاق التريكي في خطوة مماثلة لقرار اتخذه وزير الخارجية موسى كوسا الذي فر الى لندن، وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية بريطانيا إن وزير خارجية ليبيا موسى كوسا الموجود حاليا في بريطانيا لا يتمتع بأي حصانة من المتابعة الجنائية الدولية.
من جهتها اعتبرت الولايات المتحدة أن انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وجه “ضربة قوية” للقذافي، وأظهر أن نظامه يتداعى. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور إن موسى كوسا يعد من أوثق مساعدي القذافي، ويمكنه المساعدة في توفير معلومات مهمة بشأن عقلية العقيد وخططه العسكرية.
وكانت أنباء قد ترددت بأن عددا من الشخصيات الليبية المقربة من العقيد معمر القذافي وصلت إلى تونس وتسعى لمغادرتها مع أفراد من عائلاتها.
Leave a Reply