خليل إسماعيل رمَّال
توحَّدَ الإسلام والمسيحية هذا العام بمولد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله والسيد المسيح عليهما السلام وكأنها علامة إلهية بأن الرسالة السماوية واحدة رغم تعدد الأديان وان الدين محبة وتسامح فـي وجه أكبر طغمة إرهابية ظلامية وهابية الهوى والمنشأ، عرفها التاريخ القديم والحديث.
فظاهرة «داعش» التكفـيرية هي الدملة التي يفقأها التاريخ الحديث حالياً وهي نتيجة تراكمات عصور الجاهلية والظلمات لكن دروس التاريخ علمتنا ان لا مكان للارهاب والتطرف باعتباره ظاهرة غير طبيعية وهؤلاء الذي يشوهون الدين والحضارة سيكون مصيرهم كنفايات لبنان التي تفاقمت فـي الشوارع والطرقات وزكمت رائحتها الأنوف لكن سيتم تهريبها وترحيلها ولو من شبه بلد لا يعرف وحوش السياسية التصرف بزبالته.
واذا كان الخطر الكبير متأتٍ من التكفـيريين السفاحين بالدرجة الأولى، إلا ان المرتزقة من الاعلاميين والكتبة الذين باعوا ذممهم فـي سوق النخاسة السعودية هم أخطر بكثير لانهم أبواق إعلامية مسمومة ومدسوسة فـي معركة تشكيل الرأي العام فـي الإعلام والسوشال ميديا.
وقد برزت هذه ظاهرة الارتزاق الخطيرة بعد اغتيال العدو الاسرائيلي لعميد الأسرى المحرَّرين سمير القنطار الذي أصبح شهيداً قائداً من قادة المقاومة الفعليين. هذا العمل الصهيوني الجبان أستدر شماتة وتشفّي وانتشاء مرتزقة آل سعود وعلى رأسهم «الشهيدة الحيَّة» مي الشدياق، الذين عبَّروا عن دخائلهم وحقدهم أكثر من الصهاينة أنفسهم عندما نعتوه بأحط النعوت التي هي انعكاس لأوصافهم.
شاب لم يبلغ الحلم بعد كإبن السادسة عشرة عاماً قبل ان يحلم بالفتيات والزواج والاستقرار والمال والجاه مثل غيره من الجيل الطائش، ترك كل ذلك وذهب إلى فلسطين لانه عشق القضية فقام بتنفـيذ عملية فدائية والبسه العدو بعدها تهمة قتل طفلة لوضعه فـي السجن المؤبد وقتله فـي السجن فما نالوا من عزيمته وحبه لقضيته العادلة، فأمضى فـي الحجز ٣٠ عاماً وخرج مرفوع الرأس وهو كهل لكن بشباب متجدد للنضال والجهاد واستشهد فـي سوريا الأبية وهو يخطط للدفاع عنها ضد العدو التاريخي، فماذا فعل سمير القنطار للمرتزقة لكي ينفوا عنه صفة الشهادة والنضال وينهمروا بشتائمهم وغضبهم وضغينتهم عليه؟!
لكن سمير القنطار ليس هو سبب غضبهم، بل السبب هو تكريم السيِّد حسن نصرالله الخاص له بحضوره شخصياً يوم تحريره من الأسر مع رفاقه وبسبب مكانته المميزة عند سيِّد المقاومة ودوره الحساس فـي فتح جبهة الجولان السوري المحتل لتوأمتها مع جبهة الجنوب اللبناني.
لكن كالعادة، بعد خطاب السيِّد، ذهب اليوم الذي كانت تفلت فـيه اسرائيل من العقاب الذي تستحقه ولن يكون لها الكلمة الاخيرة بعد اليوم ولن تغير معادلة الردع من جانب واحد والرد عليها سيكون مزلزلاً بدليل الرعب الذي يسود صفوف الإسرائيليين ولنرى ساعتئذٍ ما سيقول الشامتون وأسيادهم الجبناء.
Leave a Reply