التنظيم ينتشر فـي سامراء وبعقوبة والموصل ويحولها الى مدن تسكنها الاشباح
الموصل، وكالات – في شمال العراق يسارع السكان الذين يخشون من متشددي تنظيم القاعدة الى العودة الى منازلهم قبل غروب الشمس. وتتحول هذه المدن الى مدن اشباح بعد حلول الظلام. ويشيد قادة عسكريون اميركيون ومسؤولون عراقيون بالأمن الذي تحسن كثيرا في بغداد ومحافظة الانبار الغربية ومناطق جنوبي العاصمة والذي سمح للسكان بالخروج ليلا للتسوق في الاسواق وتناول الطعام في المطاعم. لكن في مدن سامراء وبعقوبة والموصل فان المتشددين مازالوا يزرعون الخوف.
ويقول البقال نهاد حميد في المدينة التي تبعد 100 كيلومتر شمالي بغداد «عندما لا ارى أعضاء القاعدة يتجولون في أنحاء سامراء ويوجهون اسلحتهم الى وجوه العراقيين ويقتلون ويخطفون فانني سأقول ان الامن تحسن».
واضاف «اننا نعود الى المنزل في الساعة السابعة مثل الدجاج. لا أحد يمكنه ان يتحرك بعد ذلك».
وطردت القوات الاميركية وقوات الامن العراقية بالاضافة الى وحدات فرق الصحوة اعضاء تنظيم القاعدة السني من معاقلهم في محافظة الانبار والطرق المحيطة ببغداد التي استخدمها المتشددون نقطة انطلاق لشن هجماتهم على العاصمة.
ومنذ ذلك الحين اعاد المتشددون تجميع انفسهم في المحافظات الشمالية حيث تنتشر القوات الاميركية بتركيز اقل وتم تشكيل فرق الصحوة في الآونة الاخيرة فقط.
وشنت القوات الاميركية والعراقية هجمات على اعضاء تنظيم القاعدة هذا العام في محافظات شمالية مثل ديالى وصلاح الدين ونينوي. لكن يتوقع ان تستغرق هذه الحملة وقتا.
وقالت ندى عمار وهي طبيبة بعاصمة محافظة ديالى التي تضم اعراقا وطوائف مختلفة «كل شيء في بعقوبة يتوقف في اللحظة التي يحل فيها الظلام».
وقال على محسن داود (45 عاما) وهو تاجر سيارات في بعقوبة انه يفكر في الانتقال الى مدينة اخرى.
وقال الكابتن ستيفن بومار وهو متحدث باسم القوات الاميركية في الشمال ان عنف المتشددين في المحافظات الشمالية يشكل 60 بالمئة من كل الهجمات التي يشهدها العراق بمتوسط 66 حادثة تم الابلاغ عنها يوميا خلال العام المنصرم.
وتباطأت الهجمات بصفة اجمالية في الشمال وانخفضت الى 42 بالمئة منذ حزيران (يونيو) مقابل انخفاض بلغ 60 بالمئة في العراق ككل.
وقال بومار «لم يعد هناك ملاذ امن لهؤلاء المسلحين في أي مكان والتحرك غير المنظم الى الشمال يعتقد انه المحاولة الاخيرة لالحاق ضرر بطريقة عشوائية بالشعب العراقي» مضيفا ان الامور تتحسن كل يوم في الشمال.
غير ان الجنرال ديفيد بتريوس القائد الاميركي في العراق قال في الاسبوع الماضي انه في نينوي زادت الهجمات بالفعل وهي المكان الوحيد في العراق الذي حدث فيه ذلك.
ويقر القادة العسكريون والمسؤولون المحليون العراقيون في المحافظات الشمالية بوجود بواعث قلق لدى السكان. وبعضهم تنتابهم هذه المخاوف انفسهم وان كانوا يقولون ان الموقف الامني يتحسن.
وقال مؤيد التكريتي قائد القوات العراقية في مسقط رأس صدام حسين بمحافظة صلاح الدين «لا يمكنني ان اسير بمفردي في تكريت. قد اتعرض للقتل أو الخطف».
ومن العوامل الرئيسية لاشاعة الاستقرار في المحافظات الشمالية نشر وحدات من فرق الصحوة التي تمردت في مناطق اخرى ضد القاعدة بسبب الهجمات التي تشنها دون تمييز على المدنيين والتفسير الخطأ المتشدد للاسلام.
وتراجع العنف في بغداد والجنوب الذي يغلب الشيعة على سكانه بسبب وقف اطلاق النار من جانب جيش المهدي الذي يتبع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وتقوم فرق الصحوة بحراسة نقاط تفتيش وتقدم معلومات بشأن مخابئ القاعدة.
لكن ظهرت توترات ولاسيما في بعقوبة حيث هدد افراد بعض الوحدات التي تتألف من مسلحين سنة كانوا يعارضون الحكومة التي يتزعمها الشيعة بالانسحاب بسبب خلافات مع قائد شرطة المدينة وهو شيعي.
وتوقع ابراهيم الباجلان رئيس مجلس محافظة ديالى ان تتضاعف الهجمات اذا انسحبت فرق الصحوة.
والنقطة المضطربة الرئيسية الاخرى هي مدينة الموصل عاصمة نينوي التي يقيم فيها 1,6 مليون نسمة والتي تعتبر المعقل الاخير للقاعدة في المدن الكبرى.
ووعد رئيس الوزراء نوري المالكي بشن معركة «حاسمة» اخيرة ضد القاعدة في الموصل. وحذر قادة اميركيون من ان العملية يمكن ان تستغرق عدة اشهر.
وينتشر الخوف والشائعات في الموصل التي يغلب السنة على سكانها لكن بها عدد كبير من الشيعة والاكراد.
وكثير من الناس لا يثقون في القاعدة أو قوات الامن العراقية التي يغلب الشيعة على افرادها. وهم يخشون من حظر التجول وحملات الاعتقال الواسعة التي تشن ضد المتشددين المشتبه بهم.
ووعد قائد العمليات العسكرية في نينوي رياض توفيق بان تستند الاعتقالات الى معلومات مخابرات محددة وبأنه لن يفرض حظر للتجول.
ولا يقدم السكان المحليون على أي مغامرة. وقام سكان بتخزين الاطعمة استعدادا لقتال ممتد.
وقال احد السكان المحليين وهو يسارع بالعودة الى منزله حاملا صندوقا به زجاجات من زيت الطهو وصلصلة الطماطم انه يتوقع ان تفرض الحكومة المحلية حظر التجول وانه قام بشراء سلع تحسبا لان يحدث ذلك.
Leave a Reply