محمد الرموني – «صدى الوطن»
شهدت منطقة مترو ديترويت خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعلى درجات الحرارة فـي مثل هذا الوقت من السنة منذ العام 1931، ليكون الشهر الماضي سادس أكثر أشهر نوفمبر دفئاً منذ البدء بتسجيل درجات الحرارة عام 1871. ويعود الفضل فـي ذلك الى ظاهرة إلـ«نينيو» فـي المحيط الهادئ التي تعد بشتاء أكثر اعتدالاً فـي ميشيغن.
وتشير دائرة الأرصاد الجوية الوطنية الى أن الطقس فـي منطقة ديترويت خلال كانون الأول (ديسمبر) الجاري سيكون لطيفاً مقارنة بالسنوات الماضية حيث تشير التوقعات الى أن درجات الحرارة ستتراوح نهاراً بين الأربعينات والخمسينات حتى الأسبوع الثالث من الشهر الجاري على الأقل، وهو ما يدفع الكثير من سكان المنطقة وولاية ميشيغن عموماً الى مزاولة الأنشطة الخارجية التي لطالما كانوا محرومين منها فـي هذا الوقت من العام، حيث عادة ما تغطي الثلوج الطرقات والمنتزهات فـيما تنخفض الحرارة الى ما دون درجة التجمد (32 فهرنهايت).
وفـي الشهر الماضي شهدت المنتزهات وملاعب الغولف فـي منطقة ديترويت إقبالاً كثيفاً فـيما كانت الثلوج تغمرها فـي هذا الوقت من السنوات الماضية إبان الإحتفال بأعياد الشكر.
ويبلغ متوسط درجة الحرارة فـي ديترويت الشهر الماضي 46 فهرنهايت مسجلا بذلك سادس أدفأ نوفمبر منذ العام 1874 بحسب جو كلارك من مركز وايت لايك التابع لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية.
وتشير بيانات المركز الى أن أكثر أشهر نوفمبر دفئاً كانت فـي العام 1931 بمعدل وسطي بلغ 47.8 درجة فهرنهايت.
وشهد الشهر الماضي فـي ديترويت ارتفاع درجة الحرارة الى 70 فهرنهايت لعدة أيام متواصلة، وقد تأثرت ميشيغن فـي عمومها بهذا الطقس الدافىء خاصة مدينتا ساغيناو وفلنت اللتان سجلتا أرقاما قياسية فـي إرتفاع درجات الحرارة.
ويرى الخبراء أن السبب الرئيسي لهذا التغير فـي طقس ميشيغن كان ظاهرة «إل نينيو» فـي المحيط الهادئ حيث ترتفع حرارة مياه المحيط على بعد آلاف الأميال من ميشيغن.
وتتلخص ظاهرة «إل نينيو» -ومعناها «الطفل» بالإسبانية- بارتفاع درجة حرارة المياه فـي المحيط عند السطح ليحدث تفاعل مع الرياح ويتأثر بذلك الطقس فـي أميركا الشمالية والعالم. وغالبا ما يرافق هذه الظاهرة هطول أمطار غزيرة فـي فصل الشتاء فـي غرب وجنوب الولايات المتحدة، وإنخفاض درجات الحرارة فـي تكساس وولايات السهول الجنوبية، بينما ترتفع درجات الحرارة وتنخفض معدلات سقوط الثلوج والأمطار فـي ولايات الغرب الأوسط بما فـيها ميشيغن.
وهذا الشتاء تبدو ظاهرة «إل نينيو» قوية، ما يعني أن شتاء ميشيغن سيكون معتدلاً، كما أن الولاية حتى الآن تبدو بمنأى عن العواصف الشمالية التي تحمل موجات البرد الشديد من الشمال، وهذا ما لم يحدث حتى الآن فـي الموسم الحالي.
Leave a Reply