لم تتزوج صديقتي مثلي باكرا. صبرت حتى ظفرت بزوج “كامل من
مجاميعو”. بيت وسيارة ومال وبلا عيال. ستّتها وغنّجها فأصابها العز والغنى بعد
الشقاء والعناء. وكلما اجتمعنا أو تحدثنا إليها، نحن بنات جيلها، تعيّرنا وتشوف
حالها علينا، لأننا هرمنا وختيرنا باكرا والهم فوقنا وتحتنا، بينما هي غير مضطرة
للعمل والسواقة وتنظيف السيارة أيام الثلج وتحيى حياة الرفاهية على أهون
سبب.
مجاميعو”. بيت وسيارة ومال وبلا عيال. ستّتها وغنّجها فأصابها العز والغنى بعد
الشقاء والعناء. وكلما اجتمعنا أو تحدثنا إليها، نحن بنات جيلها، تعيّرنا وتشوف
حالها علينا، لأننا هرمنا وختيرنا باكرا والهم فوقنا وتحتنا، بينما هي غير مضطرة
للعمل والسواقة وتنظيف السيارة أيام الثلج وتحيى حياة الرفاهية على أهون
سبب.
ولكن للأسف وكما غنى
المرحوم فريد الأطرش “يا خسارة الحلو ما يكمّلش”. لدى زوج الصديقة عيب فظيع (سوفاج)
حسب رأيها وقلة عقلها. حاولت بشتى الطرق تغييره فلم تقدر، فالزوج لا يؤمن إطلاقا
بفكرة إعطاء البقشيش أو “التيب” للغراسين والغارسونات في المطاعم والأوتيلات التي
يرتادانها، مما يعرضها للحرج والخجل في كل مرة يخرجان فيها لتناول الطعام خارج
المنزل. ويدور بينهما نقاش حاد، تماما مثل نقاشات الجامعة العربية، لا يصل الى
نتيجة. وبحسب صديقتي “النفروشة” أصبحت هذه المشكلة تهدد حسن العلاقة الزوجية
والعائلية والدولية الواقفة على رفعة وبدها دفعة!
المرحوم فريد الأطرش “يا خسارة الحلو ما يكمّلش”. لدى زوج الصديقة عيب فظيع (سوفاج)
حسب رأيها وقلة عقلها. حاولت بشتى الطرق تغييره فلم تقدر، فالزوج لا يؤمن إطلاقا
بفكرة إعطاء البقشيش أو “التيب” للغراسين والغارسونات في المطاعم والأوتيلات التي
يرتادانها، مما يعرضها للحرج والخجل في كل مرة يخرجان فيها لتناول الطعام خارج
المنزل. ويدور بينهما نقاش حاد، تماما مثل نقاشات الجامعة العربية، لا يصل الى
نتيجة. وبحسب صديقتي “النفروشة” أصبحت هذه المشكلة تهدد حسن العلاقة الزوجية
والعائلية والدولية الواقفة على رفعة وبدها دفعة!
على ما يبدو، أن العديد من الناس في وضع هذه الصديقة
المحرجة، اذ كثيرا ما يكون الإحراج من الغرسونات أنفسهن، وليس ممن يرتاد المطاعم،
حتى أن دليل المطاعم والفنادق الأميركاني الذي صدر مؤخرا أشار إلى هذه المشكلة
بوضوح. خصوصا في هذه الأيام حيث الاقتصاد الأميركي مثل الربيع العربي في تدهور
مستمر، فوضع لإعطاء الاكراميات والبقشيش ضوابط وأحكام جديدة لم تسر أصحاب المطاعم
كثيرا، كونهم هم المسؤولون عنها تجاه غارسوناتهم، وليست مسؤولية الزبائن، أمثال زوج
صديقتي.
المحرجة، اذ كثيرا ما يكون الإحراج من الغرسونات أنفسهن، وليس ممن يرتاد المطاعم،
حتى أن دليل المطاعم والفنادق الأميركاني الذي صدر مؤخرا أشار إلى هذه المشكلة
بوضوح. خصوصا في هذه الأيام حيث الاقتصاد الأميركي مثل الربيع العربي في تدهور
مستمر، فوضع لإعطاء الاكراميات والبقشيش ضوابط وأحكام جديدة لم تسر أصحاب المطاعم
كثيرا، كونهم هم المسؤولون عنها تجاه غارسوناتهم، وليست مسؤولية الزبائن، أمثال زوج
صديقتي.
أيضا ندد الدليل بسلوك بعض الغارسونات والغراسين ومحاصرتهم
النفسية للزبون واحراجه لكي يدفع البقشيش، خصوصا من قبل الإناث اللواتي يبدين
زينتهن الـ”تو ماتش” المفرطة من مكياج وصدور وأفخاذ ومؤخرات، والفرجة حسب رأيهن مش
ببلاش “البلي يسترهن ستر”. فالزبون المسكين، الذي كد واجتهد وهو يعرف لكل دولار
مقدار، عكس زوجته الـ”سبويلد” (التي أفسدها الدلال) والتي تريد أن تشوف حالها
وتتكرم من جزدان زوجها المليان بعرق جيبنه، فلا يهمها رشرشة الدولارات في المطعم
والنادي وعند الحلاق وفي الفاليه، ومن يوصل لها من الفرن المناقيش التي تأكل نصفها
وترمي النصف الآخر. يعني بدها ميزانية خصّ نصّ “للتيب” والإكراميات.
النفسية للزبون واحراجه لكي يدفع البقشيش، خصوصا من قبل الإناث اللواتي يبدين
زينتهن الـ”تو ماتش” المفرطة من مكياج وصدور وأفخاذ ومؤخرات، والفرجة حسب رأيهن مش
ببلاش “البلي يسترهن ستر”. فالزبون المسكين، الذي كد واجتهد وهو يعرف لكل دولار
مقدار، عكس زوجته الـ”سبويلد” (التي أفسدها الدلال) والتي تريد أن تشوف حالها
وتتكرم من جزدان زوجها المليان بعرق جيبنه، فلا يهمها رشرشة الدولارات في المطعم
والنادي وعند الحلاق وفي الفاليه، ومن يوصل لها من الفرن المناقيش التي تأكل نصفها
وترمي النصف الآخر. يعني بدها ميزانية خصّ نصّ “للتيب” والإكراميات.
المحظوظة صديقتي محتارة وغلبانة وخجلانة. سألتها عن السبب:
محتارة أي موديل سيارة بدك تنقي هذه السنة؟ وغلبانة بشغل البيت لأن الخادمة في
إجازة؟ أم خجلانة من حالك لأنك ولا مرة فكرت بعمل أكلة لزوجك الفقير؟ طبعا كان
جوابها لا لكل الأسئلة.
محتارة أي موديل سيارة بدك تنقي هذه السنة؟ وغلبانة بشغل البيت لأن الخادمة في
إجازة؟ أم خجلانة من حالك لأنك ولا مرة فكرت بعمل أكلة لزوجك الفقير؟ طبعا كان
جوابها لا لكل الأسئلة.
قال المثل “قيراط حظ ولا
قنطار شطارة”. السبب وراء اكتئاب صديقتي وتذمرها هو عقلية زوجها التي تمتد الى قبل
عدة سنوات، عندما كان الغارسون أو “البوي” يستنكر اعطاءه أي بقشيش ويعتبر ذلك اهانة
لكرامته، وسبب انزعاجها هو أنها ستسافر هذه السنة مع زوجها لقضاء عطلة الشتاء في
لبنان وتخشى أن يعرضها هناك للإحراج نظرا لاصراره على عدم دفع الإكراميات للغرسونات
والشحاذين والذين يمارسون اقتطاع البقشيش الاجباري بثقة عالية وبطريقة سمجة
واستفزازية.. فشو الحل؟
قنطار شطارة”. السبب وراء اكتئاب صديقتي وتذمرها هو عقلية زوجها التي تمتد الى قبل
عدة سنوات، عندما كان الغارسون أو “البوي” يستنكر اعطاءه أي بقشيش ويعتبر ذلك اهانة
لكرامته، وسبب انزعاجها هو أنها ستسافر هذه السنة مع زوجها لقضاء عطلة الشتاء في
لبنان وتخشى أن يعرضها هناك للإحراج نظرا لاصراره على عدم دفع الإكراميات للغرسونات
والشحاذين والذين يمارسون اقتطاع البقشيش الاجباري بثقة عالية وبطريقة سمجة
واستفزازية.. فشو الحل؟
Leave a Reply