الجو حار وخانق والأخبار غير سارة. والمقالات السياسية طويلة ومملة وأنا أحاول أقدم للقارئ مقالا “خفيفا” فعذراً وسماحاً إذا لم يرُق لأحد ما سوف أكتبه.
بعض الستات، اجتمعن في أحد المنازل، للتحلية والتسلية والترفيه واستعراض المجوهرات والماكياجات، وطبعاً للنميمة والقيل والقال وللإستمتاع بمشاهدة حفل إنتخاب ملكة جمال الكون، على شاشة التلفزيون، والذي ضم ثلاث متنافسات شرق أوسطيات على تاج الجمال الكوني.
كما يعلم الجميع، هذا الحفل هو عالمي يضم الجميلات من كافة أنحاء المعمورة، ورغم كل الاعتراضات والملاحظات على الحفل، تبقى مشاهدته أفضل مئة مرة من مشاهدة التفجيرات والقتل باسم السياسة والدين.
في بداية العرض ظهرت فتاة جميلة الوجه والقوام والهندام، فشعرت واحدة من المشاهدات بالنعاس، فتثاءبت دون أن تضع يدها على فمها وأشارت الى الحسناء الجميلة، “شو هالفستان قليل الذوق”! ثم تقدمت فتاة أخرى، ناعمة القسمات وحلوة اللفتات، تعلو ثغرها ابتسامة وردية تتمنى أن تراها وتسمعها آناء الليل والنهار. فانبرت مشاهدة ثانية “تشبه كونداليزا رايس”. صاحت وناحت أخرى: “من وين مظبطين هالبنت البشعة يلي بتشبه الخادمة عند ماما بالكوت دي فوار”!
بعد الاستراحة، أعلن المذيع عن ظهور متباريات اخريات على الشاشة. بدت منهن صبية رشيقة رقيقة مثل عصفور الحسون، حين ينطنط على زهر الليمون، ولأمر ما، بدا الغضب على وجه إحداهن تشبه “شعبولا” فخامة وضخامة، وإذا تأملتها ملياً، أدركت على الفور إنها أكلت قطيعاً من الخراف المشوية المحشية مع ما يتبعها من مقبلات ومشهيات، وتحلّت بصينية بقلاوة وصينية نمورة، وشربت برميل “سفن أب” للتهضيم ثم جاءت تتسلى بجرش المكسرات وهي تتفرج على التلفزيون وتكاكي وتقول: “يا عمي شو هالبشاعة”!!
إنطعجت وتلوّت مشاهدة أخرى، لو نظرت إليها لعتبت على سيدنا نوح لأنه المسؤول عن حشر زوجين من كل نوع في فلكه، وصاحت بكلمات مختصرة: “يس نات كيوت”!! (نعم مش مهضومة)
أما الفرجة الحقيقية عندما ظهرت جميع المباريات كالحوريات على المسرح يخفّ على اجسادهن الناعمة فساتين السهرة وكانت منهن البنت الشفافة الحالمة والجميلة والمغرية مثل القصيدة الملهمة، واخرى مثل النغم المسحور، فرقصن جميعاً، رقصاً جعلهن اشبه بعصافير نيسان أطللَن من غيمة بيضاء يزقزقن على أزهار شجر اللوز والبيلسان، فتنطحت واحدة من المشاهدات معنا، منفوخة الشفتين مقروصة العينين، وكأنها دجاجة عريانة في ليلة بردانة وقالت بصوت يشبه الصياح عند الصباح: “ما فيهن واحدة حلوة بتعجبني”!!
طبعاً، هذا حفل ملكة جمال الكون. ولما ظهرت المتباريات بثياب البحر، واحدة من المشاهدات غطت شجرة وارفة على رأسها بعدة حجابات وزرعت حقل بقدونس حول عينيها، استنكرت وقالت: “انقطع شرش الحيا وراحت الأخلاق من روس الناس”!
من يرى بعض النساء أمام التلفزيون يتأكد له أن شيئاً واحداً يدخل السرور على قلوب بنات حواء القاعدات أمام الشاشة، وهو ان تكون النساء الأخريات أبشع منهن وأشنع. ولكن أين نجد أبشع وأشنع؟
Leave a Reply