صخر نصر
أشار استطلاع رأي لصحفـيي أبرز وسائل الإعلام الأميركي إلى أن العديد منهم يعتبرون إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما غير شفافة وغير ودية تجاه ممثلي الصحافة «السلطة الرابعة».
وقالت مصادر صحفـية إن أوباما هو الأقل ودية تجاه الصحافة، ويعتقد كثير من الصحفـيين أن الرئيس أوباما «لا يحب الصحافة» التي يسميها الوسط الإعلامي «صاحبة الجلالة». وقد اشتكى عديد من الصحفـيين من سوء تعامل إدارة أوباما مع وسائل الإعلام.
وبالتأكيد ليست إدارة الرئيس أوباما هي الوحيدة التي تتعامل مع الصحفـيين بشكل غير ودي، فقلة من مسؤولي العالم يحبون الصحفـيين أو يرتاحون للتعامل معهم، ففـي القمة العربية التي انعقدت فـي السودان عام 2005 التقينا بعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية آنذاك بعيد جلسة الافتتاح بقليل للرد على أسئلة الصحفـيين وافتتح المؤتمر الصحفـي مازحا بقوله: «كنت أحسب أني عندما أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم سيختفـي معظمكم» وبالتأكيد لم يكن عمرو يمزح ولايداعب الصحفـيين وانما كان يقصد ذلك وقدمه على سبيل النكتة، ولم يكن ليرد على أسئلة محرجة أو على أي صحفـي لم يتم الاتفاق معه من قبل مكتبه الاعلامي بشكل مسبق، وترك هامشا ضيقا جداً للأسئلة الكثيرة أجاب على بعضها، وبالعودة قليلا فـي رحاب الذاكرة وفـي بداية التسعينييات التقى رئيس الوزراء السوري انذاك بالصحفـيين للرد على اسئلتهم ولشرح واقع الاقتصاد والخدمات واستمع الى الاسئلة الكبيرة التي طرحت وحرص على الإجابة على سؤالين أساسيين تم تحضيرهما من قبل مكتبه الاعلامي واستغرقت الاجابة عن النفط والزراعة قرابة الساعة واجاب على بقية الاسئلة بدقائق وبانزعاج كبير. ويمكن سوق عشرات الأمثلة التي تؤكد عدم ارتياح المسؤولين وأصحاب القرار للصحفيين.
وربما لا نجد تفسيرا لأي تعامل لمسؤول مع الصحفـيين إلا بدافع البغض وتجنب «السفهاء» كما يود كثير من المسؤولين أن يروجوا عن الصحفـيين باعتبار أن تجنبهم أفضل من التعامل معهم، متناسين ان من يعمل فـي مهنة المتاعب لايهمه المسؤول بقدر مايهمه القارىء، فالقارىء هو الذي يهمنا، ونحن نخاطب الرأي العام ولانخاطب المسؤولين، فالمسؤولون أيا كانت مواقعهم فهي زائلة أما الناس فهم الذين يشكلون الرأي العام وهم الباقون، وهذا هو هدفنا.
لقد لمسنا محبة الناس فـي العيد الثلاثين لصدى الوطن، كان الجميع يتحدث بحب عن الجريدة، كناطقة باسم الجالية، ومدافعة عن قضاياها، لمسنا ذلك مباشرة فـي عيون من حضر الحفل، وسمعنا ذلك من الذين لم يحضروا، خاصة وان معظم أبناء الجالية يقرؤون الصحيفة ويتابعون مقالاتها باهتمام بالغ، لأنها قريبة من الناس وليس لأنها قريبة من هذا المسؤول أوذاك، فمحبة الناس لا تأتي بسهولة ولن تحوز مطبوعة عليها إلا بعد أن تكتسب ثقة القارىء وليس ثقة المسؤول، فالمسؤولون لهم مصالح ضيقة انتخابية أم غير انتخابية، وربما يكون الصحفـيون ( السلم) الذي يرتقي عليه المسؤول ليصل إلى الناس، ويبدو أن معظم المسؤولين ينسون أن لصاحبة الجلالة الفضل الأكبر فـي وصولهم إلى مناصبهم، فـيبتعدون عنها،أو يغيبونها إن تمكّنوا، فهي تكشف الحقائق وتعريها للوصول إلى الحقيقة التي غالبا ما يخشاها أصحاب الكراسي الزائلة.
Leave a Reply