فيرنديل – خاص “صدى الوطن”
بالقرب من نافذة في الطابق الثالث من مستشفى عالمي في لندن وضع جهاز من طراز “إنفجين تيك” بامكانه صنع نموذج لجمجمة فيها ورم.
قبل ذلك كان على الجراحين تفحص الجمجمة بدقة بالغة ولفترة طويلة ومن ثم اتخاذ القرار فيما يمكن عمله لصاحب الجمجمة.
“في الماضي كان عليهم العمل وفقا للاشعة المقطعية، أما الآن باستطاعتهم حمل نموذج حقيقي للجمجمة دقيق للغاية بين ايديهم” بحسب المدير التنفيذي لشركة “إنفجين تيك” علي السبلاني.
تصنع الشركة ماكينات استنساخ ثلاثية الابعاد عالية الدقة تقوم بانتاج سلع استهلاكية وادوات طبية. وتباع هذه الماكينات الى شركات متوسطة وكبرى تستخدمها في تصنيع منتجات خاصة بها.
يتم اولا تصميم المنتجات والادوات، بعد ذلك يحفظ ملف التصميم في صيغة “أس تي ال”، التي تتيح انتاج نماذج ثلاثية الابعاد، ومن ثم يوضع ضمن برامج “إنفجين تيك”، وبعد المرور بالماكينة التي تصنعها الشركة يتم انتاج المنتج، وخلال ساعات يمكن استخدامه.
تقوم ماكينات “إنفجين تيك” بانتاج الاسنان وتيجان الاسنان، والالعاب والمجوهرات والاعضاء البشرية واجهزة السمع…
يقول السبلاني ان سعر تاج الاسنان يتراوح بين 300 و800 دولار، اضاف ان “الشركة منحت عددا من ماكيناتها الى افريقيا ما ادى الى توفير هذه التيجان هناك بسعر 3 دولارات وساهم في تحسين مظاهر الناس”، وقال “في افريقيا بامكان الناس دفع 3 دولارات ثمنا لتاج الاسنان، لكن ليس بمقدورهم دفع 300 دولار”.
وتصنع “إنفجين تيك” 13 نوعا من الماكينات التي تستخدمها الشركات العالمية مثل “ديزني”، “فيشر برايس” للألعاب، و”كارتير” للمجهورات..
وتستخدم “ديزني” الماكينات في انتاج الرسوم المتحركة وتجسيد شخصياتها بألعاب ودمى.
ومن الماكينات التي تصنعها الشركة صنف معتمد من وكالة الاغذية والأدوية الفدرالية (اف دي أي) في سوق الاسنان، يقول السبلاني “استطيع حقا انتاج شيء يخرج من الجهاز ويذهب مباشرة الى الفم، ويكون مضمونا من طبيب الاسنان لسنة كاملة من المضغ”.
وتستخدم مواد مختلفة في هذه الماكينات بهدف انتاج منتجات متنوعة كالسيليكون، الليفين، الجلاتين، أغار، والتيتانيوم.
وتعتبر “إنفجين تيك” رائدة في مجال الاستنساخ على المستوى العالمي، فهناك شركة لبيع اجهزة السمع تصل ارباحها السنوية الى 4 مليار يورو، تستخدم اجهزة “إنفجين تيك” في 19 دولة.
ويقع مقر شركة “إنفجين تيك” في مدينة فرينديل (ميشيغن) وهو المكان الذي يعمل فيه السبلاني ويعتبر المقر الرئيسي للشركة في شمال أميركا، كما يرأس السبلاني شركتين مماثلتين في ألمانيا وكاليفورنيا.
وتقوم الشركة بالبيع والتوزيع واختبار المنتجات والدعم الفني. ويعمل في مقرها في فيرنديل 30 موظفا من مجموع 135 في انحاء العالم، وهناك خطة لمضاعفة قدرات الشركة في المانيا ليتاح الوصول الى الجمهور، من خلال تصنيع ماكينات اشبه بطابعة “ديل” التقليدية او طابعة “الليزر في اتش.بي”.
“نحن نسعى لانتاج ماكينات استنساخ ثلاثية الابعاد في متناول العائلة، يصل سعرها الى حوالي 3 ألاف دولار” بحسب السبلاني، علما بان الماكينات التجارية الحالية التي تنتجها “إنفجين تيك” تتراوح اسعارها بين 30 و 500 الف دولار.
والسبلاني من اصل لبناني هاجر الى اميركا عام 1986 وهو يبلغ من العمر 17 عاما، ولم يكن يحمل في جيبه سوى 700 دولار.
وحصل السبلاني على البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة “لورنس التكنولوجية” في ميشيغن وعلى الماجستير في الهندسة الكهربائية والحاسوب من جامعة “وين ستايت” في ديترويت، وبعد تخرجه انشأ شركته الخاصة في مجال استنساخ النماذج، وفي عام 1998 صمم نظاما خاصا بدأ بتسويقه عام 2003، حيث انتقل من بيع 3 ماكينات شهريا ليصل الى 60 ماكينة حاليا.
ويمتلك السبلاني اكثرية الحصص في الشركة والتي لا تستثمر في صناعة السيارات، حالياً بأكثر من 10 بالمئة نظرا لما مرت به هذه الصناعة من ازمات مالية في السنوات الاخيرة.
أحد اسباب نجاح “انفجن تك”، بحسب السبلاني، هو تحويلها الانتاج اليدوي الى انتاج رقمي حاسوبي، وذلك لا ينتقص من امر العمالة، طالما انه غير متاح تقليدها في الصين. ويختم السبلاني بالقول “انني فخور بما اقدمه لمساعدة مرضى الاسنان ومرضى الاورام الدماغية”.
Leave a Reply