البيت الأبيض يطالب بوقف التجارب فوراً
طهران – أجرت إيران الأسبوع الماضي تجربة على صاروخ أرض-أرض من طراز «سجيل» من الجيل الجديد يطال مداه إسرائيل في خطوة اعتبرها البيت الأبيض تتنافى مع الالتزامات الدولية لطهران مطالبة إياها بوقف مثل هذه التجارب «فورا».
وبالموازاة كرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من جديد أن بلاده ستسحق أي قوة تتحرك ضدها. وأعلن وزير الدفاع مصطفى محمد نجار الذي أوردت تصريحه وكالة «فارس» شبه الرسمية. أن «هذا الصاروخ يعمل على مرحلتين ومحركين ويستخدم الوقود الصلب ويمتلك مميزات هائلة وقدرات واسعة جدا».
وأكد أن جميع مراحل تصميم وتصنيع الصاروخ الجديد الذي له قاعدة إطلاق تمت على يد خبراء وزارة الدفاع الإيرانية. وشدد على «اختبار الصاروخ يأتي في إطار استراتيجية إيران الدفاعية الرادعة ونشاطاتها الصاروخية المتعارفة وأن أحد الأهداف من وراء صنعه هو تعزيز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وأنه لا يشكل أي تهديد ضد أي دولة أخرى». وأشار إلى أن صاروخ «سجيل» تم التخطيط له منذ العام الماضي وأنه ليس له أي صلة بالتطورات الأخيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لإطلاق الصاروخ. ولم تنشر أي معلومات حول مدى الصاروخ أو حول نجاح التجربة. وقال نجار إن «نظام الإطلاق، أي السرعة الكبيرة التي يمكن فيها نشره وإطلاقه يشكل جزءًا من سمات هذا الصاروخ».
ويشبه «سجيل» إلى حد كبير صاروخ «شهاب-3» الذي يبلغ مداه ألفي كيلومتر. وهذا المدى كاف لبلوغ إسرائيل . وأكد وزير الدفاع أن تجربة الصاروخ الجديد ليست مرتبطة «بالأحداث الاقليمية والدولية» ومبرمجة «منذ عام». وأكدت إيران مرارا أن التجهيزات العسكرية المصنعة محليا ومن بينها الصواريخ ليست سوى للأغراض الدفاعية وأنها لن تستخدمها ضد دول أخرى.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض جوردن غوندرو إن «قيام إيران بتطوير صواريخ بالستية يتنافى مع قرارات مجلس الامن الدولي ويتناقض تماما مع التزامات ايران حيال العالم».
واضاف إن «النظام الايراني يواصل عزل الشعب الايراني عن بقية المجتمع الدولي حين يقوم بأنشطة مماثلة». وتابع المتحدث «على إيران الإحجام عن القيام باختبارات جديدة للصواريخ إذا أرادت فعلا كسب ثقة بقية العالم. على النظام الايراني ايضا أن يوقف فورا تطوير صواريخ بالستية، يمكن أن تفضي الى (تصنيع) سلاح نووي مفترض».
وتأتي أحدث تجربة إطلاق صاروخ في أعقاب تكهنات مستمرة في الشهور الأخيرة بضربات أميركية أو إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية التي يشتبه الغرب في أنها جزء من برنامج سري للأسلحة. وتنفي طهران هذه المزاعم.
وجاءت التجربة بعد يوم من تقارير وسائل إعلام إيرانية تفيد بأن الحرس الثوري اختبر صاروخا جديدا بالقرب من الحدود العراقية. وقال تيم ريبلي المحلل بمجلة «جينز ديفنس ويكلي» «يجرونها (تجارب الاطلاق) طول الوقت. إنه استعراض إيراني للقوة». وأضاف ريبلي أن حقيقة أن الصاروخ يعمل في مرحلتين يمكن أن تزيد مداه مشيرا إلى أن إيران استعانت في الماضي بتكنولوجيا من كوريا الشمالية بالرغم من أنه قال إن لا يمكنه ذكر ما إذا كان ذلك حدث هذه المرة.
إلى ذلك قال نجاد في اجتماع حاشد بإقليم مازانداران الشمالي إن إيران ستتغلب على خصومها. وتابع في كلمة أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة «تدافع الأمة الإيرانية عن شرفها وأي قوة تريد أن تقف في وجه حركة الأمة الإيرانية ستسحقها الأمة تحت قدميها وتلطمها».
وقال الرئيس الإيراني إن على الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أن يغير من نهج الولايات المتحدة حيال الأمم الأخرى بشكل عام وإيران بشكل خاص. وقال «إن (شعار أوباما في) التغيير لا يجب أن يكون مجرد خطاب سطحي. الأهم هو التغيير في نهج بلاده حيال البلدان الأخرى».
Leave a Reply