صنعاء – رغم التظاهرات اليومية التي تحتل شوارع المدن اليمنية، والتشقاقات في جسم الحزب الحاكم والانشقاقات العسكرية والقبلية، يبدي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تصلباً وتمسكاً مستميتاً بكرسي الحكم.
وأمام هذا الواقع دخلت الازمة اليمنية، التي تقف على حافة الانفلات الأمني، بين “جمعة الإخاء” المؤيدة لصالح و”يوم الخلاص” منه (مع صدور هذا العدد، على وقع المبادرات الغامضة التي لم تلب، رغم كثافتها، مطالب المحتجين في الشارع حتى اللحظة.
وفي وقت أكدت المعارضة اليمنية تمسّكها بمطلب رحيل صالح الذي اتهمته بالمناورة والإكثار من المقترحات للبقاء في السلطة، تخلى المتظاهرون المناوئون للنظام عن دعوتهم للزحف باتجاه القصر الجمهوري خشية وقوع اعمال عنف.
وسجل في ساحة الاعتصام في صنعاء ازدياد لعدد الخيام المنصوبة، فيما اطلقت دعوات عبر موقع “فيسبوك” الالكتروني للعصيان المدني في اليمن كجزء من تصعيد التحركات.
وأصبح حكم صالح على شفا الانهيار بعد أسابيع من الاحتجاجات في صنعاء وغيرها من المدن فيما تشعر الولايات المتحدة والسعودية بالقلق بشأن من قد يخلف حليفهما. وقال دبلوماسي غربي كبير، حسب “رويترز”، إن صالح الذي بدت تصريحاته في بعض الأحيان وكأنه يستعد لترك الحكم قريباً وفي أحيان أخرى وكأنه يريد الانتظار حتى انتهاء ولايته الرئاسية مشتت بين الخيارين. وأضاف “أعتقد أنه مشتت للغاية بين كل هذه الأشياء وأن ما تسمعه منه هو نتيجة اضطراب داخلي”.
وقال الدبلوماسي “السيناريو الأفضل سيكون التوصل الى اتفاق وأن يذهب الطرفان الى البرلمان ويبدأ تنفيذ اتفاقهما” الأمر الذي يعتبر دليلاً إضافياً على تمسك الغرب ودول الجوار بصالح.
التخلص من الأحمر
وبعدما كشفت صحيفة “افتنبوستن” النروجية نقلا عن مذكرة سرية صادرة عن السفارة الاميركية في الرياض سربها موقع “ويكيليكس” ان صالح حاول “على ما يبدو” ان يستخدم السعوديين من غير علمهم للقضاء على قائد المنطقة الشمالية الشرقية اللواء علي محسن الاحمر خلال المواجهات مع المتمردين الحوثيين في العام 2010، أفاد مصدر عسكري مقرب من الاحمر ان الرئيس اليمني حاول “التخلص” من اللواء النافذ في الجيش اليمني.
وقال المصدر العسكري انه خلال المعارك مع الحوثيين “حاولت المدفعية اليمنية استهداف مواقع وحدات للجيش كان يقودها الاحمر في الملاحيظ” شمال البلاد، مضيفا “كان واضحا ان الرئيس اليمني يريد ان يتخلص منه لانه يقف حجر عثرة امام توريث” الحكم الى ابنه احمد قائد الحرس الجمهوري.
وتحدث المصدر ايضا عن “خلافات واضحة بين الاحمر وأحمد، ابن صالح، وطارق محمد عبد الله صالح، ابن اخ الرئيس وقائد وحدات الحرس الخاص”. وأشار الى حادثة وقعت قبل سنتين حين نظم عرض عسكري في صنعاء تخلله “تخريب لمعدات فرقة الاحمر خشية ان تستهدف صالح، قبل ان تسلم في نهاية العرض الى الحرس الجمهوري”.
Leave a Reply