ديترويت – عاد التألق الى معرض ديترويت الدولي للسيارات الأسبوع الماضي فيما احتفل صانعو السيارات بالانتعاش الكبير وارتفاع المبيعات بعد سنوات من اعادة الهيكلة المؤلمة وافلاس شركتي “جنرال موتورز” و”كرايسلر”.
وسيبدأ المعرض باستقبال الجمهور اعتبارا من السبت ١٥ الشهر الجاري ويستمر لغاية 23 منه. وفازت سيارة “شفروليه فولت” (جنرال موتورز” بجائزة افضل سيارة للعام 2011، فيما فازت “فورد اكسبلورر” بجائزة افضل سيارة كبيرة (تراك) للعام، وقد قام بالاختيار 49 صحفيا متخصصين بشؤون السيارات، مع الاشارة الى ان المعرض استقطب هذا العام آلاف الصحفيين من ارجاء الولايات المتحدة والعالم، جاؤوا لتغطية الحدث الذي يشهد عرض 30 الى 40 سيارة جديدة.
وعانت ديترويت التي تحتضن اكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات في الولايات المتحدة (“جنرال موتورز”، “كرايسلر” و”فورد”) من تدهور اقتصادي شديد وسط خسارة متواصلة لحصتها في السوق لصالح منافساتها الاسيوية واسوأ تدهور اقتصادي تشهده تلك الصناعة منذ عقود. واغلقت المصانع وشركات المزودين وخسر الملايين وظائفهم في انحاء البلاد المختلفة.
ولكن بعد ان وصل الوضع الاقتصادي الى اسوأ مراحله في عام 2009 مع انخفاض المبيعات الى ادنى مستوى لها منذ ركود عام 1983، واضطرار شركتي “جنرال موتوزر” و”كرايسلر” الى اعلان افلاسهما والحصول على مساعدات حكومية، بدأت المبيعات في التحسن في عام 2010 وبدأت الشركات الثلاث في جني المكاسب.
وقالت ريبيكا ليندلاند المحللة في شركة “اي اتش اس اوتوموتيف” في مقابلة ان تلك الشركات “شهدت نهضة كبيرة”.
واعلنت الشركة عن تسجيل ارباح بقيمة ملياري دولار في الربع الثالث من العام، ثم اطلقت اكبر اكتتاب اولي في التاريخ في تشرين الثاني (نوفمبر).
اما شركة “كرايسلر”، التي لم تعقد حتى مؤتمرا صحافيا في معرض العام الماضي لان معروضاتها كانت قديمة وضعيفة، فقد تمكنت من زيادة حصتها في السوق في عام 2010 وتعرض هذا العام طرازين جديدين ينتظرهما السوق.
اما شركة “فورد”، الوحيدة التي تمكنت من الصمود امام اسوأ ركود تشهده البلاد منذ عقود دون الحاجة الى مساعدة الحكومة، فقد استعادت مكانتها وانتزعت المرتبة الثانية في السوق الاميركية من الشركة اليابانية “تويوتا” في عام 2010 بعد ان شهدت اسهمها نموا للعام الثاني على التوالي.
وسادت مشاعر الارتياح الواضحة المعرض. وصرح ديفيد كول رئيس مركز ابحاث السيارات في ولاية ميشيغن لوكالة “فرانس برس” “هناك مستوى من التفاؤل خاصة لدى الشركات المحلية لصناعة السيارات، لم نشهده منذ فترة طويلة”.
ومع التوقعات بارتفاع المبيعات بشكل كبير في الولايات المتحدة والعالم، لا تزال شركة “تويوتا” تعاني من تداعيات سلسلة عمليات سحب اعداد كبيرة من السيارات من السوق، فان احتمالات تحقيق الشركات الاميركية مكاسب كبيرة جيدة.
الافتتاح
وكانت شركة “ديملر” السباقة الى الاحتفال في مركز “كوبو هول” في وسط ديترويت حيث اقامت حفل جاز للترفيه عن الصحافيين، فيما انشغلت العارضات في سكب كؤوس الكوكتيل وتقديم الاطعمة الخفيفة.
وقال ديتر زيتشيه الرئيس التنفيذي لشركة “مرسيدس-بنز” اثناء الكشف عن احدث موديلات الشركة “لقد بدأت معركة ترويج المنتجات. ونتوقع ان يكون عام 2011 عاما ممتازا”.
واقامت شركة “فولكس فاغن” حفلا فاخرا ليلة الاحد الماضي مع سعيها لزيادة مبيعاتها في الولايات المتحدة التي تعتبر ثاني اكبر سوق للسيارات في العالم في اطار استراتيجية لاخذ مكانة “تويوتا” كاكبر مصنع للمحركات الرياضية.
ويستمر التركيز على السيارات “الخضراء” الصديقة للبيئة في المعرض في الوقت الذي تعيد فيه شركات السيارات النظر في سياراتها بحيث تتوافق مع المعايير الصارمة الجديدة لانبعاثات الغاز.
اما “تويوتا” فانها بالاضافة الى سيارة “بريوس هايبرد” الشهيرة، تقدم سيارة جديدة، وسيدلي رؤوساء الشركة التنفيذيين باعلانات مهمة حول المنتجات المستقبلية.
وكشفت شركة “جنرال موتورز” عن سيارتها الجديدة “شيفي سونيك” اضافة الى سيارة “بويك” الصغيرة الجديدة، كما يتوقع ان تروج بشكل رئيسي سيارة “شيفي فولت” الجديدة التي نزلت الى السوق مؤخرا.
وتعرض شركة “فورد” سيارتها الكهربائية الجديدة “فوكس” التي عرضت الاسبوع الماضي في معرض في لاس فيغاس، بينما تعرض شركة “تيسلا” سيارتها الكهربائية الفاخرة الجديدة، وستعرض شركة “بي واي دي” الصينية سيارة “اي 6” الكهربائية التي يتوقع ان تنزل الى الاسواق هذا العام.
كما سيحظى محبو السيارات الفاخرة بمشاهدة الكثير من السيارات خلال هذا المعرض. فقد عادت شركة “بورش” بعد غياب اربع سنوات لتقدم سيارتها الجديدة “سبايدر”. بينما تعرض “بي ام دبليو” العديد من الموديلات الجديدة ومن بينها “اي 650” المكشوفة، وتعرض دايملر سيارة “مرسيدس-بنز” جديدة سيدان من فئة “سي كلاس” وستعرض شركتا “اودي” و”بنتلي” كذلك سيارات جديدة.
Leave a Reply