رحيل مؤسس أفران «الياسمين» و«الشمس» محمد سبليني عن 75 عاماً
ديربورن – «صدى الوطن»
في 12 شباط (فبراير) المنصرم، انتقل إلى جوار ربه، مؤسس أفران «الياسمين الجديدة» و«الشمس» محمد سبليني، عن عمر ناهز الـ75 عاماً.
وأقيمت مراسم الجنازة والعزاء في «المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن، فيما نقل جثمان الفقيد ليوارى الثرى بمسقط رأسه ببلدة لوبية، في جنوب لبنان.
كان سبليني قد أسس العديد من الأعمال التجارية في قطاع الخدمات الغذائية، انطلاقاً من لبنان ثم في أميركا وكندا، حيث افتتح مخابز «الياسمين» في بيروت وديربورن ومونتريال وويندزر وأوتاوا، كما أسس أفران «الشمس» لاحقاً في مدينة ديربورن هايتس.
وإلى جانب مهنته التي ورثها عن والده، كخبّاز محترف، عرف عن الراحل اهتمامه بالتعليم الأكاديمي، ودفعه حرصه على توفير الفرص التعليمية لأبناء بلده، إلى المساهمة في افتتاح العديد من المدارس في لبنان.
اشتهر سبليني بإتقان العمل والتفاني في خدمة الزبائن وتقديم أجود المنتجات، وقد وصفه موظفوه وأقاربه بأنه مثال لرب العمل المجتهد، «كان حاضراً دوماً لإسداء النصح للآخرين والوقوف إلى جانبهم»، و«كان شخصاً يمكن الاعتماد عليه، ولا يخذل من يلجأ إليه».
كما كان شخصاً كريماً ومعطاء، بشهادة من عرفوه واختبروه على مر العقود، إضافة إلى كونه صاحب أياد بيضاء في مساعدة المحتاجين والأيتام.
مهنياً، عرف بأنه شخص يتطلع إلى الكمال، وهو ما يفسر سر اهتمامه بجودة الرغيف الذي تنتجه مخابزه، فاكتسبت «الياسمين» شهرة واسعة ليس فقط في الوطن الأم، لبنان، وإنما أيضاً في عموم الولايات المتحدة حتى اقترن اسم ديربورن بالأفران التي استقطبت عشاق الخبز العربي من جميع أنحاء البلاد.
أفران «الياسمين الجديدة» التي أسسها في ديربورن عام 1987، والتي يديرها اليوم أشقاء المرحوم، كانت ولاتزال إحدى معالم عاصمة العرب الأميركيين، باعتراف رئيس البلدية الأسبق مايكل غايدو.
أما أفران «الشمس» في ديربورن هايتس، فيديرها أبناؤه الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق توزيعها من خلال آلات إنتاج حديثة وشبكة توزيع واسعة باتت تقدم رغيف «الشمس» في أكثر من 35 ولاية أميركية، وقد اكتسبت منتجاتها سمعة ممتازة بسبب محافظتها على الطزاجة لفترة أطول، إضافة إلى مكوناتها الطبيعية والصحية.
كان سبليني من المؤمنين بالحكمة القائلة «من يزرع يحصد»، وقد تمثّل بهذه الكلمات خلال عمره المديد، متطلعاً إلى قطف الثمار خلال حياته، وقبل أن تغمض عيناه إلى الأبد، رأى حصيلة تعبه وكدحه وكان سعيداً وفخوراً بالنتائج التي حققها، وبالإرث المثمر الذي تركه لأبنائه وأحفاده والأجيال القادمة.
وكان الفقيد قد حمل –طوال حياته– إرث والده علي محمد سبليني الذي عمل بدوره لسنوات طويلة كخباز. وكان يساعد والده في الفرن منذ صباه حتى أتقن حرفة الأسرة، ونمّى مهاراته وزاد من خبراته عبر التجارب والتعليم.
وبصرف النظر عن نجاحه المهني، كان سبليني الابن الأكبر لوالديه، وقد حمل لواء الأسرة الجنوبية بعد وفاة أبيه، وكان مثالاً لعميد العائلة، والأب الحنون الذي لا يفرق بين أبنائه.
وحتى في غمرة سعيه الدؤوب والمجهد من أجل تحقيق النجاح، كان على الدوام صاحب قلب طيب ورأفة إنسانية قل مثيلها.
سبليني، متزوج من السيدة سارة سبليني، ولهما سبعة أبناء، هم: علي، أحمد، عبد الرحمن، علا، ديما، ديانا، وعفيفة.
أسرة «صدى الوطن» تتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد وعموم الجالية العربية، موقنة من مواصلة مسيرة الإتقان في العطاء على خطى الفقيد رحمه الله.
Leave a Reply