نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
انقطع التواصل في مكان، ولم يرجع الإنسان الشرقي ليبحث عنه. وهكذا أدركه الكبر من دون أن يدرك وحشة أن يكون المرء في مواجهة وحدته، عاجزاً عن أن يتواصل مع ذاته ومخاطبتها.
من العديد من أبناء الجالية، هنا في ديربورن، نسمع الشكوى من مرارة الغربة وصعوبة الإبتعاد عن أرض الوطن والأجداد. والبعض وصل به الأمر الى حد سب ولعن الساعة التي أوصلته إلى ديار الاغتراب، رغم أن الكثيرين، ربما من صحبه وأهله في الوطن الأم يحلمون بالفرصة التي تسمح لهم بالهجرة والابتعاد عنه غير آسفين.
التأفف والتبرؤ من الواقع الاغترابي وواقع البلد الأم أنتج شريحة واسعة من المجتمع العربي الأميركي فاقدة للهوية الجماعية، وتتحكم فيها أنانية الفرد. فلذلك لابد من أن نبحث عن طريقة مثالية تسمح للإنسان الشرقي بالحياة والعيش من دون أن تتحكم فيه نوازع العودة إلى الوطن أو الهجرة منه. لابد أن تكون هناك أسباب حياة تمنح القدرة على الإبداع والتقدم وإدراك الطريقة المثالية للحياة الإجتماعية، والأسلوب الذي يجعل الأكثرية سعداء بالعيش هنا في الغرب، حيث مستقبل أولادنا وأحفادنا، سواء رضي البعض منا أو دفن رأسه برمال اللامبالاة، فهذه الأرض صارت وطناً آخر لنا، نحمل جنسيتها ونعيش ونأكل من خيرها ومن يضمن إن عاد هو إلى وطنه أن يعود معه أولاده وإن عاد أولاده من يضمن أن يرجع أحفاده.
لا ينفع البكاء والمواقف السلبية والإكتفاء بترديد حكايات بطولات واختراعات الأجداد القدماء وحشوها في عقول أولادنا وصغارنا.
علينا أن نصحو وننتبه، ويكفي ما فاتنا من تواكل وتكاسل وترك الأمور الى الله تعالى وحده.
البعض منا لا يرى في كيانه إلا العمل الشاق وتكديس الأموال، وشراء العقارات وبناء المنازل الفارهة هنا وفي الوطن، وتدليل الزوجات الى حد البطر والأبناء الى حد الإفساد، لكن علينا العمل بجدية لإيجاد أرضية تصلح لنا أن ننخرط بالواقع الاجتماعي والسياسي لنصنع المستقبل لنا ولأبنائنا.
إن أكبر خطأ نقوم به هو عدم ممارسة حق التصويت في كل المواسم الإنتخابية. وهذا لا شك خطأ فادح، ندفع ثمنه جميعاً عندما نتقاعس ولا نقوم بأبسط واجب وهو الإنتخاب، الذي من المؤسف والغريب أن يمتنع أغلبنا عن الإدلاء بصوته لنهضة مجتمعنا عبر دعم الكفاءات الكثيرة بيننا.
إن عملية الإنتخاب حق وواجب، ويوم الثلاثاء القادم أتمنى أن يمارس الجميع حقهم في الإنتخاب، لنضع أقدامنا على عتبة المستقبل بأمل وثقة ولندعم كل المرشحين المؤهلين من الجالية للوصول إلى المناصب العليا، وفي مقدمتهم المحامي سالم سلامة، هذا الإنسان المتعلم والمثقف والمؤهل لإيصال صوتنا ومساندة قضايانا، لأنه «منّا وفينا» يعرفنا ونعرفه جيداً، ونجاحه بالفوز بمنصب قاض في مدينة ديربورن سيكون نجاحاً لنا جميعاً.
Leave a Reply