صحيح أن امرؤ القيس كان شاعراً فحلاً وملكاً فخوراً بنفسه لكنه في النهاية لجأ إلى الأغراب وإلى قيصر الروم ليساعده على استرداد ملكه المسلوب من بني جلدته. وصحيح أن الحطيئة كان شاعراً هجّاءً وساخراً ولكنه كان كارهاً لنفسه. وصحيح أن المتنبي ملأ الدنيا وشغل الناس ولكنه هبط إلى ما بين الأقدام لالتقاط الدنانير التي نثرها أحد الممدوحين. وصحيح أن أدونيس هو الشاعر العربي العالمي الأول على رأي المفكر ادوارد سعيد وأنه شاعر مثير للجدل في شعره وفي فلسفته ولكنه في النهاية نطق بالشهادتين إكراماً لخاطر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وصحيح أن الراحل محمود درويش حمل القضية الفلسطينية إلى آفاق مغايرة لكنه كان قاسياً على موظفيه الذين كانوا يتقاعسون عن حلاقة ذقونهم كما كان لا يسعد بدعوات ياسر عرفات الى مائدة الطعام بسبب تقشف “أبو عمار” الأسطوري. وصحيح أن محمد الماغوط كتب الكثير من الهجاءات اللاذعة للمخابرات ورجال الأمن ولكنه امتلك العديد من الصداقات معهم. وصحيح أن فيصل القاسم من أكثر مقدمي البرامج التلفزيونية شهرة ولكنه يعمل بعقلية الـ”بودي غارد”. وصحيح أن عمرو أديب قادر على مناقشة قضايا حساسة لكنه يعمل بعقلية البوّاب ومعلق مباريات كرة القدم. وصحيح أن زياد الرحباني عبقري وفيلسوف ومهضوم ولكنه يريد أن يكون عبقريا وفيلسوفا ومهضوما طوال الأربع وعشرين ساعة فيفشل بذلك وتطلقه زوجته. وصحيح أن مارسيل خليفة فنان يساري ومبدع ويغني لمحمود درويش ولكن لا يمكن ابتلاعه وهضمه وهو يشتكي كالمصابين بعقدة الاضطهاد على شاشات التلفزة. وصحيح أن جهاد الخازن من أكبر الشخصيات الإعلامية في العالم العربي وأنه صاحب عمود يومي وأنه يمتلك علاقات مع الرؤساء والملوك وأصحاب القرار ولكنه قلما كتب شيئا مفيدا أو مدهشاً أو أي شيئا خارج النصائح الحكيمة والحكي اليومي. وصحيح أن محمد حسنين هيكل صاحب تجربة مثيرة في الحياة وفي قناة “الجزيرة” ولكنه قلما أكمل جملة مفيدة واحدة في حلقات برنامجه التي يبلغ طول الواحدة منها ساعة طويلة بالتمام والكمال ولا بأس بذلك طالما أن الساعة بخمسة جنيه والحسّابة بتحسب. وصحيح أن الصحافي حسن م يوسف أمضى أكثر من ربع قرن في صحيفة “الثورة” السورية، ولكنه خرج منها وقد أمضى في جريدة الثورة أكثر من ربع قرن من الزمان لا أكثر ولا اقل.. يعني تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي ولذلك ليس مستغرباً أداءه الركيك والممل على شاشة “الجزيرة” في مواجهة الغول ابراهيم العريس. وصحيح أن منصور الرحباني فنان عبقري وملهم وصاحب تاريخ طويل في الفن والإبداع ولكنه رفض في مقابلة تلفزيونية لقب “الفنان” والسبب أن كلمة “فنان” في اللغة العربية تعني “حمار الوحش”.. فتأمل يا رعاك الله.. ناهيكم عن قوله في لقطة أخرى: إن صحن الحمّص أهم من الحلاج. وصحيح أن غسان الرحباني هو ابن الياس الرحباني، ولكنه.. ابن الياس الرحباني فقط ولا شيء غير. وصحيح أن عادل إمام هو أهم كوميديان عربي قادر على إضحاك الملايين ولكننا لا نعرف دوافعه الحقيقية لدعم جمال مبارك. وصحيح أن غوار الطوشة الذي لقبه دريد لحام لمس قلوب الملايين حين غنى “فطومة” وأبكاهم عندما غنى “بكتب اسمك يا بلادي” ولكننا لا نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى دعم.. جمال مبارك. وصحيح أن الهوليودي مصطفى العقاد أخرج فيلم “الرسالة” ليقدم الإسلام الحقيقي إلى الغرب.. لكن لم يشاهد أحد من الغربيين هذا الفيلم ومن حسن حظ العرب أنه توجد نسخة باللغة العربية تبثها التلفزيونات العربية في المناسبات الدينية وفي أيام الأعياد. وصحيح أن البروفيسور أسعد أبو خليل رجل غاضب، ولكنه أصبح أقل غضباً منذ وقوعه في الحب وتحوله الى “أنكيدو” جديد. وصحيح أن ناصر قنديل ليس مشغولاً إلى هذا الحد ولكن لا بأس باستضافة الصحافي رفيق نصر الله بدلا منه.. فلن يتغير الشيء الكثير. وصحيح أن زاهي وهبة مقدم برامج ناجح ولكنه شاعر فاشل. وصحيح أن المذيع أحمد منصور يعمل في قناة “الجزيرة” ولكنه يريد من جميع المشاهدين العرب أن يكرهوا جمال عبدالناصر فيحصل أن نصفهم على الأقل يخرج في ختام الحلقة كارهاً له، لأحمد وليس لجمال. وصحيح وصحيح وصحيح، ولكن ولكن ولكن، وهكذا.
وصحيح أن فيروز قامة فنية وأنها سفيرتنا إلى النجوم، ولكن ما المانع إذا تم منعها من الغناء إذا ارتأت المحكمة ذلك؟
Leave a Reply