واشنطن – محمد دلبح
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن قوات الجيش السوري تعمل على استكمال حصار حلب لإنقاذ ما تبقى من المناطق التي تخضع لسيطرة المتمردين. وقالت الصحيفة في تقرير مطول إن استعادة القوات الحكومية السيطرة على حلب يعني بداية النهاية لتلك «الثورة» التي تتلقى الدعم من الدول الغربية ودول عربية خليجية.
ونقلت الصحيفة عن قيادات للجماعات المسلحة في منطقة حلب قولهم إنهم يعملون على تخزين المزيد من المواد الغذائية للحيلولة دون حدوث مجاعة واسعة قد تجبرهم على الاستسلام كما حدث في حمص في شهر مايو الماضي التي شكلت استعادتها من قبل القوات الحكومية السورية ضربة قوية للمتمردين.
وتقول الصحيفة «إن القوات الحكومية تطوق حلب حاليا من ثلاث جهات وخاصة بعد سيطرتها على مدينة الشيخ نجار الصناعية التي تقع شرقي حلب في شهر يوليو (تموز) الماضي». ويحاول الجيش السوري حاليا إطباق الحصار على آخر ممر يقع تحت سيطرة المسلحين، وهو بعرض أربعة أميال يقع في الشمال الشرقي.
وشكّلت خسارة الجماعات المسلحة للمدينة الصناعيّة صدمة بالنسبة إليهم، فقد ظلّت المدينة لما يزيد عن عامين تحت سيطرتهم، وكانت بمعاملها الحصينة، رادعاً للقوات الحكومية في زحفها شرق حلب. إذ يخشى مقاتلو الجماعات المسلحة أن تصبح المدينة نقطة لتمركز القوات الحكومية تستخدمها للتقدّم نحو الغرب، لإكمال الطوق العسكريّ على الأحياء التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة في حلب، مستعينة في ذلك بسيطرتها على التلال المرتفعة المحيطة بها، ممّا يضمن لها عدم استعادة الجماعات المسلحة لها بسهولة.
وعزا قائد مايسمى بـ«جيش المجاهدين»، إحدى أبرز فصائل الجماعات المسلحة في حلب، المقدّم أبو بكر، ما حدث في المنطقة الصناعية إلى اضطرار المسلحين المرابطين في المنطقة، للإنسحاب لحماية بلداتهم في ريف حلب الشماليّ، التي يهاجمها تنظيم «الدولة الإسلاميّة -داعش».
وقال ابو بكر «قمنا بإرسال مزيد من التعزيزات إلى جبهات القتال في حلب، خصوصاً إلى منطقة الشيخ نجّار والراموسة. الوضع الميدانيّ ممتاز كحالة دفاعيّة، أمّا الهجوم حاليّاً، فيتطلّب «أسلحة نوعيّة»، مشيراً إلى «مفاجآت يتمّ الإعداد لها»، لكنّه رفض الإفصاح عنها في الوقت الراهن.
وأضاف «إنّ قلّة الدعم وغياب السلاح النوعيّ هما أحد أبرز الأسباب وراء تقدّم قوّات النظام، التي يتدفق إليها السلاح من البوابّات الشرقيّة، ويحظر السلاح عن المعارضة التي تقاتل «داعش» والنظام في الوقت نفسه».
ويتابع مقاتلو الجماعات المسلحة في حلب الانتصارات التي يحقّقها تنظيم «داعش» في شرق سوريا وغرب العراق بقلق شديد، فهم يعلمون جيّداً أنّ لذلك انعكاساته عليهم. فسيطرة «داعش» على كامل المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين في دير الزور، يعني تفرّغ التنظيم للاتّجاه غرباً، وتحديداً ريف حلب الشماليّ. بعد أن تم دحر مسلحي «الجيش الحر» من المناطق الريفية. وقال حسام الماري، الناطق باسم «الجيش الحر» «إننا على وشك خسارة حلب ولا أحد معني بذلك، ويضيف: لن يكون بإمكاننا إنعاش «الثورة» إذا حدث ذلك وسنخسر المعتدلين في سوريا».
ويعتقد نوح بونزي من مجموعة الأزمات الدولية أن استعادة القوات الحكومية السيطرة على حلب سيؤدي إلى إنتهاء المعارضة الرئيسية خلال ستة أشهر أو عام على أبعد تقدير. وقال «ربما يقوم بعض المتمردين بالتوقف والاستسلام والسعي للتوصل إلى تسوية مع النظام، أو التطلع إلى الانضمام إلى المجموعة المقاتلة الوحيدة الباقية وهي «داعش»».
وتسعى الجماعات المسلحة وخاصة «الجيش الحر» إلى الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية من الدول الداعمة لها بقيادة الولايات المتحدة، حيث حصل مؤخرا من خلال قيادة العمليات العسكرية في تركيا على مزيد من الذخائر والطعام والأسلحة من بينها صواريخ مضادة للدبابات من طراز «تاو» لكن متمردي «الجيش الحر» يقولون: «إنها غير كافية لتغيير الميزان العسكري على الأرض».
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول في قيادة «الجيش الحر» في استنبول قوله «إذا ما وقع الحصار في حلب، فسيكون هزيمة «الثورة»».
وتتطلع «الجبهة الإسلامية» التي يقودها «زهران علوش» والتي لها حضور أفضل في منطقة حلب من «الجيش الحر» إلى تلقي المزيد من المساعدات والدعم العسكري، علما أنها تعتمد بشكل أساسي على الدعم الذي تتلقاه من قطر. وقال محمد علوش أحد قادة الجبهة من مقره في الريحانية التركية قرب الحدود السورية ««الجبهة الإسلامية» ليست الوحيدة التي تعاني، ولكن كافة المتمردين يعانون من فقدان الموارد. كل هذه الدول التي كانت تدعمنا أصبحت تعبة. لقد مضى على الثورة وقت طويل.
Leave a Reply